صورة لما يعتقد أنه تجارب لصواريخ باليستية إيرانية.(أرشيف)
صورة لما يعتقد أنه تجارب لصواريخ باليستية إيرانية.(أرشيف)
الثلاثاء 27 يونيو 2017 / 13:46

الاتفاق النووي لا يقلل حماسة إيران لدعم الإرهاب

رأى الباحثان جاك كارافيلي وسيباستيان ماير، في مقال نشرته صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، أن الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى الكبرى للمجتمع الدولي في شهر يوليو (تموز) 2015، واعتبر انفراجة دبلوماسية، قد حقق بعض النجاحات الملحوظة على المدى القصير ولكن معظمها يصب في صالح إيران.

إيران، بالمثل، مستمرة في تطوير برنامجها للصواريخ الباليستية باعتباره أحد عناصر أنظمتها الدفاعية التي تُركت دون عوائق في المفاوضات النووية

ويلفت الباحثان إلى أن أغلب أنشطة إيران النووية (وليس جميعها) قد جمدت أو باتت مقيدة، وفي المقابل استعادت طهران مليارات الدولارات من أصولها المجمدة سابقاً، وعادت إلى التجارة الدولية حيث تسعى أوروبا والصين خصوصاً إلى تنشيط التجارة والاستثمار مع النظام الإيراني الثيوقراطي، الأمر الذي سيقود إلى تعافي الاقتصاد الإيراني الذي يعاني بشكل مزمن من سوء الإدارة والأزمات.

طموحات إيران

ويقول الباحثان: "ولكن الصورة ليست وردية كما تبدو؛ إذ من الخطأ والعبث أن نستخلص أن طموحات إيران قد انتهت وأنها لن تشكل تهديداً بالنسبة لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط أو خارجها؛ خصوصاً أن الاتفاق النووي ينص على مدى زمني محدد يتراوح بما بين أعوام 10 و 15 عاماً".

ولا يزال لدى إيران في الوقت الراهن حوافز للالتزام بشروط الاتفاق النووي، بدءاً بالمكاسب المالية غير المتوقعة التي حققتها إلى جانب إعادة دمجها في المجتمع الدولي، ولكن لا شيء من ذلك أدى إلى تقليل حماسة إيران لدعم الإرهاب أو النظام "القاتل" للرئيس السوري بشار الأسد بحسب الباحثين. وعلاوة على ذلك، لا توجد دلائل حتى الآن على أن لدى إيران خططاً طويلة الأمد للتخلي عن برنامجها النووي، وهو ما يعني أن الاحتمال الأقرب للحدوث يتمثل في تطويرها للأسلحة النووية.

تطوير الأسلحة النووية
ويتوقف تقرير صدر مؤخراً عن معهد العلوم والأمن الدولي (الذي يتمتع بمصداقية عالية) عند تصريحات مدير منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، على أكبر صالحي، والتي مفادها أن "إيران تملك القدرة على البدء في إنتاج أجهزة الطرد المركزية المتقدمة في فترة وجيزة"، ويُعد الطرد المركزي هو الآلية المستخدمة في تخصيب اليورانيوم وخلق المواد الإنشطارية اللازمة لصنع سلاح نووي.

وربما تتذرع إيران بالادعاء المخادع بأن من حقها العمل على برنامجها النووي في السنوات المقبلة، ولكن من الناحية العملية يجب ألا تتوافر لديها أي أسباب تجعلها تخصص موارد مالية لهذا النشاط في الوقت الراهن إذا كانت لا تعتزم، كما تدعي، متابعة تطوير الأسلحة النووية، لا سيما أن الانتاج الضخم لأجهزة الطرد المركزي المتقدمة (إذا تم تنفيذها) من شأنها أن تمنح إيران ميزة حاسمة إذا رغبت في التعجيل بتطوير الأسلحة النووية.

أنشطة مشبوهة
ويشير الباحثان إلى أن إيران، بالمثل، مستمرة في تطوير برنامجها للصواريخ الباليستية باعتباره أحد عناصر أنظمتها الدفاعية التي تُركت دون عوائق في المفاوضات النووية باستثناء حقيقة أن العقوبات المفروضة حالياً من الأمم المتحدة على برنامج الصواريخ سيتم رفعها في غضون ست سنوات، كما تدرك إيران أهمية القدرة على وصول الأسلحة النووية إلى أهدافها، ومن ثم لا تخفي إلتزامها بالحفاظ على برنامجها النووي وتطويره. وفي الوقت الراهن، لدى إيران صواريخ باليستية قادرة على مهاجمة أهداف في جميع أنحاء الشرق الأوسط وربما أماكن أبعد من ذلك.

ويضيف الباحثان أن إيران تواصل تحدي المطالب الدولية المتكررة بالتخلص من أنشطتها المشبوهة في منشأة بارشين العسكرية، حيث تشير الشكوك منذ سنوات أن إيران نفذت اختباراً للمتفجرات الشديدة التي يكون استخدامها مفيداً فقط في حالة تطوير الأسلحة النووية.
    
حقائق مزعجة
وعلى الرغم من أن جزءاً كبيراً من المجتمع الدولي يتجنب إثارة مثل هذه القضايا، فإنها تُعد حقائق مزعجة وإذا تُركت من دون علاج سوف ينتج عنها على الأرجح أزمة في المستقبل. وربما تكون الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي الآلية المناسبة لتناول هذه القضايا، وخاصة أن دول العالم (معظمها أعضاء في الوكالة) تستحق أن يكون لديها صورة واضحة عن أنشطة إيران من خلال إجراء يتسم بالجدية من أجل الاقتناع بأن المجتمع الدولي قادر على التعامل مع إيران بنجاح، وأن التصرفات الإيرانية يمكن رصدها بمصداقية.

ويختتم الباحثان أنه لا يمكن التوصل إلى ذلك الاستنتاج بمصداقية من دون كشف المعلومات عن وتيرة ونطاق الأنشطة النووية والصاروخية الإيرانية، وحتى يتم حل مثل هذه القضايا يمكن التأكيد أن تصرفات إيران منذ توقيع الاتفاق النووي مثيرة للقلق وتثير شبهات جديدة.