كشك الفتوى في محطة مترو الشهداء (أرشيف)
كشك الفتوى في محطة مترو الشهداء (أرشيف)
الخميس 27 يوليو 2017 / 23:42

الأزهر يفتتح "كشك الفتوى" في محطة مترو القاهرة لمواجهة التطرف

افتتح مجمع البحوث الإسلامية (إحدى هيئات الأزهر) مكتباً للفتوى الشرعية في أكثر محطات مترو الأنفاق ازدحاماً بالقاهرة، جلس فيه رجلا دين مسنان، ووقف أمامه الركاب الذين يحتاجون للفتاوى في أكثر من طابور.

وهذا المكتب الذي سمي "كشك الفتوى" هو أحدث محاولة من جانب الأزهر، أعلى سلطة دينية في مصر وأحد أرفع مراكز تعليم الدين للمسلمين السُنة في العالم، لمواجهة انتشار الفكر المتطرف.

وقال أحد العلماء الذين يفتون الناس في مكتب الفتوى الشرعية، وهو أمين عام مساعد مجمع البحوث الإسلامية سعيد عامر: "الأمر الأول هو التيسير على الناس والتسهيل على أمر الناس، حتى لا نكلفهم فوق طاقاتهم ولا نشق عليهم بالذهاب إلى أماكن بعيدة عنهم وتحمل تكلفة مالية ووقت إلى غير ذلك".

وأضاف "من باب التيسير حفاظاً على الوقت وحفاظاً على الجهد، وحفاظاً كذلك على العمل، كان هذا المكتب أو المركز للفتوى في هذا المكان المبارك الذي يجتمع فيه أكبر عدد من جميع فئات الشعب المصري".

ومنذ إطلاق المبادرة قبل أسبوعين طلب نحو 2000 شخص فتاوى من كشك الفتوى في محطة الشهداء بوسط القاهرة.

ويتعلق كثير من الفتاوى بأمور خاصة بالعبادات والمعاملات مثل الصلاة والميراث والزواج والطلاق وما إلى ذلك.

وقال منسق عام مركز الأزهر العالمي للفتاوى الإلكترونية الشيخ تامر مطر: "هو لجنة الفتوى اللي موجودة في المترو هي ضمن الاستراتيجية الكاملة للأزهر الشريف في مواجهة هذا الفكر المتطرف والفتاوى الشاذة".

وأضاف "طبعاً حضرتك عارف أنه في الفترة اللي فاتت كان فيه، يعني سرقات شديدة لمنابر الفتوى على مستوى مصر خاصةً، وده كان بيُقصد به استقطاب حاد لجموع المصريين وخاصةً الشباب منهم، وغالب الشعب المصري 60% منه شباب. فالفتوى مؤثرة تأثير شديد جداً".

ويرحب مستخدمو مترو الأنفاق فيما يبدو بالمبادرة ويطالب بعضهم بمزيد من تلك المكاتب في محطات المترو بأنحاء العاصمة المصرية.

وقالت منى البحيري: "بالنسبة للجنة الفتاوى دي، كل من بيهاجمها هُم المرتزقة، هُم المُمولون، هُم اللي بيقولوا عليهم النُخبة، وهُم ولا هُم نُخبة ولا شيء. هم أولا اللي بيقولوا أكشاك. هي طبعاً مش أكشاك. اللي بيقولوا إحنا داخلين ناخد تيك أواي هو أنت سيادتك داخل تدفع ثمن الفتوى عشان تاخد تيك أواي".

وينظم المتشددون حركة مسلحة في شبه جزيرة سيناء قتلوا فيها مئات الجنود المصريين من أفراد الجيش والشرطة في اشتباكات تفجرت منذ عام 2013. وتمتد هجمات المتشددين ببطء لباقي المدن المصرية.

وفي عام 2015 طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأزهر بتطوير الخطاب الديني، وإشراك الشباب بشكل أفضل وتوجيههم بعيداً عن التشدد والعنف.

وبعد ذلك تم إطلاق مرصد الأزهر بعشر لغات أجنبية ليتابع وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت، حيث ينشر المتشددون خطابهم، ليتسنى للمؤسسة الدينية العريقة مكافحته ودحض ما فيه في الوقت المناسب.

وينشر الأزهر أيضاً كتباً عديدة عن الإرهاب باعتباره يمثل تهديدا للسلم العالمي ويؤكد الحاجة لتصحيح فهم المتشددين للإسلام.

وتُعرض هذه الكتب للبيع خارج مكاتب الفتوى في محطات المترو.

وقال وزير النقل المصري هشام عرفات، إن "مشروع مكاتب أو أكشاك الفتوى سوف يستمر حتى أوائل سبتمبر(أيلول)، مضيفاً أن "الحكومة مستعدة لتكرار التجربة إذا طلب الناس ذلك".