طفلان إماراتيان يضعان الوشاح الأخضر حول عنقيهما احتفالاً باليوم الوطني السعودي.(أرشيف)
طفلان إماراتيان يضعان الوشاح الأخضر حول عنقيهما احتفالاً باليوم الوطني السعودي.(أرشيف)
الأحد 24 سبتمبر 2017 / 19:42

إماراتيون بالوشاح الأخضر

العلاقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية على درجة من التناغم يطرب لها كل حامل لروح المحبة والوحدة والقيم النبيلة، وهي في الوقت نفسه تغيظ قلوبًا حاقدة ونفوسًا حاسدة، وتخيف أعينًا زائغة

على مدى أيام، وفي فعاليات مختلفة، رسمية وشعبية ورياضية ومدرسية، كانت أعناق الإماراتيين تتوشح بالوشاح الأخضر، وكان سواعدهم ترفع العلم الأخضر وتلوح به، وكانت شبكات اتصالهم ووسائل تواصلهم وقنوات إعلامهم تحتفي باليوم الوطني السابع والثمانين للشقيقة الكبرى، وكانت الأعلام السعودية ترتفع على المباني الحكومية وناطحات السحاب في الإمارات، بل إن حناجر أطفال الإمارات صدحت بالنشيد الوطني السعودي في بادرة جميلة المعنى رائعة المغزى.

في زمن الشتات العربي، وفي محيط تتغلغل فيه دوائر الفتنة والفرقة، فإن ثمة قاسماً مشتركاً بين اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، واليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، فالأول هو ذكرى الاتحاد الذي أعلنه الآباء المؤسسون، والثاني هو اليوم الذي أعلن فيه الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود عن توحيد المملكة بموجب مرسوم ملكي أصدره وأعلن فيه عن توحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية، وقد اختار رحمه الله يوم إعلان قيام المملكة العربية السعودية في يوم الخميس الحادي والعشرين من شهر جمادي الأولى 1351 هـجرية، الموافق الثالث والعشرين من شهر سبتمبر 1932، يوماً وطنيًا. إنه حقًا احتفاء بالوحدة وروح الاتحاد.

حين ترى إماراتياً بالوشاح الأخضر، فاعلم أن روح زايد ما زالت تسري في عياله، وتيقن أن روح الاتحاد التي ألهمها الآباء المؤسسون لشعب الاتحاد تحلق أعلى وأعلى، وتتجلى أزهى وأزهى، وأن اللحن الوحدوي صار إيقاعه أمتع وأسمع وصارت دولة الحق أقوى وأمنع.

العلاقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية على درجة من التناغم يطرب لها كل حامل لروح المحبة والوحدة والقيم النبيلة، وهي في الوقت نفسه تغيظ قلوبًا حاقدة ونفوسًا حاسدة، وتخيف أعينًا زائغة، وتقطع ألسنًا مرجفة، وتمنع أيادي متربصة.

أدارت المملكة موسم الحج بنجاح باهر فشعر الإماراتيون بالزهو والأمن، صعد منتخب المملكة العربية السعودية إلى التصفيات النهائية لكأس العالم فاحتفلت جماهير الإمارات، بدأ موسم السياحة في الإمارات فتوافد السياح من المملكة، حطت الطائرة السعودية في مطار دبي فكان الختم الأخضر هدية ترحاب من موظفي المطار.

إنها ليست حالة مؤقتة أو موجة طارئة، إنها "معًا وأبدًا" .