(أرشيف)
(أرشيف)
الثلاثاء 21 نوفمبر 2017 / 11:05

هل ينجح الضغط في التمهيد لتسوية حول سلاح حزب الله؟

المستقبل - ثريا شاهين

يدخل أكثر من طرف دولي، لا سيما الولايات المتحدة وفرنسا، على خط الأزمة اللبنانية، وتداعيات استقالة الرئيس سعد الحريري، وعلى ما بُنيت عليه هذه الاستقالة، من الدور الإيراني ودور حزب الله في الحياة السياسية والأمنية اللبنانية، تبعاً لدوره الإقليمي.

وتؤكد مصادر دبلوماسية، أن الهدف من الشروط التي وضعت لإعادة استخراج تسوية جديدة، هو حصول ضغط سياسي داخلي وشعبي على حزب الله ودوره في الداخل وفي المنطقة بشكل ينعدم معه ارتياحه إلى خلفيته الشعبويّة، فضلاً عن حصول خلط أوراق في الأولوية الداخلية اللبنانية وإعادة التركيز على ضرورة إنهاء سلاح حزب الله، وإدراجه على الأجندة الداخلية لوضعه على طاولة الحوار الداخلي، وفي انتظار ذلك، العودة إلى التسوية بشكل أكيد.

وتقول المصادر، إن ما يفترض أن يتزامن مع ذلك، هو التفاهم على خطة عمل عربية لبنانية للضغط ايضاً ولاتخاذ إجراءات تصب في هذا التوجه، لكن من المؤكد أن حلّ حزب الله وإنهاء دوره لا سيما الأمني والعسكري، يحتاج إلى تسوية دولية إقليمية.

الضغط الداخلي اللبناني يساهم إلى حد كبير في تهيئة الاجواء، إنما لن يحل هذه المسألة التي نصت عليها القرارات الدولية، والتي طلبت إلى لبنان إجراء حوار داخلي حول حل ميليشيا حزب الله وإيجاد استراتيجية دفاعية.

وجود الحزب في سوريا وفي اليمن قضية دولية، وكل مؤسسات الحزب باتت متأقلمة مع العقوبات التي فُرضت دولياً منذ سنوات وحتى الآن، ذلك أن عملية التمويل وانتقال الاموال منه وإليه، تتم خارج النظام المالي العالمي، وإذا فُرضت عقوبات اقتصادية جديدة، سيكون الحزب أقل تأثراً وضرراً اقتصادياً، وبالتالي، أن وسائله وشبكاته لن تتأثر، لا بل سيتأثر الاقتصاد اللبناني.

وبالتالي، هذه هي الأسباب وراء المواقف الدولية التي دعت للحرص على لبنان ومؤسساته، أي للحفاظ على الاستقرار في انتظار الحل الدولي الإقليمي، الذي يُجنّب لبنان أن يدفع الثمن، ولذلك تأمل المصادر، أن تضع التطورات اللبنانية المتصلة بالعلاقة مع الدول العربية مصير الحزب أمام الواجهة الدولية من جديد بعدما حجبت الأزمة السورية الاهتمام الدولي، لمتابعة تنفيذ القرارات الدولية، أما الآن وفي مناسبة انخراطه بالأزمة اليمنية، لا بد من ممارسة الضغوط العربية لدرء مخاطر هذا التدخل عليها.

حتى الآن لا يظهر في لبنان ما يؤكد أن أي طرف سيعود عن التسوية، لا سيما وأن حزب الله لا يزال يقول بأن التسوية جيدة ويتمسك بها. الشروط السعودية هي: وقف الهجوم على المملكة، وعدم دخول الحزب في الحكومة، والانسحاب من سوريا، والانسحاب من الخليج. وكل الاطراف اللبنانية مستعدة للتراجع في موضوع عدم دخول حزب الله إلى الحكومة شرط توجيه السلاح إلى إسرائيل وليس إلى الداخل، وتوجيه السلاح لمكافحة الارهاب، وعدم تدخل حزب الله في الدول الخليجية.

التفاوض لا يزال صعباً، واتخاذ خيار عسكري كذلك يبدو صعباً، في حين أن التصعيد الاقتصادي على نحو عقوبات "يوجّع" إنما ليس محسوماً أن يؤدي بأطراف ما، إلى تغيير سلوكها، وبالتالي، أن إعادة صياغة تسوية جديدة لا تزال تحتاج إلى عمل ديبلوماسي دؤوب.

ثم أن التدخل الفرنسي "الجيد" يحظى بموافقة أمريكية - روسية، ويقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بجولة اتصالات دولية إقليمية لا سيما مع كل من إيران وتركيا.

وبات التدخل الفرنسي ذا تأثير، فكل المواقف الدولية عملت على تخفيف المخاطر لكي لا يهتز الاستقرار وعملت على التهدئة وعدم المواجهة وتسعى لتجنيب لبنان حرباً اسرائيلية عليه، لكنها لم تؤدِ بعد إلى حل الأزمة اللبنانية مع الإشارة إلى أن الأمن في الداخل ممسوك، لكن الأمن الخارجي أيضاً لناحية التعرّض لعدوان لا يمكن حسم احتمالاته، وستستكمل المساعي الفرنسية لتسوية لبنانية وتسوية عربية إقليمية.