جانب من إحدى التظاهرات ضد عدم تصريف الحليب المجفف
جانب من إحدى التظاهرات ضد عدم تصريف الحليب المجفف
الخميس 27 يوليو 2017 / 16:21

الاتحاد الأوروبي يعاني من أكبر تكدس للحليب المجفف منذ 20 عاماً

كدس الاتحاد الأوروبي أكبر جبل من الحليب المجفف منذ أكثر من 20 عاماً، من أجل دعم المزارعين الذين يعانون من تراجع أسعار الحليب.

هناك حالياً نحو 358 ألف طن من الحليب المجفف منزوع الدسم في المستودعات وهي كمية غير مسبوقة منذ تسعينيات القرن الماضي.

وفقاً للمفوضية الأوروبية في بروكسل فلم يتم بيع سوى 140 طناً خلال مزادات للحليب المجفف منذ ديسمبر (كانون أول) 2016.

قال دانيل روساريو المتحدث باسم المفوضية في شؤون الزراعة رداً على استفسار من وكالة الأنباء الألمانية إن المفوضية تعمدت خفض الكميات المباعة من الحليب المجفف مضيفاً: "تم رفض عروض كثيرة مراراً لأننا اعتبرناها منخفضة".

تراجع متوسط سعر الحليب الخام المورد من المزارعين في الاتحاد الأوروبي العام الماضي إلى معدل متدن وهو 25 سنتاً تقريباً للكيلوغرام.

بل تراجع السعر في بعض المناطق إلى أدنى من ذلك.

وحيث إن الأسعار كانت دون المستوى الذي حددته بروكسل فإن المفوضية كانت تشتري الحليب من المزارعين بنفسها.

ويتم تخزين الحليب فترة طويلة على شكل مسحوق منزوع الدسم لأن رائحة الحليب تتغير (تَزْنَخ) إذا تم تخزينه دسِماً.

يمكن التعرف على آثار أزمة أسعار الحليب عن قرب في مدينة فيلهلمس هافن الألمانية.

في هذه المدينة هناك صالة بمساحة 100 متر في 100 متر مربع بها آلاف الأكياس المتكدسة والتي تحتوي على هذا الحليب "وهناك في هذه الصالة حالياً 5700 طن من هذا الحليب، أي ما يعادل تقريباً إنتاج 7000 بقرة" حسبما أوضح ماريو ألبرس من شركة نورد فروست لخدمات التبريد والتخزين.

وليست هذه الصالة سوى واحدة من 26 مستودعاً في ألمانيا يستخدمها الاتحاد الأوروبي كممتص لصدمات انخفاض أسعار الحليب في حالة تعرض أسواقه لهزات شديدة.

وفي ألمانيا تتولى الهيئة الاتحادية للزراعة والتغذية في مدينة بون مهمة الإشراف على التخزين سواء على المستوى العام أو الخاص.

قال فرانك لينس من الهيئة عن سبب بدء هذا التخزين إن إنشاء سوق أوروبية مشتركة للمنتجات الزراعية أصبح مهماً في أعقاب الحرب العالمية الثانية وذلك لتأمين المواد الغذائية للسكان.

عايش يوزيف هيربرس بصفته مراجعاً في الهيئة تطور سوق الحليب على مدى عقود حيث يختبر بشكل دوري حالة السلعة المخزنة في مدينة فيلهلمس هافن.

أوضح الخبير الألماني أن "مسحوق الحليب منزوع الدسم مهم في صناعة الشوكولاتة وأكياس الكابوتشينو والآيس كريم".

ها هو ذا يفتح الآن بحذر كيساً من الورق به 25 كيلوغراماً من الحليب المجفف لاختباره من خلال معرفة نسبة المياه والبروتين والدسم في الحليب.

ليس من الممكن الآن معرفة متى سيفرغ مخزون هذه المستودعات في مدينة فيلهلمس وفي المدن الألمانية الأخرى "حيث إن سرعة البيع تتوقف على ظروف السوق" حسبما أوضح روساريو.
هناك العديد من الأسباب وراء أزمة الأسعار.

ألغى الاتحاد الأوروبي عام 2015 حصص إنتاج الحليب في الدول الأعضاء وهي الحصص التي كان يحد من خلالها إنتاج الحليب.

وبينما ارتفع إنتاج الحليب انخفض الطلب العالمي عليه وذلك لأسباب منها تراجع واردات الصين من اللبن كامل الدسم. في عام 2015 تخلى نحو 1600 مزارع في ولاية بافاريا الألمانية، موطن النسبة الأكبر من منتجي الألبان في ألمانيا، عن إنتاج الحليب، مما تسبب في تراجع الإنتاج نحو 5%.

وفقاً لبيانات الاتحاد الأوروبي فقد عادت أسعار إنتاج الحليب في الاتحاد الأوروبي للارتفاع إلى نحو 33 سنتاً للكيلوغرام. كما تزايد اعتماد مزارعي أوروبا على الشرق الأقصى وذلك على الرغم من أن الصين ليست هي السوق الأكبر لمعظم منتجات الألبان من الناحية الحسابية المطلقة.

قالت مونيكا فولفارت، رئيسة إدارة التغطية الإعلامية لسوق الحليب إن جميع التكهنات تذهب إلى أن الصين ستستورد المزيد "المزيد من الجبنة، المزيد من الزبدة، المزيد من الحليب". ولا يستورد الصينيون الحليب المجفف منزوع الدسم سوى بكميات ضئيلة نسبياً.