مقاتل من حزب الله في جرود عرسال.(أرشيف)
مقاتل من حزب الله في جرود عرسال.(أرشيف)
الأحد 13 أغسطس 2017 / 14:40

إيكونوميست: حزب الله صار جيشاً نظامياً وترسانته تقلق إسرائيل

وصفت مجلّة "إيكونوميست" البريطانيّة حزب الله بأنه "جيش نظامي ومؤثر، وذلك في تقرير عنوانه "ترسانة حزب الله" تنمو، تحدثت فيه قلق إسرائيل من الترسانة المتزايدة للحزب.

استعمل الحزب في الحرب السورية دبابات وصواريخ موجّهة وطائرات بدون طيار، وقاتل في الصحراء والجبال والمدن

وتبدأ المجلة تقريرها بوصف مقاتل يقف على تلة في جرود عرسال تشرف على كسارة للحجارة في واد كان قبل أسبوع تحت سيطرة القاعدة"، متباهياً بأنه "كان ثمة قناصة خلف كلّ صخرة".

وقالت المجلة إنّ حزب الله تمكّن من هزيمة المسلّحين خلال أسبوع واحد، وزاد نصراً جديداً الى لائحة الإنجازات العسكرية التي يحققها منذ إندلاع الحرب السورية التي دخلت عامها السادس.

كلفة مرتفعة
وبمساندة الطيران الروسي والمساعدة العسكرية الإيرانية، تمكّنت وحدات حزب الله من إبقاء النظام السوري في السلطة. إلا أنّ الكلفة كانت مرتفعة، بحسب المجلّة التي قدّرتها بحوالى 2000 مقاتل خسرهم الحزب، من أصل 15 ألفًا يقاتلون في الجبهات السورية. وتلفت المجلة إلى أن قوّة الحزب التي تزايدت عبر القتال وتدفّق الأسلحة إليه من إيران، جعلته كأي جيش نظامي فعّال جدًا، ويشكّل مصدر قلق لإسرائيل. وتعود جذور حزب الله تعود الى مطلع الـثمانينيات عندما درّب الحرس الثوري الإيراني مقاتلين شيعة لمواجهة القوات الإسرائيلية التي احتلّت جنوب لبنان. كما أنّ الحزب أعلن نصره بعد إنسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب في  2000، وقاتلهم مرة جديدة وبقوّة في حرب يوليو(تموز) 2006.

صواريخ أكثر
أمّا خلال مشاركته في الحرب السورية، فاستخدم الحزب تكتيكات وربح ترسانة كبيرة من الأسلحة. فقد استعمل دبابات وصواريخ موجّهة وطائرات بدون طيار، وقاتل في الصحراء والجبال والمدن. وحذّر مسؤولون إسرائيليون من أنّ حزب الله لديه صواريخ أكثر 17 مرة من عقد مضى. وأوضحت المجلة أنّ أسلحة الحزب متطوّرة كثيرًا، ويعتقد أنّه يملك صواريخ مضادة للطائرات، والأمين العام السيد حسن نصرالله قال إنّ الصواريخ يمكن أن تصل الى أي مكان في إسرائيل، بما في ذلك حيفا. وأكّدت المجلّة أنّ واضعي خطّط الحرب في إسرائيل أخذوا التهديد بجدية.

وأشارت المجلّة الى أنّ ضربات إسرائيل كانت محدودة داخل سوريا واستهدفت مواكب تنقل أسلحة للحزب، لكن إسرائيل تقول إنّ إيران تبني مصانع صواريخ داخل لبنان، الأمر الذي قد يدفع إسرائيل الى قصف الداخل اللبناني. كذلك فإنّ فتح جبهة في الجولان قد ينذر بصراع آخر.

الحرب المقبلة أسوأ
وقالت المجلّة إنّ الطرفين اللبناني والإسرائيلي يخشيان من أنّ الحرب القادمة ستكون أسوأ من السابقة. وقالت إسرائيل إنّ الخط الفاصل بين حزب الله والدولة اللبنانية لم يعد واضحاً في السنوات الأخيرة. وإذا أطلق الحزب صواريخ، يقول وزير التربية الإسرائيلي نفتالي بينيت "علينا أن نعيد لبنان الى القرون الوسطى"، معتبرًا "المصانع والبنى التحتيّة أهدافًا شرعية".

وأقرّت "إيكونوميست" بأنّ الحزب اكتسب أصدقاء وحقّق أرباحاً جديدة، فقد عزّز قوته في الداخل اللبناني وبنى تحالفات جديدة. حتّى أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون قال إنّ للحزب الحق بامتلاك أسلحة لحماية لبنان من إسرائيل.