حجاج في المسجد الحرام في مكة.(أرشيف)
حجاج في المسجد الحرام في مكة.(أرشيف)
الأحد 6 أغسطس 2017 / 20:04

الحج السياسي في الإسلام السياسي

لا شك أن موقف النظام القطري هو ترجمة لفكر الإخوان. وإذا استمرت الأزمة القطرية أكثر، فسوف يتعرى هذا النظام أكثر، وسوف يتعرى معه فكر الإخوان أكثر

دخلنا موسم الحج، وبدأ معتنقو الإسلام السياسي الاستعداد لغزوتهم السنوية. إنها معركة "تدويل الحج" أو "تسييس الحج". ويبدو أن جماعة الإخوان التي استمرأت الفشل، رأت أنه من المناسب أن تستلم راية هذه المعركة الخاسرة من إيران التي حاولت مراراً، ولأكثر من 30 عاماً أن تكسبها. وعبثاً حاولت، وعبثاً سيحاولون.

لا يمكن لذي عينين يحملهما رأس فيه لبٌّ أن ينكر أن المملكة العربية السعودية قدمت لحجاج بيت الله الحرام الكثير. وحين أعلن الملك فهد رحمه الله عن استبدال اللقب الرسمي للملك إلى خادم الحرمين الشريفين، وتشرف بذلك من خلفه، أتبع ذلك بتوسعة تاريخية، ثم أردف خلفه الملك عبد الله بتوسعة ما زال الناس يعيشون تفاصيلها ويحمدون الله على أن هيأ لهذا الدين من يقوم على أمره، ويسهر على راحة أهله.

تبذل المملكة من مالها، ومواردها، وأمنها، وراحة مواطنيها الكثير، وأكثر من الكثير بكثير، ثم يأتي من يتهمها بتسييس الحج.

يدخل مكة والمدينة هجّاؤون للمملكة ومناوئون لها. بعضهم موقف الرياض منهم واضح ومعلن، وهم ممنوعون من دخول العاصمة السعودية أصلا، لكن المملكة لم تغلق أمامهم أبواب الحرمين، ثم يأتي بعد ذلك من يتهم الرياض بتسييس الحج.

أجد في نفسي الجرأة أن أقول كلمة حق، وأشهد شهادة من رأى بأن الحرم المكي كان فرصة للقاء أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين، وفنادق مكة كانت مخبأ لاجتماعاتهم وتنسيق أنشطتهم، والدليل والحجة كانا جاهزين من اللجنة الشرعية، "فالرسول أخذ بيعة العقبة في موسم الحج في غفلة من كفار قريش".

أدبيات جماعة الإخوان المسلمين تنظر إلى الحكومة السعودية نظرة تقترب من نظرتها إلى مشركي مكة، وتسقط عليهم الآية الكريمة "أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم والآخر وجاهد في سبيل الله". فالإخوان – في تفسيرهم لهذه الآية - هم المؤمنون المجاهدون، أما كل جهد لحكومة خادم الحرمين فهو قريب من جهد أهل مكة في العناية بالحرم. كتب الإخوان تذكر ذلك صراحة ولا يمكن للإخوان أن ينكروا. وإن فعلوا فسوف تفضحهم مواقفهم.

المواقف تفضح، والأزمات تكشف خبايا القلوب، ولا شك أن موقف النظام القطري هو ترجمة لفكر الإخوان. وإذا استمرت الأزمة القطرية أكثر، فسوف يتعرى هذا النظام أكثر، وسوف يتعرى معه فكر الإخوان أكثر.