جانب من اجتماع الهيئة العليا للمفاوضات مع منصتي موسكو والقاهرة في الرياض (أرشيف)
جانب من اجتماع الهيئة العليا للمفاوضات مع منصتي موسكو والقاهرة في الرياض (أرشيف)
الثلاثاء 22 أغسطس 2017 / 13:31

اجتماعات الرياض.. "منصة موسكو" تضرب المعارضة السورية

تجري اجتماعات المعارضة السورية في الرياض بأجواء سرية، لبحث المرحلة الانتقالية ومصير بشار الأسد وترجح "الهيئة العليا التفاوضية" أن تنتهي المحادثات بتشكيل وفد واحد غير موحد الرؤية في ظل تمسك الأطراف بمواقفها المختلفة.

كما ستستكمل اجتماعات الرياض البحث في مسائل الحوكمة والانتخابات والإرهاب والدستور.

وأمس الإثنين، عقدت جلسة صباحية جمعت 23 شخصاً من ممثلي "الهيئة العليا التفاوضية" ومنصتي "القاهرة" و"موسكو" في الرياض وبحثت الانتقال السياسي ومصير الأسد.

وأشارت مصادر "الهيئة العليا التفاوضية" إلى أنه من المرجّح أن تتجه الهيئة العليا ومنصتي موسكو والقاهرة إلى مفاوضات جنيف بوفد واحد، مع التسليم بعدم إمكانية الاتفاق على رؤية موحدة فيما يتعلق بالمرحلة الانتقالية ومصير الأسد، في ظل تمسك وفد "منصة موسكو" بموقفه الداعم لدستور عام 2012.

وبهذا المخرج "وفد واحد" تسعى المعارضة السورية لإسقاط الذريعة التي لطالما يرددها النظام وبعض الدول والأمم المتحدة، بأن المعارضة مشتّتة.
 
وتهدف المعارضة أيضاً من خلال هذا المخرج للضغط على النظام الذي لا يزال يرفض الانخراط في مفاوضات العملية السياسية، مؤكدة "للشرق الأوسط": "نتسابق على الميراث والبيت مهدّم"، في حين لم تنفِ المصادر أن عوائق أخرى ستواجه الوفد، إذا تم تشكيله، خلال المفاوضات، مضيفة: "عندها سنرى كيف سيتم التعامل مع هذا الاختلاف، وإذا أصرت منصة موسكو على موقفها الداعم لبقاء الأسد مع تعيين 5 مساعدين له، فلينتقل أعضاؤها، عندها، للتفاوض إلى جانب النظام".

وتبحث اجتماعات الرياض "توحيد وفود المعارضة ورؤيتها للحل في سوريا". وستحاول الوفود التفاهم على النقطتين الخلافيتين الرئيسيتين، وهما "شكل الدستور ووضع الرئيس السوري بشار الأسد خلال المرحلة الانتقالية".

منصة القاهرة
تعتبر "منصة القاهرة" ممثلة بجمال سليمان رافضة لأي دور للنظام ورئيسه في مستقبل سوريا.
  
وتعليقاً على التطورات الجارية في اجتماع الرياض قال جمال سليمان: "لا نزال في مرحلة تداول، ولم نصل إلى مخرجات، والاجتماعات مستمرة". وأوضح أن "هناك نقاط توافق وخلاف، ولا يوجد شيء متوقع"، مؤكداً أن المناقشات متواصلة للبحث في القضايا الخلافية.

منصة موسكو
ترفض "منصة موسكو" والتي يمثلها المعارض السوري قدري جميل، اشتراط مغادرة الأسد للانتقال إلى المرحلة الانتقالية، وتتمسك أيضاً بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 والذي يمثل خارطة طريق للبدء بعملية الحل والانتقال السياسي وبمساعدة فريق الأمم المتحدة والدول الضامنة.

وقبل الاجتماع الحالي رفضت منصة موسكو الذهاب إلى الرياض وعادت وتراجعت عن موقفها، الأمر الذي يوضح مدى ارتباط موقفها بروسيا.

وطرح رئيس منصة موسكو قدري جميل حلاً سابقاً يقضي ببقاء الأسد في السلطة وتعيين 5 نواب له، وهو ما ترفضه المعارضة بشكل قاطع.

الهيئة العليا التفاوضية
تعمل الهيئة العليا وفق مبادئ وأساسيات محددة، ورؤية سياسية ثابتة، لا يستطيع أي طرف التنازل عنها. وبدأت اجتماعات الرياض وسط تباينٍ في آراء المنصات، على رغم المساعي الدولية لتوحيد الصف.

من جهته، قال مستشار "الهيئة العليا"، الدكتور يحيى العريضي، إن النتائج مفتوحة "يُمكن أن تتمخض عن وفد موحد، أو أن تبقى مجرد جلسات تقارب بين الأطراف الثلاثة".

ورد العريضي على تسريبات تحدثت عن إمكانية طرح "حل يرضي الجميع"، متمثلاً ببقاء الأسد لـ6 أشهر قبل الانتخابات الرئاسية، مؤكداً أنها "تخمينات وليس لها مصدر رسمي".

ويهدف اجتماع الرياض لإعلان أسماء ممثلي المعارضة إلى مفاوضات جنيف، ويؤكد العريضي أن المهم في تشكيل وفد واحد، هو الجوهر الذي من شأنه إسقاط الذرائع التي يحملها البعض ضد المعارضة.