مسيرة في يوم القدس في إيران.(أرشيف)
مسيرة في يوم القدس في إيران.(أرشيف)
الأربعاء 8 نوفمبر 2017 / 14:38

التحديات الكبرى لإيران.. محلية

كتبت إيلودي سيلر، باحثة تركز في عملها على الأمن العالمي والأكراد، في موقع فير أوبزرفر للتحليلات السياسية، أن إيران تخشى اضطرابات داخلية، وخاصة بعد إجراء أكراد العراق استفتاء على استقلال إقليم كردستان، وما تبعه من تطورات أثارت غضب الأكراد في أكثر من مكان.

يخشى زعماء طهران تنامي القوة العسكرية لحزب الحرية الكردستاني الإيراني، والذي كان يقاتل في إقليم كردستان العراق، خلال الاشتباكات التي أعقبت الاستفتاء

فقد هاجمت قوات عراقية قوة البشمركة الكردية، وطردت مقاتليها خارج مناطق عراقية استولت عليها منذ ثلاث سنوات ونصف، وأبرزها مدينة كركوك الغنية بالنفط.

تصدير قوة
وتصف سيلر إيران بكونها قوة إقليمية متماسكة، صدرت قوتها عبر دعم ميلشيات شيعية، كحزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق، أو مجموعات سنية كحماس في فلسطين، وتطبق، بالتالي، استراتيجية حروب بالوكالة عبر الشرق الأوسط.

لكن منذ إجراء كردستان العراق للاستفتاء، في 25 سبتمبر(أيلول)، قررت إيران أن تشارك علناً في محاولات ضبط التوترات الناشئة بين بغداد وأربيل.

نقطة البداية
وتقول الباحثة إن نقطة البداية في هذا الصراع بدأت من مدينة كركوك، عندما أعلن قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في أكتوبر (تشرين الأول) عن وجوده هناك، متحدياً أمريكا، ومستعرضاً النفوذ الإيراني في العراق.

وبعد استيلاء ميليشيات شيعية وقوات عراقية على كركوك، سرعان ما رفعت داخل مكتب محافظ كركوك المطرود حديثاً، صورة المرشد الأعلى في إيران، آية الله علي خامنئي. وفي أحدث استعراض للتحدي، قال قيس الخزعلي، قائد ميليشيا عصائب الحق المدعومة من إيران، إن على أمريكا الاستعداد لسحب قواتها من العراق.
  
نقطة ضعف
وبحسب سيلر، جاء ذلك الاستعراض للقوة في العراق، رداً على حدثين أقلقا طهران من احتمال وقوع اضطرابات في الداخل الإيراني.

أول حدث جاء في صورة الخطابين اللذين ألقاهما الرئيس الأمريكي ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو، في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر( أيلول)، حيث خاطب الزعيمان الشعب الإيراني مباشرة.

 يومها قال ترامب إن "الشعب الإيراني هو أول وأقدم ضحية للنظام في طهران". وقال نتانياهو: "أيها الإيرانيون، لستم أعداء لنا، بل أنتم أصدقاؤنا". من ثم تحدث بلهجة عاطفية باللغة الفارسية، قائلاً: "في يوم ما، سوف تتحررون يا أصدقاءنا الإيرانيين من النظام الشرير الذي يرهبكم ويعلق مشانق منشقين، ويسجن صحفيين ويعذب سجناء سياسيين". وقد ترافقت الخطبتان بتحذيرات من تنامي قوة إيران التي يجب كبحها. وذلك ينطوي على تعديل ملحوظ في السياسة يقتضي استهداف خوف النظام الإيراني من زعزعة استقراره عبر ثورة داخلية.

احتفالات مدهشة

وجاء الحدث الثاني، بحسب الباحثة، عبر الدعم الجماعي غير المتوقع من الأكراد الإيرانيين للاستفتاء على استقلال إقليم كردستان، والذي تجسد بتجمع مئات الألوف من الأكراد عبر مدن كردية إيرانية لإقامة احتفالات في تحدً واضح لنظام قمعي، وبشكل لم يسبق له مثيل منذ قيام الثورة الإسلامية. وقد قمع المحتفلون الأكراد مباشرة بواسطة شرطة مكافحة الشغب، وعبر إرسال دبابات إلى مدن كردية. وتم اعتقال ما يزيد عن 700 مدني.

هاجس
وتقول سيلر إن جمهورية مهاباد عام 1946، أول محاولة كردية لإقامة دولة، ما زال يقلق النظام الإيراني، والذي استفزه اليوم وقوف أكراده في وحدة صف مع جيرانهم العراقيين. ويضاف إليه هاجس تضامن أحزاب كردية إيرانية مع تلك الحشود الشعبية التي خرجت إلى شوارع مدن كردية. وعلاوة عليه، يخشى زعماء طهران   تنامي القوة العسكرية لحزب الحرية الكردستاني الإيراني، والذي كان يقاتل في إقليم كردستان العراق، خلال الاشتباكات التي أعقبت الاستفتاء.