ياسر برهامي (أرشيفية)
ياسر برهامي (أرشيفية)
الثلاثاء 22 أغسطس 2017 / 19:39

مصر: الأزمات تعصف بالتيار السلفي

24 - القاهرة - عمرو النقيب

على مدار الساعات الماضية اشتعلت العديدة من الأزمات داخل البيت السلفي في الإسكندرية، وحزب "النور السلفي"، الذراع السياسية للدعوة السلفية، التي يتزعمها ياسر برهامي، عقب قيام الداعية السلفي سامح عبد الحميد، برفع ثلاث دعاوى قضائية ضد قيادات الحزب، الأولى بسبب إقالته من الحزب بدون مُبرر، والثانية ضد الحزب بسبب حملة التشهير والتشويه، والثالثة بتهمة جريمة السب العلني.

عدد كبير من أعضاء الحزب السلفي، يرفضون سيطرة الدعوة السلفية على حزب النور

وأشار الداعية السلفي سامح عبد الحميد، في بيان له، إنه تم فصله تعسفياً، ولم يرتكب أي مخالفة للائحة الحزب، ولم يستطع الحزب إدانته، ولم يذكر قرار الفصل تهمة مُحددة لذلك.

وأوضح عبد الحميد، أن قرار فصله من "حزب النور"، متهور، وأنه لم يخالف لائحة الحزب، و"لكن هناك من يحقد ويحسد ويريد تصفية الحسابات".

وأضاف عبد الحميد في البيان "عملوا معي تحقيقاً شكليّاً لا معنى له، ولم يتهموني بشيء في التحقيق، ولم يُثبتوا أنني خالفت أي مادة في لائحة الحزب، وجاء بيان الفصل خالياً من أي سبب للفصل، وقد اجتهدتُ في حل الأمور بالمعروف، وصبرتُ حِفاظاً على الحزب، وتقدمتُ بشكوى رسمية لأمانة الحزب بالإسكندرية ضد محمد صلاح خليفة، لأنه أدلى بمعلومات كاذبة لبعض وسائل الإعلام بأنه لا علاقة لي بحزب النور عقب بياني للحكم الشرعي لتولي امرأة منصب محافظ، وطلبتُ اعتذاراً رسميّاً من خليفة، ولكن لم يتم الاعتذار، وأرسلتُ لبعض المسؤولين إنذاراً برفع دعوى قضائية إذا لم يتم هذا الاعتذار، فبدلاً من أن يعتذروا عن الكذب قاموا بفصلي، بدلاً من أن يُعاقبوا الجاني، فصلوا المجني عليه، والكيانات لا تُقام على الكذب والظلم".

وتابع "وكما هو معلوم فإني لا أستفيد من العضوية؛ ولا أُضار بدونها، بل يتبين الخطأ الجسيم في الفصل التعسفي، إنني لم أتوقف أو أفشل بعد الفصل، فالفصل لم يُؤذيني كما أن العضوية لم تنفعني".
وكان حزب النور السلفي، أصدر بياناً في مارس(آذار) الماضي، أكد فيه فصل الداعية السلفي، سامح عبدالحميد حمودة بشكل نهائي، بعد التحقيق معه، وأخذ رأي الهيئة العليا للحزب.

من جانب آخر، أعلن الدكتور خالد علم الدين، عضو مجلس شورى الدعوة السلفية، الاستقالة من الحزب والدعوة السلفية بعد تبادل الاتهامات مع قياداتها، مطالباً بـ "التزام الأدب وعدم التجاوز".

وكشفت مصادر سلفية، أن عدداً كبيراً من أعضاء الحزب السلفي، يرفضون سيطرة الدعوة السلفية على حزب النور، وعدم الفصل بينهما إدارياً وتنظيمياً، وعدم معرفة الأعضاء بمختلف الأنشطة المرتبطة بممارسات الحزب داخل المناطق والقطاعات، والمكاتب الادارية، ووجود الكثير من المفاجآت التي لم يتوقعها الاعضاء ولا يعرفون عنها شيئاً.

احتكار السلطة
وأوضحت المصادر السلفية، أن الحزب لا يوجد به أي نوع من تداول للسلطة في مختلف المناصب والمواقع التنفيذية، مع تحكم قيادات الدعوة السلفية، في اختيار القيادات، وسيطرة ياسر برهامي، على كل كبيرة وصغيرة في الكيانات التابعة للحزب، واعتماد الشورى الشكلية في مختلف القرارات التي تصدر عن الحزب والدعوة السلفية بشكل عام، والتخلص من كل العناصر التي تحاول لعب دور المعارضة والمقاومة لتحكم هذه الفئة.

وأكدت المصادر السلفية، أن التبعية والولاء للقيادات والسمع والطاعة، أهم المعايير المتاحة لاختيار الأعضاء وإسناد المناصب والمواقع لهم، في الحزب والدعوة السلفية، إضافة للتوافق الفكري، والاقتناع بمختلف الأفكار والأدبيات والفتاوى التي تصدر من ياسر برهامي، وقيادات الدعوة السلفية.

وأفادت المصادر السلفية، أن هناك عدداً كبيراً من الأعضاء داخل الحزب والدعوة السلفية، يتحركون ضد قرارات ياسر برهامي وسيطرة مريديه على غالبية المناصب والمواقع التنظيمية، وعلى أكثر من نصف عدد مجالس إدارات الدعوة السلفية، ويجتمعون بصحبة عضو بالهيئة البرلمانية للحزب، وأن هذا التيار يتبع مستشار الدعوة السلفية الحالي، ومؤسسها الأيديولوجي، محمد إسماعيل المقدم، الذي كان يشغل منصب عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية وأزيح عن منصبه ليشغل منصباً شرفياً.

وبحسب المصادر، فإن المنتمين لتيار المقدم، أو من يطلق عليه "المقدمين"، مقابل "البرهاميين" في الدعوة السلفية، زاد عددهم، وأن هذه المجموعة لديها تحفظات وتسعى للإطاحة برجال ياسر برهامي وحصارهم، تمهيداً للتخلص من برهامي وسيطرته التامة على مقاليد الدعوة السلفية، والقضاء على هيمنة المجموعات والدوائر المساندة لبرهامي.