الداعية الغسلاميو فتح الله غولن.(أرشيف)
الداعية الغسلاميو فتح الله غولن.(أرشيف)
الأحد 16 يوليو 2017 / 14:49

ترحيل غولن إلى تركيا سيكشف معلومات فاضحة عن أردوغان

كتب روبرت فيسك، مراسل صحيفة "إندبندنت" في الشرق الأوسط، عن احتمال ترحيل رجل الدين التركي فتح الله غولن من الولايات المتحدة إلى تركيا، ليحاكم بتهمة تدبير الانقلاب الفاشل في الصيف الماضي.

إذا تم ترحيل غولن وبدأت محاكمته، فإن أعضاء من آي كي بي قد يتعرضون أيضاً للمحاكمة

ويصف فيسك غولن بأنه رجل لطيف يمضي سنواته الأخيرة متقاعداً في أمريكا، فقد استطاع بناء نظام غير عادي من المدارس والجمعيات الخيرية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتركيا، بقيمة مليارات الدولارات.

ترحيل
ويقول فتح الله غولن إن لا نية له للهروب من أمريكا إذا قرر الرئيس دونالد ترامب ترحيله إلى تركيا. ولكن قد يكون من الأفضل له أن يقرأ كتاباً جديداً، صدر مؤخراً عن تركيا، قبل أن يُجبر على ركوب الطائرة متوجهاً إلى أنقرة أو اسطنبول.

ويلفت فيسك لكون غولن المتهم بتدبير الانقلاب الفاشل قبل عام، يشكك في العدالة التركية التي سمحت للنظام باعتقال أكثر من 50 ألف من الأتراك لاتهامهم بالمشاركة في" الجريمة الإرهابية".

وحشية وتعذيب
والكتاب الذي يشير إليه فيسك، ألفته إيزكي بازاران بعنوان "الصراع في قلب الشرق الأوسط"، ويكشف عن حقائق صادمة بشأن وحشية الشرطة التركية، ومشاركة استخبارات تركية في عمليات تعذيب، وتورط مع داعش.

ولكن الكتاب لا ينصف غولن أيضاً. فالرجل الذي ولد في إرزيروم في 1942، أصبح رجل دين وأحد مؤسسي "رابطة محاربة الشيوعية"، وهو أمر قد يروق لدونالد ترامب. ولكن المدارس الغولنية التي قصدها، في بداية الأمر، أطفال فقراء، أعدت طلاباً ليشغلوا أكبر قدر ممكن من المواقع في الجيش والشرطة والقضاء.

تلك هي الخلاصة التي توصلت إليها بازاران في كتابها، ودعمتها بخطبة ألقاها غولن، واستخدمت كدليل إدانة ضده، واتهامه بمحاولة الإطاحة بالدولة العلمانية في عام 1999.

اتهام موثق
وبحسب صحيفة الاتهام، قال غولن في إحدى عظاته: "يجب أن تتحركوا داخل شرايين النظام دون أن يلحظ أحد وجودكم إلى أن تصلوا إلى جميع السلطات المركزية. يجب أن تنتظروا لحين السيطرة على جميع مرافق السلطة، ولحين تقربكم من جميع المؤسسات الدستورية في تركيا".

ويلفت فيسك لأشرطة مسجلة سربتها حركة غولن في 2013، حول فضيحة فساد طالت مسؤولين كبار في الحكومة التركية. ووصف أردوغان تلك التسريبات بأنها محاولة لتنفيذ" انقلاب مدني". ونشرت صحف تركية موالية تقارير تصف فيها غولن بأنه "إرهابي". لكن حزب العدالة والتنمية (أي كي بي) الحاكم في تركيا كان في موقف حرج لأنه هو من عين الغولنيين في مواقع حكومية هامة لمحاربة الدولة العلمانية. ولذا إذا تم ترحيل غولن وبدأت محاكمته، فإن أعضاء من آي كي بي قد يتعرضون أيضاً للمحاكمة. وقد يكون حضور جلسات محاكمته مفيداً لأن لديه الكثير مما سيقوله ويفيد سماعه.

تدمير الأكراد لا داعش
وكما يشير فيسك، عندما حاصر داعش، في 2014، مدينة كوباني الكردية السورية، سرعان ما شكك الأكراد في أن أردوغان كان أكثر رغبة بتدميرهم من تقويض داعش. وطوق الجيش التركي قوات الحزب الاتحاد الديمقراطي (بي واي دي). ولكن صحيفة "صباح" التركية الرسمية رأت أن قوات بي واي دي "أكثر خطورة من داعش". وقد ثبت ذلك عندما أوقفت الشرطة التركية أربع شاحنات أرسلتها إلى الحدود السورية أجهزة استخبارات تركية، وكانت تحمل أكثر من 30 صاروخاً، وقرابة 20 صندوقاً مملوءة بذخائر وقذائف هاون ومدافع مضادة للطيران. ويومها قال أردوغان إن محرر صحيفة "جمهوريت" الذي كشف عن عملية التهريب "سيدفع الثمن".

حدود مفتوحة
إلى ذلك، يشير فيسك لإبقاء تركيا حدودها مفتوحة مع سوريا لحين سيطرة قوات كردية على معبر تل أبيض في منتصف 2015، والذي أدى لقطع إمدادات داعش إلى الرقة. ومن يومها بدأ داعش في مهاجمة أكراد تركيا. وقد حذر الأكراد من تقارير أفادت عن إرسال التنظيم لفريق مكون من 100 جهادي لتنفيذ هجمات داخل تركيا. ولكن حكومة أردوغان تجاهلت تلك التحذيرات إلى أن وقع، في أكتوبر(تشرين الأول) 2015، هجوماً ضد مسيرة سلمية جرت في أنقرة، ما أدى لقتل 107 أشخاص. ومن ثم توالت هجمات عسكرية ضد تجمعات ومدن كردية.

وترى بازاران، مؤلفة الكتاب، أن الحل لما يجري في الشرق الأوسط "يرتبط مباشرة بالمشكلة الكردية التي بدأت قبل 40 عاماً، وفي كيفية تعامل الحكومة التركية مع المشكلة".