وفاة السياسي التونسي الطاهر هميلة بعد عقود في صفوف المعارضة

والطاهر هميلة، الذي توفي اليوم في مستشفى فرحات حشاد بمدينة سوسة، ولد في 25 يوليو (تموز) عام 1938 وكان أكبر نائب في المجلس الوطني التأسيسي الذي انتخب عام 2011، في أولى مراحل بداية الانتقال الديمقراطي في البلاد بعد سقوط حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي.

وترأس هميلة آنذاك الجلسة الافتتاحية والتاريخية للمجلس التأسيسي باعتباره النائب الأكبر سناً، قبل انتخاب مصطفى بن جعفر رئيس حزب التكتل من أجل العمل والحريات الشريك في التحالف الحكومي، رئيساً للمجلس.

وبدأ هميلة الذي ناضل ضد الاستعمار الفرنسي للبلاد، نشاطه السياسي، منذ بداية تأسيس دولة الاستقلال في خمسينات القرن الماضي خلال حكم الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة. وعرف بعدائه للطبقة السياسية الفرانكوفونية(الناطقة باللغة الفرنسية).

وابتعد عن الحزب الدستوري الحاكم مع بداية توسع نظام الحكم الفردي في العام 1958 وانضم في سبعينات القرن الماضي إلى حزب الوطنيين الاشتراكيين المعارض لحكم بورقيبة ومن بعده بن علي.

والتحق بحزب المؤتمر من أجل الجمهورية، الذي أسسه الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي، وفاز بمقعد عن الحزب عن دائرة سوسة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2011، لكن الحزب جمد لاحقاً عضويته بعد مطالبته بعرض المرزوقي على فحص الطب النفسي.

وغادر هميلة حزب المؤتمر بسبب خلافات داخلية، ليؤسس بعد ذلك في العام 2012 حزب "الإقلاع نحو المستقبل".