(أرشيف)
(أرشيف)
الإثنين 18 سبتمبر 2017 / 10:16

نظام الدوحة والتخصص بسرقة الإبداع!

الرياض - محمد الرشيدي

كانت شبكة قنوات أوربت السعودية تقيم في كل عام مهرجاناً كبيراً للأغنية العربية، حققت من خلاله نجاحاً تسويقياً كبيراً بحكم أنها قنوات مشفرة ومدفوعة، واستمر هذا الحال لعدد من المهرجانات ما بين دبي والبحرين وبيروت وعمّان والقاهرة، وكانت عادة سنوية للقائمين على هذا الحدث الأبرز عالمياً بهذا المجال.

ولكن تحول الأمر فجأة عندما تم تنظيمه بالدوحة، كان هناك اختلاف غير معتاد بطبيعة ما تم بالعاصمة القطرية، كانوا حريصين في قطر أن يقولوا لنا إعلامياً، إنه من المفضل أن يكون اسم المهرجان هو مهرجان الدوحة للأغنية العربية، سُخرت له إمكانيات غير معقولة، كانت الصحافة القطرية الفنية فقيرة جداً، تعتمد على بعض إخوتنا العرب، الذين لا يفرقون في بعض المؤتمرات الصحفية بين النجوم العرب، فتجد بعضهم ينادي الراحلة ذكرى بسميرة سعيد وهكذا، كدليل على ضعف البيئة الإعلامية هناك وغياب أو تغييب المواطن القطري عنها!.

سُرق مهرجان أوربت، وأصبح مهرجان الدوحة الغنائي، كان الساسة بالنظام القطري يركزون على وضع شهرة وشعبية لقطر عند الشباب عبر الفنون خاصة، والرياضة أيضاً لم يعتمدوا على الابتكار أو صنع الأحداث، وإنما فقط بلغة المال يعتمدون، كما هو الحال عندما نجحوا بشراء الحصرية التي كانت لدى قنوات ART المملوكة لرجل الأعمال صالح كامل فيما يتعلق بنقل المباريات العالمية، ونجحوا في استثمار القنوات الرياضية واحتكارها بطريقة وصلت في وقتنا الحاضر لمحاولة استغلالها للإساءة للسعودية خصوصاً بعد أن شاهدنا ذلك بتغطياتها التي تمت بالرياض وجدة وأيضاً أبوظبي مؤخراً.

حتى الإرث الغنائي والموروث السعودي تم استغلاله بلغة المال التي يجيدونها كثيراً، ولا أنسى التحايل الذي كانوا يتلاعبون به عندما يحاولون شراء الإعلاميين وكسبهم، حتى إنني عايشت استغلالهم للنجمين الإذاعيين في إذاعة MBC FM آنذاك أحمد الحامد وحمد ناصر، حيث تم استغلال حاجتهما، وتم وعدهما بالجنسية القطرية، وبعد فترة اكتشفا زيف هذه الوعود وعدم مصداقيتها، فكان موقفهما مشرفاً، وعادا لبيتهما الأول وتجاهلا إغراءات الأموال القطرية، بعكس المرتزقة الذين يتصدرون حالياً واجهة الإعلام القطري والذين أصبحوا وبكل طرافة قطريين أكثر من القطريين أنفسهم، مع أن الكل يعرف عدم مصداقيتهم وأن المال فقط هو من يحركهم، وهذا الأمر محزن جداً، كونهم يتصدرون المشهد الإعلامي القطري المغيب منه فعلياً أبناؤه الحقيقيون!

سرقة الإبداع والأفكار وضحت جلياً في أجندة النظام القطري، بجميع المجالات، حتى المجالات الإبداعية لم تسلم منهم، تحت ستار أنهم بلد الثقافة والحضارة، وكلنا يذكر الملايين التي دعت على متحف قطر الإسلامي، وعين عليها أحد الشيوخ، وفجأة تناقلت الأنباء على استحياء سرقته وهروبه!