الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.(أرشيف)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.(أرشيف)
الإثنين 9 أكتوبر 2017 / 14:38

ما الذي يعوق تحسّن العلاقات الأمريكية-الروسية؟

خلال زيارة لموسكو، ضمن فريق من كبار المسؤولين الأمريكيين، لمس بول ساندرز، مساعد ناشر مجلة "ناشونال إنترست"، والمدير التنفيذي لمركز أبحاث تابع للمجلة، حماسة واضحة لدى الجانب الروسي لتحسين العلاقات الأمريكية – الروسية.

احتواء المعركة بين وزارة الخارجية الأمريكية وبيروقراطيي وزارة الخارجية الروسية قد يكون أسهل خطوة على طريق العمل نحو إقامة علاقة أمريكية – روسية فاعلة

ويرى ساندرز أن الزعماء الروس ليسوا يائسين من حل الخلافات بين الجانبين، كما أنهم غير مستعدين للقبول بشروط أمريكية من أجل حل عدد من القضايا الشائكة بين واشنطن وموسكو، لكنهم ما زالوا يأملون بنجاح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إيجاد طريقة لبناء علاقة ثنائية جديدة ومثمرة.

أكبر عقبة
لكن، بحسب الكاتب، قد لا يدرك زعماء روسيا عمق الغضب والاستياء حيال التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016 ، والتي ربما تشكل أكبر عقبة أمام طموحاتهم للتقارب مع أمريكا. ومع ذلك، تحدثوا بنبرة إيجابية عن الرئيس ترامب والولايات المتحدة.

ويقول ساندرز إن الروس أبدوا، في ذات الوقت، رفضهم للعقوبات الاقتصادية الأمريكية والأوروبية، والتي ادعى بعضهم أنها ساهمت، بشكل غير مباشر، في تعزيز القطاع الزراعي الروسي. كما زعم مسؤولون روس بأن المحاصيل الزراعية الروسية باتت قادرة على المنافسة في أوروبا في حال رفع الاتحاد الأوروبي العقوبات، وأوقفت روسيا العمل بسياستها الحمائية المضادة للعقوبات.

انتقاد حاد
كما انتقد بعض المسؤولين الروس، وبلهجة حادة، قرار إدارة ترامب إغلاق القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو، والتي كانت بمثابة أحدث خطوة في خلاف ديبلوماسي متصاعد بدأ بطرد إدارة أوباما، في ديسمبر ( كانون الأول) ل35 ديبلوماسياً روسياً، والاستيلاء على مقرين ديبلوماسيين، وتم بعد نشر تقارير حول تدخل روسي في الانتخابات الأمريكية.

أسهل خطوة
رغم ذلك، يرى ساندرز أن احتواء المعركة بين وزارة الخارجية الأمريكية وبيروقراطيي وزارة الخارجية الروسية قد يكون أسهل خطوة على طريق العمل نحو إقامة علاقة أمريكية – روسية فاعلة. والأهم منه والأكثر صعوبة سيكون في معالجة قضية التدخل الروسي في الانتخابات، والتي سممت العلاقة بين الجانبين، لدرجة أن مسؤولين روس يصفون الأمر بأنه مجرد خلاف كبير بين ديمقراطيين هزموا في الانتخابات، وجمهوريين فازوا بها.

التعامل بجدية
ومن الجانب العملي، تبرز حقيقة أن استعداد عدد من الجمهوريين للدفاع عن ترامب وتأكيدهم أن الديمقراطيين يبالغون ويستغلون إجراء عدد من التحقيقات، لا يعني تبرئة موسكو. فقد أشار عدد من المسؤولين الأمريكيين عند زيارتهم الأخيرة لموسكو لوجوب تعامل الزعماء الروس بجدية مع القضية، وأن النفي الروسي المطلق، كان له نتائج عكسية.

ويختم ساندرز رأيه بتأكيد أن أهم نقطة بالنسبة للولايات المتحدة تكمن في الزيارة الأخيرة التي قام بها مسؤولون أمريكيون لموسكو، والتي بالرغم مما شهدته من جدل سياسي ونقاشات حادة، فقد تأكد لهم أن زعماء روسيا ليسوا يائسين من إدارة ترامب.

ويرى الكاتب أنه إذا كانت الإدارة الأمريكية راغبة بالعمل مع موسكو، واستطاعت إقناع الكونغرس ووسائل الإعلام بالتعاون في ذلك، فهي ستجد محاوراً مهتماً، وإن كان قاسياً. إنه بوتين الذي يمكن أن يعول عليه لو غلب مصلحة روسيا على ما عداها.