(أرشيف)
(أرشيف)
الأحد 19 نوفمبر 2017 / 12:08

كيف ساهمت الإمارات في تشكيل وعي فرنسيّ ضدّ خطر الإخوان؟

أجرى مركز دراسات الشرق الأوسط الفرنسيّ بنسخته الإنكليزية "ذا بورتال" مقابلة مع الكاتب والمستشار في الشؤون الأمنيّة، رولان جاكار، حول اليقظة التي شهدتها أوروبا عموماً وفرنسا خصوصاً تجاه تهديد المنظّمات الإخوانيّة الإرهابية. وردّاً على سؤال مرتبط بالسبب الذي أدى إلى إطلاق "اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا" لمبادرة تغيير اسمه ليصبح "مسلمو فرنسا" قال جاكار إنّ هنالك سببين وراء هذا الأمر، واحد داخليّ وآخر عالميّ.

الإمارات العربية المتحدة أمّنت لائحة بالمنظمات الإرهابية في فبراير (شباط) 2017 والتي وثقت وجود 81 منظمة حول العالم مرتبطة بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين. ومن بين هذه المنظمات من تنشط في أوروبا بما فيها اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا

فمنذ بداية الانتخابات الرئاسيّة الفرنسية الأخيرة ظهرت قناعة واسعة بالتهديد والخطر الناجمين عن التنظيم الإرهابي الدولي للإخوان المسلمين الذي يشكل الاتحاد الذي تأسس سنة 1983 أحد فروعه. لقد كان هنالك توافق خلال الحملة الانتخابية بين اليمين واليسار حول هذا الموضوع في فرنسا. وأضاف الكاتب أنّ الإمارات العربية المتحدة أمّنت لائحة بالمنظمات الإرهابية في فبراير (شباط) 2017 والتي وثقت وجود 81 منظمة حول العالم مرتبطة بالتنظيم الإرهابي الدولي للإخوان المسلمين. ومن بين هذه المنظمات من تنشط في أوروبا بما فيها اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا.

هذا الإطار الثنائي الفرنسي-الدولي دفع الاتحاد إلى تغيير اسمه من أجل إبعاد نفسه عن اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا. وكان الهدف من وراء ذلك محاولة تفادي الملاحقة التي كان بإمكانها أن تؤدّي إلى حظر نشاطات المنظمة في فرنسا، كما اقترح ذلك عدد من السياسيين والنواب والخبراء في مجال الأمن والتطرف.

عاملان للوعي
وسأل الموقع جاكار عن تفسيره لهذا الوعي الفرنسي حول خطر تنظيم الإخوان الإرهابي في حين أنّ الاتحاد كان ينشط في فرنسا على مدى 35 عاماً وينظم لقاءاته منذ 1984 في لو بورجيه إحدى الضواحي الباريسية. وأجاب المستشار بوجود عاملين لتشكيل الوعي. الأول هو وصول الإخوان إلى السلطة في مصر وتونس بعد الثورات العربية. ومن ناحية ثانية تورط الإخوان في صراعات مسلحة داخل دول أخرى مثل ليبيا واليمن وسوريا. ويضيف أنه على مدى 80 عاماً، أي منذ تأسيس التنظيم، كان الإخوان يعلنون باستمرار أنّهم "معتدلون يدافعون عن "الإسلام السياسي" ضد "الإسلام المسلح". لكن ذلك الادعاء كان مجرّد مغالطة كما يؤكد المستشار.

سقوط القناع الإخواني
أشار جاكار إلى أنّ الجهاد المعاصر برز من أحد فروع الإخوان الذي كان على صلة بسيد قطب الذي كان أكثر المبشرين تطرفاً ضمن الجيل الأول لهذا التنظيم. من جهة أخرى، أظهرت تجربة الإخوان في الحكم كيف أسقطوا بسرعة قناع الاعتدال بعد الوصول إلى السلطة، فسنّوا قوانين سياسية واجتماعية وثقافية لا تترك المجال لأي حرية لدى المعارضة المدنية أو الأقليات إضافة إلى انتهاك حقوق النساء. وفي الدول العربية التي شهدت ثورات، لم يتردد الإخوان باللجوء إلى السلاح تماماً مثل المجوعات الجهادية كما هي الحال في ليبيا مثلاً. هذه الأحداث خلقت الوعي في فرنسا وفي الغرب عموماً بسبب الخطر الذي شكله تنظيم الإخوان لا على السلام والأمن فحسب بل على القيم الإنسانيّة أيضاً.

ينسحبون من تنظيم أنكروا علاقتهم به!
وسأل الموقع عمّا إذا كان البيان الذي أصدره اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا ضمن مؤتمر عُقد في تركيا شهر فبراير الماضي والذي أعلن فيه انسحابه من تنظيم الإخوان الإرهابي الدولي، يمكن أن يخدع الوعي في الغرب. يجيب جاكار أنّه من المفاجئ إعلان هذا الاتحاد انسحابه المزعوم "بعدما قضى 30 سنة وهو ينكر وجود أي علاقة له مع هذا التنظيم!" وهنالك أيضاً "بعض قادة اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا ينكرون وجود ذراع سرّيّ للإخوان المسلمين يُدعى التنظيم الدولي!"

احتيال لن ينطلي على أحد
يشير جاكار إلى أنّ البيان هو مجرد خطوة يائسة للاحتيال على التشريع الأوروبي الجديد المناهض للإرهاب. وحتى لو انفصل اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا عن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، فإنه لن يستطيع خداع السلطات والرأي العام الأوروبي أو في إقناعهم مجدداً بأنّ "الإسلام السياسي" يشكل حصناً منيعاً في وجه "الإسلام المسلح".