الأحد 16 يوليو 2017 / 10:09

مستشارة أسرية لـ24: هذه سمات المتحرشين بالأطفال وسلوكياتهم

24 - أبوظبي - رند أبوعوض

أكدت المستشارة الأسرية والتربوية في الإمارات، دعاء صفوت، أن "جرائم التحرش بالأطفال وإن تزايدت فليس من الصعب الحد منها، وحماية الأطفال من المرضى الذين قد يقتربون منهم ويلحقون بهم الأذى"، معتبرة أن "الحل يتمثل بالدرجة الأولى بالوعي سواء من الوالدين أو الطفل نفسه، على أن ندرك ماهية الوعي المطلوب وسبل ممارسته".

وأوضحت المستشارة الأسرية والتربوية أن "أهم عوامل حماية الأطفال من المتحرش في المجتمع هو وعي الأبوين، وإدراكهم للمحيطين بأبنائهم وعلاقتهم بهم سواء كانوا من ذوي القربى أو الجيران أو الأصدقاء، وصولاً إلى الغرباء الذين يلتقون بهم"، لافتة إلى أن "الوعي لا يجب أن يتداخل مع الخوف، فالمطلوب دوماً اليقظة المدروسة التي لا تفقد الطفل ثقته بمحيطة وفي نفس الوقت لا تجعله غير واع لكل ما يدور من حوله".

قريب من الأسرة
وأضافت صفوت لـ24 أن "على الوالدين التصديق بأن المتحرش قد يكون من أقرب المقربين، وليس شخصاً غريباً فقط، وعليه يكون الإدراك بملاحظة علاقة طفلنا بالأقرباء كحلقة أولى وعدم الخلط بين علاقة المحبة والمودة والعلاقات التي يشوبها شيء من المبالغة".

ولفتت المستشارة الأسرية بأن "على الوالدين استشعار الخطر بشكل أكبر في حال كان طفلهم من الأطفال الهادئين والمطيعين فغالباً هم الفرصة الأسهل لأي متحرش، حيث من السهل قيادتهم وتخويفهم لضمان سكوتهم وعدم الوشاية به".

خصائص المتحرش
وعن الخصائص المشتركة بين المتحرشين بالأطفال، قالت "أغلبية المتحرشين بالأطفال هم من الرجال، سواء كانت ضحاياهم إناثاً أم ذكوراً الكثير من المعتدين على الأطفال لهم ماض من الإيذاء سواءً الجسدي أو الجنسي". وتابعت "كذلك يكون لدى البعض منهم أمراضاً عقلية، كاضطراب شخصية أو اضطراب مزاجي". وأضافت صفوت "يجب الإشارة إلى أن الإناث المتحرشات بالأطفال يُحتمل على الأغلب أن يتحرشن بالأولاد أكثر من البنات".

سلوكيات وملاحظات
ولفتت صفوت إلى أن "المتحرش شخص جبان، تظهر عليه حالة التوتر في حضور الطفل أمام والديه، ويبالغ في التودد للطفل أمامهما خاصة عندما يرفض الطفل الجلوس معه أو يهرب منه في حضورهما، ويفرط في شراء الهدايا له ليكسب صمته وثقة أهل الطفل". وعن السلوكيات المشتركة بين المتحرشين قالت "لا يُظهِر الشخص المتحرش غالباً أي اهتمام بالكِبار بقدر الاهتمام الذي يظهره ناحية الأطفال، حيث يبتدع طرقاً لقضاء الوقت مع الأطفال، ويتحدثون عنهم أو يعاملوهم كما لو كانوا أشخاصاً بالغين، وقد يذكرون طفلاً بالطريقة نفسها التي قد يذكرون بها صديقاً أو حبيباً".

وأضافت "هناك مؤشرات تدل أن شخصاً ما يحاول التقرب من الطفل، تبدأ بمحاولته كسب ثقة الصغير ووالديه، على مرّ شهور، ثم يبدأ بعرض مجالسة الطفل، أو اصطحابه للتسوق أو في رحلات، أو يقضي وقتاً مع الطفل بطرق أخرى، ومن المهم القول إن المتحرش يبحث عن الأطفال الذين لا يحصلون على الاهتمام الكافي في المنزل.

حيل وألاعيب
وقالت المستشارة الأسرية والتربوية "يستعمل المتحرش ألاعيب وحيلاً ليكتسب بها ثقة الطفل، كوعده بأن يكتم سره، وقد يلجأ لألعاب جنسية صريحة، وأي سلوك يتضمن إيحاءات جنسية"، وذكرت أن "الملاحظات قد تزداد أو تنقص بحسب البيئة الاجتماعية التي ينشأ فيها الطفل، إلا ان يقظة الأهل يجب أن تكون حاضرة دوماً دون أن تصل حد الخوف والشك بكل المحيطين".

وعن توعية الطفل لفتت صفوت أن "رفع مستوى إدراك الطفل يبدأ منذ عامه الأول بتعليمه أهمية عدم اقتراب أحد منه بشكل غير لائق، وتثبيت مبدأ الأمان لديه تجاه والديه، واحتضانه بكثير من الحب والرعاية، وأن يجعل والديه مصدراً لمعلوماته وثقته".