سوريون يعانون اضطرابات نفسية في مصح في أعزاز.(أرشيف)
سوريون يعانون اضطرابات نفسية في مصح في أعزاز.(أرشيف)
الأربعاء 26 يوليو 2017 / 12:49

ضرب وتعذيب وويلات.. ندوب نفسية عميقة لدى ضحايا الحرب السورية

تركت الحرب السورية المستمرة منذ ست سنوات، ندوباً نفسية عميقة لدى شعب يواجه يومياً ويلات الحرب. ويعتبر مركز الطب النفسي في أعزاز المؤسسة الوحيدة من نوعها في الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة.

هؤلاء الأشخاص تعرضوا للتعذيب والضرب، وخاصة على مستوى الرأس مما تسبب لهم باضطرابات نفسية

ويعرض تقرير في موقع "24 ماتان" الفرنسي أوضاع المرضى الذي يعانون صدمات الحرب. وبين هؤلاء شابة في السابعة عشرة تقلق درار الصبح، وهو واحد من الطبيبين الذين يعملان في المركز. ويقول: "رأت حيواناً يأكل جثة طفل".

ليس هذا سوى أحد المشاهد التي حتمت إدخال بعض السوريين للمصحة حيث تسمع بين الغرف أصوات مختلفة، من صراخ أحدهم إلى ضحكات آخر.

ويقول التقرير: "خلف الصراع السوري أمراضاَ نفسية مستعصية انتشرت بين صفوف السوريين الذين ما فتئوا يواجهون بشكل يومي تبعات الحرب المستعرة".

وفي الطابق الثاني من هذه المصحة، كانت العديد من النساء المحجبات اللواتي ارتدين فساتين مزركشة يستقبلن زوار المركز بضحكات مدوية، فيما تستلقي بعضهن على الفراش دون حراك.

ويقول الصبح عن هذه الفتاة المراهقة: "لقد رأت بأم عينيها حيوانات تفترس جسد طفل ميت". وأضاف أن "هذه الفتاة تعرضت، على خلفية هذا المشهد، إلى صدمة كبيرة أفقدتها القدرة على الكلام، كما تعجز في الوقت الراهن عن النوم وتناول الطعام".

وفي إحدى الغرف في هذه المصحة، يرقد مريض آخر ينحدر من منطقة الرقة. وقد اكتشف هذا المريض، في وقت سابق، جثة زوجته وأطفاله الستة تحت ركام منزله الذي قصف في 2016.

وأشار الطبيب الذي يبلغ من العمر 46 سنة، إلى أن هذا المريض "يعاني هو أيضاً من اضطرابات في النوم، حيث غالباً ما تتراءى له صور عائلته في منامه، لتتحول سريعاً إلى كابوس مقيت". ويقول: "لقد سجلنا ارتفاعاً ملحوظاً في نسب الإصابة بالكآبة ومتلازمة ما بعد التعرض للصدمة".

تعذيب وضرب

من جهته، يتذكر الممرض محمد منذر جيداً لحظة استقبال المركز للعديد من المرضى الذين كانوا من بين الأشخاص الذين تعرضوا للإيقاف خلال التظاهرات السلمية التي جابت شوارع سوريا سنة 2011. ويوضح أن "هؤلاء الأشخاص تعرضوا للتعذيب والضرب، وخاصة على مستوى الرأس مما تسبب لهم باضطرابات نفسية". ويشكو بعض المرضى من قلق نفسي حاد، وذلك على خلفية موجة العنف.

في السابق، كان هذا المركز يقع في أحد الأحياء المحيطة بمدينة حلب، قبل أن ينقل إلى مكان آخر، عقب دخول قوات المعارضة إلى المدينة في سنة 2012.

وفي هذا الصدد، أكد مدير المصحة، محي الدين عثمان، أن "المركز تعرض للقصف خلال عملنا في حي مساكن هنانو، مما تسبب في إصابة أحد الممرضين بجروح بليغة".

مساعدة تركية

وفي حينه، هرب أفراد من الطاقم الطبي تاركين خلفهم مرضى تاه بعضهم بين الشوارع. وطلب المركز المساعدة من منظمة غير حكومية تركية وذلك لنقل المرضى، بمساعدة أطباء سوريين، نحو مصحة واقعة غرب مدينة حلب. إثر ذلك، تكفلت الهيئة العالمية "أطباء عبر القارات" بنقل كل المرضى نحو مركز الرعاية النفسية في مدينة "إعزاز".