قيادات من حركة حماس في مهرجان بغزة.(أرشيف)
قيادات من حركة حماس في مهرجان بغزة.(أرشيف)
الثلاثاء 26 سبتمبر 2017 / 18:29

ماذا حدث في القاهرة .. ماذا سيحدث في غزة

ما أن تعقد الحكومة المسماة تجاوزاً بحكومة الوفاق الوطني، أول جلسة لها في غزة وتتسلم المعابر والوزارات المحروسة برجال حماس وسلاحها، فسيبدأ بعد ذلك الدخول الحذر الى المسائل الشائكة، ولكن هذه المرة برعاية مصرية مباشرة

تجارب السنوات العشر الماضية في أمر المصالحة الفلسطينية، تحدد نسبة التشاؤم بما فوق التسعين بالمائة.
أما الضرورات الوطنية والإقليمية واحتمالات الدخول في محاولة جديدة لبدء مفاوضات فلسطينية إسرائيلية، معززة برعاية أمريكية وإقليمية، فتفرض علينا تقويماً آخر لما جرى وسيجري.

الجديد.. كثير ومتشعب، أهمه تطور الدور المصري ليكون راعياً ميدانياً لتطبيق اتفاقات يمكن وصفها بالمتدرجة على أرض الأزمة، والجديد كذلك الخلل الظاهر في شبكة التحالفات الحمساوية خصوصاً بعد الأزمة القطرية. والجديد كذلك ما أفصح عنه أبو مرزوق من رفع الفيتو الأمريكي والإسرائيلي عن المصالحة، وهذا لا أعرف بالضبط إن كان دقيقاً أم لا.

هذا الجديد الكثير ليس بمنأىً عن أن يصطدم بالأكثر والأعمق وهو استمرار نفوذ حماس الفعلي مع توفير غطاء له تحت مسمى الوحدة، ذلك أن واقع غزة يقول إن التباساً طويل الأمد ميز الوضع بين غزة ورام الله، ووجد المصريون أن هنالك صيغة للتكيف مع هذا الالتباس.

في غزة نفوذ شامل لحماس إلا أنه عار من الشرعية، تقابله شرعية قوية للسلطة في رام الله مع نفوذ ضعيف للغاية في غزة، والتباس كهذا يحتاج إلى تسوية يستفيد فيها كل طرف من مزايا الطرف الآخر، فرامي الحمد لله يغطي بشرعيته نفوذ حماس، وحماس تعلن أنها انضوت تحت الشرعية التي يجسدها عباس.

وما أن تعقد الحكومة المسماة تجاوزاً بحكومة الوفاق الوطني، أول جلسة لها في غزة وتتسلم المعابر والوزارات المحروسة برجال حماس وسلاحها، فسيبدأ بعد ذلك الدخول الحذر الى المسائل الشائكة، ولكن هذه المرة برعاية مصرية مباشرة تكون فيها دولة مصر ليس مجرد وسيط وانما راعٍ وضامن وصاحب مصلحة أساسية في التواجد على أرض الازمة، من أجل النجاح الضروري هذه المرة.

هذا باختصار شديد ما حدث بالأمس القريب في القاهرة، وما سيحدث في الغد القريب في غزة، والأمر يحتاج إلى بعض التغاضي المتبادل من قبل طرفي الانقسام، حتى يستبان الخيط الأبيض من الأسود في السياسة الأمريكية تجاه التسوية المسماة بصفقة القرن.