الرئيس الإيراني حسن روحاني مستقبلاً الرجل الثاني في كوريا الشمالية كين يونغ نام.(أرشيف)
الرئيس الإيراني حسن روحاني مستقبلاً الرجل الثاني في كوريا الشمالية كين يونغ نام.(أرشيف)
الإثنين 4 ديسمبر 2017 / 12:02

مخاوف جديدة من تعاون نووي بين إيران وكوريا الشماليّة

كتب الصحافي غاي تايلور تقريراً لصحيفة "واشنطن تايمس" الأمريكية ربط فيه بين مجموعة من الأبحاث التي تظهر احتمالات وجود تعاون بين كوريا الشمالية وإيران حول البرنامج الصاروخي للبلدين.

المعهد اقترح وجود تشارك لتكنولوجيا الصواريخ البالستية حيث هنالك سلسلة من الاتصالات السرّيّة مع تقنيين إيرانيين متخصصين في المجال الصاروخي من "مجموعة شهيد همت الصناعية"

وقال إنّ سلسلة من الاجتماعات الرفيعة المستوى بين مسؤولين من البلدين دفعت إلى بروز مخاوف في دوائر الأمن القومي الأمريكي تجاه عمق التعاون في تكنولوجيا الصواريخ البالستية بين عدوّي الولايات المتحدة. واستشهد تايلور بداية بدراسة نشرها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى وأعدّها الباحث جاي سالومون صاحب كتاب: "حروب إيران: ألعاب التجسس، معارك المصارف، والعروض السرية التي أعادت تشكيل الشرق الأوسط". ووجدت الدراسة أنّ المخابرات الأمريكية لحظت وجود مسؤولين إيرانيين في كوريا الشمالية خلال السنة الماضية. وهذا ما رفع من احتمال أن تكون طهران وبيونغ يانغ تتشاركان في بعض التكنولوجيا العسكريّة بينهما.

وتعاظمت المخاوف من هذا التعاون يوم الثلاثاء الماضي مع إطلاق كوريا الشماليّة صاروخاً بالستيّاً لأوّل مرة منذ شهرين ونصف وقد حلّق لمدة 23 دقيقة قبل أن يسقط في بحر اليابان. وأجرى مسؤول كوريّ شمالي واحد على الأقل زيارة إلى إيران مؤخراً، حيث استقبلت طهران كيم يونغ نام، الشخصية الثانية في النظام الكوري في أوائل أغسطس (آب) الماضي. وكان السبب الرسمي لتلك الزيارة حضور حفل تنصيب روحاني في ولايته الرئاسيّة الثانية، لكنّ طول مدة هذه الزيارة أقلق المسؤولين في واشنطن كما قال المعهد.

ترامب ذكر المسألة
ذكّر تايلور بأنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال خلال تقديم استراتيجيته الإيرانية الجديدة في 13 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إنّ "هنالك أيضاً العديد من الأشخاص الذين يعتقدون بأنّ إيران تتعامل مع كوريا الشماليّة. سأقوم بتوجيه تعليماتي إلى وكالاتنا الاستخبارية للقيام بتحليل شامل وتقديم تقارير عن نتائجها بما يتجاوز ما سبق لها أن قامت بمراجعته". ويضيف تايلور أنّ معهد واشنطن كاد يشير إلى أنّ الدولتين تتعاونان مباشرة على تطوير الأسلحة النووية. لكنّ المعهد لفت النظر إلى أنّ موقف واشنطن الرسمي والوكالة الدولية للطاقة الذرية يبقى أن لا دليل حاسماً حول هكذا تعاون.

جواد موسوي في كوريا الشمالية
بالرغم ممّا سبق، يشرح تايلور أنّ المعهد اقترح وجود تشارك لتكنولوجيا الصواريخ البالستية حيث هنالك سلسلة من الاتصالات السرّيّة مع تقنيين إيرانيين متخصصين في المجال الصاروخي من "مجموعة شهيد همت الصناعية". وقد سافر هؤلاء السنة الماضية إلى كوريا الشمالية للمساعدة في تطوير محرّك صاروخ بزنة 80 طنّاً مخصص للصواريخ البالستية. ووجدت الدراسة أنّ واحداً من أبرز المسؤولين في الشركة، جواد موسوي، نسّق مع "كوميد" وهي مختصر اسم الهيئة الكوريّة للتعدين وتنمية التجارة. وقد وضعت الأمم المتحدة وواشنطن كوميد على لائحة العقوبات لتأديتها دوراً أساسياً في تأمين المستلزمات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية.

ماذا كشفت ويكيليكس سنة 2010؟

يشير تايلور إلى أنه سنة 2010، كشف مستند حكومي مسرّب عبر ويكيليكس، أنّ مسؤولي المخابرات الأمريكية يعتقدون بأنّ إيران حصلت على 19 صاروخاً متطوراً من كوريا الشمالية. حينها كتبت صحيفة نيويورك تايمس أنّ المخابرات توقعت وجود "تعاون عسكري وربما نووي بين كوريا الشمالية وإيران، أعمق بكثير ممّا كان معروفاً سابقاً". وبعد توقيع الاتفاق النووي مع طهران سنة 2015، رأى مراقبون أنّ إيران قد تحاول استكمال نشاطاتها غير المشروعة عبر مصدر ثالث، كما توقع مثلاً مدير سي أي آي آنذاك جون برينان. وقال الأخير: "علينا التأكد من أننا نعمل كل ما أمكن لكشف أيّ شيء (مرتبط بالنشاطات النووية) ... ما أقوله هو أنه يجب أن نكون متفقين على جميع المسارات المحتملة للحصول على أنواع مختلفة من قدرات (أسلحة الدمار الشامل).

أعمق مما هو متعارف عليه

وكتب تايلور أنّ مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات الأمريكية ومقرها واشنطن رأت في تقرير أصدرته السنة الماضية أنّ الروابط بين إيران وكوريا المشالية هي أعمق ممّا هو متعارف عليه، داعية واشنطن إلى معاقبة الشركات التي يمكن أن تساهم في هذا التعاون. ومع اعترافها بأن لا دليل علنياً حول التعاون النووي، أشارت إلى وجود عدد كبير من الأسئلة التي تبقى بلا إجابة حول إمكانية أن تقوم إيران بتطوير بعض نواحي برنامجها النووي في كوريا الشمالية. وهذا محتمل من خلال الشركات التي تمولها الدولتان والتي يمكن أن تكون قد ساهمت في جوانب أساسية تتعلق بأنشطة طهران النووية.