دمار في العراق.(أرشيف)
دمار في العراق.(أرشيف)
الخميس 13 يوليو 2017 / 14:28

إعمار العراق.. خطر كسب الحرب وخسارة السلام!

قبل أيام، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن تحرير الموصل، وسيطرة الجيش العراقي على شطري المدينة الشرقي والغربي، رغم تمترس بعض جيوب التنظيم الإرهابي داخل أحياء المدينة القديمة.

تتباين تقديرات بشأن كلفة إعادة الإعمار في العراق، ولكن مسؤولين عراقيين يبحثون خططاً تكلف نحو 100 مليار دولار

وكتب جاك واتلينغ، محرر أمريكي، في مجلة ذا أتلانتيك أن استعادة مسجد النوري الكبير، الواقع في قلب الموصل القديمة عند الضفة الغربية لنهر الفرات، يعَتبر نصراً رمزياً، نظراً إلى كون المسجد هو المكان الذي أعلن أبو بكر البغدادي، زعيم داعش، عن منبره، عن تأسيس "خلافته".

تحدي
ولكن، برأي واتلينغ، يمثل أيضاً المسجد حجم التحدي الذي يواجهه العراق. فقبل تحريره، فجر مقاتلو داعش مئذنته الأثرية، وهو عمل وصفه العبادي بمثابة "اعتراف رسمي بالهزيمة". وفي أوج قوته، سيطر داعش على 40% من الأراضي العراقية، وروع قرابة 10 ملايين عراقي. وقد أدى طرد داعش من تلك المنطقة، باستثناء مدينتي الحويجة وتلعفر، إلى تشريد ثلاثة ملايين شخص، وشن أكثر من 13 ألف غارة جوية. وقد أدى كل ذلك بالإضافة لما عرف عن داعش بزرعه مدنأ بكاملها بألغام ومتفجرات، للتسبب بدمار مساحة كبيرة من الأراضي العراقية.

مركز صناعي
ويلفت المحرر إلى أن سقوط الموصل في يونيو( حزيران) 2014، والتي كانت مركزاً لصناعات متوسطة الحجم، أدى للقضاء على عدد من تلك الصناعات العريقة. فقد استضافت الموصل مصانع أدوية ومجموعة كبيرة من حرفيين أنتجوا قطع أثاث وأدوات وقطعاً جلدية وأنسجة. وقد عمد داعش لإعادة تشغيل تلك الورشات من أجل إنتاج ألغام ومتفجرات. وفي نهاية الأمر، دمرت تلك الورش أثناء القتال. وعلى سبيل المثال، دمر التحالف الدولي في عام 2016 أكبر مصنع للأدوية في الموصل، بعد ربط بتصنيع أسلحة كيماوية لصالح داعش. ومن الضروري إعادة تلك الصناعات إلى سابق عهدها.

نقطة تحول
وبرأي واتلينغ ما مصير ذلك الدمار سيقرر مستقبل العراق. فإذا أخفقت الحكومة العراقية في توفير الخدمات وتأمين المناطق المحررة من انتقام الميلشيات، فإن استعادة الموصل قد يؤشر لجولة جديدة من العنف. لكن، إذا استطاعت الحكومة جذب استثمارات وإحياء اقتصاد الموصل، فإن تحريرها يعتبر نقطة حاسمة في تاريخ العراق.

مؤتمر
ويشير المحرر لتنظيم الحكومة العراقية، في بداية الشهر الحالي، مؤتمراً في لندن جمع لرجال أعمال عراقيين وأجانب ومسؤولين وخبراء رسميين، واقتصاديين لبحث فرص تطوير اقتصاد البلاد، والقيود التي تواجهها. وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، قال إبراهيم الجعفري، وزير الخارجية العراقي: "نحتاج لخطة مارشال" في إشارة لبرنامج إعادة الإعمار الأمريكي الهائل الذي نفذ بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ومثل تلك الخطة ليست مجرد طرح عاقل، وإنما واجب على المجتمع الدولي. وأضاف: "جاء إلى العراق إرهابيون من أكثر من مائة دولة، والجيش العراقي يحاربهم لحماية بلده وبالنيابة عن العالم أجمع".

تعاطف
وبحسب راتلينغ، يبدي مسؤولون غربيون تعاطفاً مع العراق، ليس لأن للسلام منافعه، حيث يشعر مواطنو مناطق محررة بفوائد عودة السلطة الرسمية، بل لأنه من الضروري منع ظهور حركة سنية أخرى متشددة.

وفي هذا السياق، قال وزير التجارة والاستثمار البريطاني رداً على تعليقات الجعفري: "هناك خطر كسب الحرب وخسارة السلام".
إلى ذلك، دعت الأمم المتحدة لتوفير 985 مليون دولار لتلبية حاجات إنسانية ماسة، وليس لتمويل إعادة الإعمار.

وتتباين تقديرات بشأن كلفة إعادة الإعمار في العراق، ولكن مسؤولين عراقيين يبحثون خططاً تكلف نحو 100 مليار دولار أي أكثر من نصف كلفة خطة مارشال التي أعادت بناء أوروبا الغربية.