عمال آسيويون في الدوحة.(أرشيف)
عمال آسيويون في الدوحة.(أرشيف)
الخميس 27 يوليو 2017 / 15:04

الثالوث القطري-الإيراني-الكوري الشمالي يهدّد العالم

حذر سلمان الأنصاري، مؤسس ورئيس لجنة شؤون العلاقات الأمريكية السعودية (سابراك)، من خطورة علاقات قطر بكوريا الشمالية، لافتاً إلى أن الدوحة تساعد بيونغ يانغ التي قتل نظامها الحاكم "الوحشي" الشهر الماضي طالباً جامعياً في فرجينيا، الأمريكي أوتو وأرمبير، وذلك من خلال توظيف مواطنين وجنود من كوريا الشمالية.

بإمكان قطر تسليح العمال الكوريين الشماليين، وبخاصة رجال الجيش الذين يعملون الآن في الدوحة من أجل حماية الدولة القطرية كما تفعل تركيا

ويقول الأنصاري: "تخضع كوريا الشمالية بقيادة زعيمها كيم جونغ أون في الوقت الراهن لعقوبات دولية بسبب مواصلة رفضها النداءات لإنهاء برامج بيونغ يانغ النووية والصاروخية. وتعتبر العملة الأجنبية التي تحصل عليها القوى العاملة من مواطني كوريا الشمالية في الخارج (التي يتم تدويرها كل ثلاث سنوات في قطر) بمثابة أداة حاسمة لدعم الاقتصاد الهش لهذا البلد المعزول".

وعلى الرغم من إجراءات المجتمع الدولي، فإن قرابة ثلاثة آلاف عامل مهاجر من كوريا الشمالية يعملون في مواقع بناء المنشآت لمباريات كأس العالم 2022، ولا يزال العمال من كوريا الشمالية يتدفقون إلى قطر لدعمها التطرف والإرهاب، وفي الوقت نفسه تدعم الدوحة كوريا الشمالية من خلال السماح للعمال بالمجيء إلى قطر للعمل في مدينة لوسيل التي سوف تستضيف نهائيات كأس العالم.

روابط قوية بين الدوحة وبيونغ يانغ
ويوضح الأنصاري أن العلاقة بين قطر وكوريا الشمالية بدأت عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) وشهدت نشاطاً كبيراً منذ عام 2003 وحتى الآن، وتتعاقد شركات الإنشاءات مع العمال الكوريين الشماليين من خلال شركات التوظيف الكورية الشمالية الموجودة داخل قطر ومنها سودو وغونميونغ ونامغانغ وجينكو. ويقوم مكتب الإنشاءات الخارجية في كوريا الشمالية بإدارة جميع تلك الشركات، وبعض هؤلاء العمال هم في الأصل جنود أرسلتهم كوريا الشمالية بغية كسب المال لدعم قوات بيونغ يانغ العسكرية.

وبحسب الأنصاري، وضعت شركتا سودو وغونميونغ أول موطئ قدم لهما في قطر خلال عام 2003، وتلتهما شركة جينكو في عام 2010. وتستخدم شركات التوظيف نحو ثلاثة آلاف من عمال كوريا الشمالية في عمليات الرصف وتشييد المباني. ويشدد الأنصاري على أن وجود عمال كوريا الشمالية في قطر قبل منحها تنظيم كأس العالم 2022 (الذي تم في عام 2010) يعكس بلا شك الروابط القوية التي جمعت بين البلدين.

سخرة عمال كوريا الشمالية في الدوحة
ويشير الأنصاري إلى آمال العمال الكوريين الشماليين في تحصيل عائداتهم المستحقة لهم مقابل عملهم في قطر عند عودتهم إلى كوريا الشمالية، ولكن وفقاً لشهادات أدلى بها منشقون وخبراء، فإن هؤلاء العمال يحصلون فقط على مقدار 10% من رواتبهم عند عودتهم إلى ديارهم، والأدهى من ذلك أن أكثرهم لا يحصلون على أي شيء. وينقل المقال عن أحد هؤلاء العمال (الذي يعمل في أحد المواقع في الدوحة) قوله: "إننا هنا من أجل كسب العملة الأجنبية لبلادنا".

ويقول الأنصاري: "في ظل نظام العمل القائم على الكفالة في الدوحة، فإن العمال الكوريين الشماليين هم في الواقع بمثابة عبيد للشركات التي توظفهم وكذلك لدولة قطر.

وعلى سبيل المثال، العمال الذين يجدون أنفسهم خارج العمل لا يغادرون قطر على النحو الذي ينص عليه القانون، ولكنهم يتحولون في معظم الأحوال إلى بيع الكحول المهرب من أجل كسب الأموال لصالح بيونغ يانغ كجزء من شبكة غير مشروعة لدعم اقتصاد كوريا الشمالية".

ثالوث الإرهاب والفوضى

ويعني ذلك، بحسب الأنصاري، أن الدخل الإجمالي المستمد من عمالة هؤلاء "العبيد" القطريين يذهب مباشرة إلى دعم برنامج بيونغ يانغ النووي والصاروخي، وتشكل قطر، مع حليفتها إيران التي تخضع برامجها النووية والصاروخية هي الأخرى لعقوبات، وكوريا الشمالية ثالوثاً للإرهاب والفوضى لتحدى الاستقرار العالمي.

ويلفت الأنصاري إلى أن السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، تحض على فرض عقوبات حادة ضد كوريا الشمالية بسبب توسع بيونغ يانغ في قدراتها العسكرية استعداداً للاختبار النووي المقبل، وفي الوقت ذاته، يعكف البيت الأبيض والبنتاغون على استعراض الخيارات المتاحة للتعامل مع تحدي واستفزاز بيونغ يانغ، ومن ثم فإن المجتمع الدولي يحتشد على فكرة وجوب الرد على كوريا الشمالية بشكل مناسب.

إشكالية التحرك الدولي

وعلى الرغم من أن نهج كل من الصين وروسيا إزاء كوريا الشمالية يختلف عن الولايات المتحدة، فإن العلاقة المشتركة هي قطر، وبرأي الأنصاري، عندما تتفق الصين وروسيا والولايات المتحدة على فرض العقوبات نفسها ضد قطر وإيران وكوريا الشمالية، فإن النتيجة ستكون تغييراً في السلوك.

من وجهة نظر الأنصاري، يعد هذا الأمر إشكالية بالنسبة للتحرك الدولي ضد إيران وكوريا الشمالية منذ البداية؛ إذ يتم التعامل مع إيران وكوريا الشمالية بشكل منفصل بسبب الجغرافيا، ولكن في واقع الأمر يبنغي أن يتم التعامل مع طهران وبيونغ يانغ بالطريقة نفسها لأن المشكلة واحدة في الحالتين، حيث تتشارك الدولتان تحديداً في التكنولوجيا بمجال الصواريخ وتتضح هذه الخبرة في تطوير منظومة الأسلحة للدولتين خلال الاختبارات، وتعود هذه العلاقة بين الدولتين إلى عقود.

تصعيد الأزمات الإقليمية
ويؤكد الأنصاري أن الدوحة تساعد كلاً من طهران وبيونغ يانغ على تحقيق أهدافهما بمواصلة سياسية المقاومة. ويختتم مقاله قائلاً: "علينا جميعاً أن ندرك أن مقاومة قطر لا تتعلق فقط بالإرهاب أو التهديد، ذلك أن سلوك الأمير تميم ودولة قطر يقوض النظام الدولي على نطاق أوسع بكثير مما سبق توثيقه، وعلاوة على ذلك فإنه بإمكان قطر تسليح العمال الكوريين الشماليين، وبخاصة رجال الجيش الذين يعملون الآن في الدوحة من أجل حماية الدولة القطرية كما تفعل تركيا الآن. ولذلك يشكل ثالوث الأخوة بين الدوحة وطهران وبيونغ يانغ خطراً علينا جميعاً، حتى على طلاب الجامعات مثل أوتو وارمبير، ويتطلب هذا الأمر التنسيق لاتخاذ إجراءات من قبل المجتمع الدولي للتخلص من هذا الشر".