(أ ف ب)
(أ ف ب)
الإثنين 18 سبتمبر 2017 / 15:25

في سوريا.. موسكو تؤكد دورها الحاسم في الحرب ضد داعش

فيما يتلقى تنظيم داعش هزائم متلاحقة في سوريا، يشير قائد روسي رفيع إلى دبابة مدمرة بالقرب منه، ويعتبرها دليلاً على الدور الحاسم الذي تضطلع به بلاده في القضاء على المتطرفين.

ومني التنظيم المتطرف الذي كان يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق والمسؤول عن تفجيرات دموية حول العالم، بخسائر متتالية في مناطق عدة في سوريا في الأشهر الأخيرة، ابرزها في دير الزور، المحافظة الأخيرة تحت سيطرته في شرق البلاد.

وتحرص روسيا على التأكيد أن هذه الانجازات على حساب المتطرفين ما كانت لتتحقق لولا قوة نيرانها وأسلحتها المتطورة التي تستخدمها منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا قبل عامين.

في بلدة عقيربات في ريف حماة الشرقي (وسط) التي سيطرت القوات الحكومية السورية عليها قبل أيام، يشير رئيس أركان القوات الروسية المتواجدة في سوريا الجنرال أليكسندر لابين بفخر إلى بقايا ورشة كان مقاتلو التنظيم يستخدمونها لإعداد سلاحهم الابرز: الدبابات المفخخة.

ويوضح أن إحدى الدبابات المدمرة إلى قطع صغيرة بفعل قنبلة روسية كانت عبارة عن دبابة سوفياتية فخخها التنظيم بالألغام المضادة للمدرعات وبمادة "تي ان تي" لتحويلها إلى سلاح فتاك يستخدمه في "قيادة عمليات الهجوم كما في الدفاع".

ويوضح لابين لصحافيين، خلال مشاركتهم في جولة نظمتها وزارة الدفاع الروسية شملت عقيربات، أن "تأثير هذه الدبابات المفخخة كان كبيراً"، مضيفاً "كان تنظيم داعش المنظمة الأولى في التاريخ التي استخدمت سلاحاً مماثلاً".

ويؤكد "وحده الطيران الروسي قادر على تدميرها بواسطة قنابله" الانشطارية من طراز اوفاب500 تحولها إلى قطع صغيرة.

وتبادلت القوات الحكومية السورية والتنظيم السيطرة على بلدة عقيربات الواقعة في البادية السورية قبل أن تستعيدها دمشق بدعم روسي الأسبوع الماضي.

ويقول لابين إن الجيش السوري وقوات موالية طردت تنظيم داعش من عقيربات، لكن الروس لعبوا دوراً محورياً.

ويتابع "استخدمت هنا اساليب حرب جديدة والطيران الروسي أوقع أضراراً فادحة عبر قوته النارية الضارية".

وتسببت هذه القوة النارية بتدمير 48 دبابة في عقيربات، 30% منها كان قد تم تحويلها إلى "دبابات انتحارية".

"سنجده وندمره"
وإضافة إلى ورشة عقيربات، عثرت موسكو في مناطق أخرى على 3 مصانع لتجهيز هذه الدبابات القادرة على إحداث دمار بقطر يمتد لـ300 م، وتشتبه أن رابعاً ما زال قيد الخدمة في مدينة الميادين، التي تعد معقلاً للتنظيم المتطرف في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، ويجزم لابين "سنجده وندمره".

ولعبت طائرات الاستطلاع الروسية وفق لابين، دوراً حاسماً في تحديد موقع ورشة التصنيع في عقيربات وكذلك في كشف شبكات انفاق حفرها مقاتلو التنظيم واستخدموها في تنقلاتهم داخل البلدة.

ويوضح لابين ان "البلدة الموجودة تحت الأرض عبارة عن شبكة أنفاق يتراوح طول الواحد منها بين 100 و700 م وتربط بينها سراديب اتاحت لهم (المتطرفين) نقل الموارد من طرف في البلدة إلى آخر".

ومنذ عامين، بدأت روسيا حملة جوية مساندة للقوات الحكومية في سوريا، ومكّنتها من تحقيق سلسلة انتصارات على حساب الفصائل المعارضة والتنظيم المتطرف في محافظات عدة.

ويقول المحلل العسكري في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى جيف وايت: "أينما يقرر الروس استخدام قدراتهم العسكرية، يمكن للنظام الفوز".

ويرى أن "هدفهم الاستراتيجي الاوسع هو إعادة ترسيخ روسيا كلاعب رئيسي في المنطقة والعالم".

ضرب من الخيال
خلال الأسابيع الأخيرة، تمكن الجيش السوري بدعم روسي من كسر حصار فرضه تنظيم داعش على الأحياء الغربية في مدينة دير الزور ومطارها العسكري قبل أن يتمكن من تطويق المتطرفين داخل الأحياء الشرقية التي يسيطرون عليها من 3 جهات.

وتعد موسكو هذا الهجوم بوصفه الحلقة الأخيرة من الحرب التي تشهدها سوريا منذ أكثر من 6 سنوات.

ويقول المتحدث العسكري الروسي إيغور كوناشينكوف "أنجزنا عملاً مكثفاً، بات الجيش السوري محترفاً، والاحتراف لم يحصل من تلقاء ذاته".

ويضيف "أنا متأكد أن كل شيء هنا في سوريا يصل إلى خواتيمه".

وبحسب المحلل العسكري الروسي أليكسندر غولتس، لعبت موسكو "دوراً قيادياً" في مساعدة الجيش السوري على استعادة قدراته الهجومية.

ويرى أنه "فجأة وبعد 6 سنوات من الحرب، تبدو قدرات الجيش السوري أفضل في الأشهر الست الأخيرة".

وبرغم ذلك، يعتبر أن احتمال تمكن القوات السورية من السيطرة على دير الزور بمفردها يبقى أشبه "بضرب من الخيال".

وبالإضافة إلى الاسناد الجوي والاستطلاع، تنشر روسيا قوات خاصة وخبراء في تفكيك الألغام وشرطة عسكرية في مختلف أنحاء سوريا.

ووفق المعلق العسكري في صحيفة "نوفايا غازيتا" الروسية بافل فلغنهاور، فإن أكثر من 2000 مستشار عسكري موجودون أيضاً على الأرض.

ويوضح أنه "تم شحن نحو مليوني طن من الامدادات العسكرية إلى سوريا" بما في ذلك منظومة الأسلحة الروسية على غرار قاذفات الصواريخ من طراز توس 1 ووحدات المدفعية ذاتية الحركة (مستا).

وتطمح موسكو بعد طرد المتطرفين من عقيربات لدعم تحقيق انجازات ميدانية جديدة في الأسابيع المقبلة في سوريا، ويقول لابين "لا يمكن إيقافنا".