امرأة تقود سيارتها.(أرشيف)
امرأة تقود سيارتها.(أرشيف)
الأحد 1 أكتوبر 2017 / 20:07

بين المبدأ الثابت والتناقض الصارخ في الخطاب الإسلامي

ما زلنا نذكر كيف كانوا يهيجون المنابر الدولية على المملكة العربية السعودية لأنها تحرم المرأة من حق قيادة السيارة، وحين صدر قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود معطيا المرأة حق قيادة السيارة اتهموا المملكة بالتخلي عن الإسلام!!

لطالما كان "الثبات على المبدأ" هو الكلمة التي يبرر بها الخطاب الإسلامي جموده وتعنته ونظرته الرجعية وأفقه الضيق وخياراته السياسية الخاطئة. إلا أن جلباب المبدأ الثابت سرعان ما يكون عرضة للخلع – دون خجل – إذا ما رأت ذلك المصلحة الحزبية أو كما تسمى في أدبيات الإخوان "مصلحة الجماعة".

ويبدو أن هذه العدوى تصيب كل أصحاب الأهواء والمطامع فتوقعهم في تناقض الخطاب إن على مستوى التنظير أو على مستوى الممارسات. تناقض يظهر جليًّا للمتابع العادي قبل الناقد الخبير.

كلنا يذكر كيف أن منظري الإسلام السياسي دعوا وشجعوا إلى الخروج على الحكام في بداية ثورات ما أسموه الربيع العربي، وحين استتب الكرسي لمرسي حرموا الخروج على الحاكم.

وما زلنا نذكر كيف كانوا يهيجون المنابر الدولية على المملكة العربية السعودية لأنها تحرم المرأة من حق قيادة السيارة، وحين صدر قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود معطيا المرأة حق قيادة السيارة اتهموا المملكة بالتخلي عن الإسلام!!

تعالت الأصوات شاكية من المقاطعة العربية التي أقدمت عليها المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر والبحرين لدولة قطر، وأسمتها حصارا، مدعية عدم مشروعيتها وتألمت من ظلمها للشعب القطري. في حين أن الأصوات ذاتها أباحت وبررت حصار تركيا للأكراد.

خطب الجمعة عند خطباء الفتنة التي طالما دعت إلى الطائفية وخلطت أوراق السياسة بالدين وهاجمت إيران، سرعان ما تراجعت عن خطابها حين اكتشفت فجأة أن إيران دولة "شريفة".

الإسلام السياسي الذي يلزم أتباعه ببيعة حزبية وينزع يد الطاعة من ولي الأمر الشرعي، يحرم عليهم ويجرم فعلهم بالانشقاق عن الجماعة ويعده خروجا عن الدين.

اليوم ثمة قناة تتبنى الرأي والرأي الآخر، بل إن هناك دولة ترى في نفسها كعبة المضيوم. وكلاهما شرب حتى الثمالة من كأس الإسلام السياسي، فتبنى "مبدأه" ووقع في التناقض ذاته.

قناة الرأي الآخر، تعرض كل رأي إلا رأيا موجهاً ضدها أو ضد راعيها.
و"كعبة المضيوم" أذاقت مواطنيها ضيماً مراً بتجريدهم من حق المواطنة.
المشاهدات كثيرة، وكلها تؤكد أن أصحاب المبدأ المتذبذب، سيتلاشون حين تستقر الحقيقة.