(أرشيف)
(أرشيف)
السبت 21 أكتوبر 2017 / 14:23

هل تملك واشنطن سياسية إقليمية بعد داعش؟

مع سقوط الرقة، حققت واشنطن انتصاراً في معركة حاسمة ضد تنظيم داعش هذا الأسبوع، لكن الاهتمام الذي توليه للمتطرفين قد يكون شغلها عن ملفات أساسية أخرى وحرمها من رؤية أوسع في الشرق الأوسط.

وتعني خسارة التنظيم المتطرف لمعقله في شمال سوريا فعلياً انتهاء "الخلافة" التي أعلنها في منطقة تمتد بين سوريا والعراق.

لكن التوتر الأخير والمفاجئ بين اثنين من حلفاء الولايات المتحدة، الحكومة العراقية وكردستان العراق، يبرز خطوط الانقسام في المنطقة.

وينتقد خبراء في واشنطن ميل الولايات المتحدة إلى التركيز على معركتها ضد تنظيم داعش، وهم يرون أن النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط قد يكون تأثر بذلك.

ويرى بعضهم مثل الدبلوماسي السابق جيم جيفري أن إيران وبعض أطراف المؤثرة الأخرى في المنطقة، وخلافاً للولايات المتحدة، استبقت الضربات التالية.

وقال جيفري العضو في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى هذا الأسبوع إن "حكومة الولايات المتحدة مهووسة بهذه المعركة" ضد تنظيم داعش.

وأضاف "في خطبنا الموجهة إلى الأكراد وإلى بغداد نقول لدينا نقطة مشتركة هي المعركة ضد داعش"، مشيراً إلى أن هذا الخطاب كان "واقعياً جداً ومهماً جداً" في 2014 و2015، وتابع "اليوم لا أحد يهتم بذلك"، وذكر مصادر قلق أخرى في المنطقة.

وأوضح جيفري أن تركيا تنظر إلى الجنوب وتشعر بالقلق من النظام السوري بشار الأسد وروسيا وصعود حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، أكبر حزب كردي في سوريا ساهم في سقوط الرقة.

وتعتبر تركيا هذا الحزب وجناحه المسلح فرعاً لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون على أنه "منظمة إرهابية".

وفي الوقت نفسه، تراقب إسرائيل بقلق حزب الله اللبناني الشيعي الذي تدعمه إيران، وهذا الحزب المنشغل حتى الآن بتقديم دعم إلى نظام بشار الاسد، قد يشكل من جديد خطراً على الدولة العبرية.

وقال لقمان فايلي في حوار نظمه مركز "جمعية الإرث التركي" إن تنظيم داعش ضعف في الواقع منذ خسارته مدينة الفلوجة في يوليو (تموز) 2016، مؤكداً ضرورة توسيع الأولويات لتشمل ملفات أخرى.

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً سياسة جديدة لتطويق الطموحات الإيرانية في المنطقة، تشكك جزئياً في الاتفاق النووي بين طهران والقوى الكبرى وتضعفه.

وبعد أيام، استعادت القوات العراقية مدينة كركوك التي كان الأكراد يسيطرون عليها منذ 2014، ورأى بعض الخبراء في ذلك مؤشراً إلى تأثير طهران على حكومة بغداد، خصوصاً عبر المجموعات المسلحة العراقية الشيعية.

وواجهت واشنطن موقفاً مربكاً عندما طلب منها تحديد موقفها من الاستفتاء على استقلال أكراد العراق.

وكانت واشنطن دعت رئيس كردستان العراق مسعود بارزاني، إلى ارجاء هذا الاقتراع الذي جرى في 25 سبتمبر (أيلول) وفاز فيه مؤيدو استقلال الإقليم.

من جهة أخرى، لعبت القوات الكردية دوراً حاسماً في بداية الحرب ضد تنظيم داعش في العراق، لكن القوات العراقية التي تقوم الولايات المتحدة بتدريبها وتقديم النصح لها، تعززت في السنوات الأخيرة.

وعندما بدأت حكومة بغداد بعد الاستفتاء عملية استعادة منطقة كركوك من الأكراد، اختار الأمريكيون الحياد بين حليفيها، وهو موقف يعود بالفائدة على الحكومة العراقية.

وينفي أقرب مستشاري ترامب أن تكون الولايات المتحدة تركز على حربها ضد المتطرفين فقط، مشيرين خصوصاً إلى خطابه الأخير حول إيران.

وشدد مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) مايك بومبيو هذا الأسبوع على أن الولايات المتحدة تواصل من وجهة نظر استخبارية، مراقبة كل المنطقة، وقال "لم تغب عنا المخاطر الأخرى التي تواجهها الولايات المتحدة".

وأضاف "نركز بالكامل على مهمتنا مكافحة الإرهاب بشكل واسع وليس تنظيم داعش فقط".

إلا أن جيفري قال "هناك الإيرانيون والأسد والروس، الولايات المتحدة مرتبكة قليلاً ومشكلتها هي معركتها ضد داعش".

وعبر عن أسفه لان "إيران وأصدقاءها لديهم خطة وهذا لا ينطبق على الولايات المتحدة".