الموصل المدينة العراقية الأكثر تدميراً جراء الحرب (إ ب أ)
الموصل المدينة العراقية الأكثر تدميراً جراء الحرب (إ ب أ)
الإثنين 11 ديسمبر 2017 / 00:49

واشنطن ملتزمة بمساعدة العراق على التعافي من آثار الحرب

قال مسؤول كبير بوكالة المساعدات الحكومية الرئيسية في الولايات المتحدة، إن واشنطن ملتزمة بمساعدة العراق على التعافي من آثار ثلاث سنوات من الحرب ضد تنظيم داعش رغم خفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لميزانية المساعدات الأجنبية.

وأضاف مستشار الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، توماس ستال، أن الوكالة ستواصل تقديم الخدمات الإنسانية الأساسية ودعم إضافي للأقليات مثل تقديم الدعم النفسي الاجتماعي لأولئك الذين عانوا من الإبادة الجماعية والاستعباد والعنف.

وقال ستال، في مقابلة بالسفارة الأمريكية في بغداد، "الميزانية التي قدمها الرئيس تضمنت خفضاً نسبته 30%، لكن بالنسبة للعراق فإننا ندرس في الحقيقة تمويلاً إضافياً، خصوصاً لضحايا تنظيم داعش".

وأفصح ترامب عن موقفه بخصوص المساعدات الخارجية خلال حملته الانتخابية، واصفاً إياها بأنها إهدار لإيرادات الضرائب الأمريكية. واقترح البيت الأبيض خفض ميزانية المساعدات الأجنبية بمقدار الثلث.

وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، يوم السبت، النصر النهائي على تنظيم داعش بعدما طردت القوات العراقية آخر فلول التنظيم من البلاد بعد ثلاث سنوات من سيطرة التنظيم المتشدد على نحو ثلث أراضي العراق.

وخلفت الحرب تأثيراً مروعاً على المناطق التي كان التنظيم يسيطر عليها. وتقول الأمم المتحدة إن نحو 3.2 مليون شخص لا يزالون مشردين بسبب الصراع.

وتشير آخر تقديرات العبادي إلى أن تكلفة إعادة الإعمار بعد الحرب تبلغ 50 مليار دولار، وهو رقم قُدر قبل أن تستعيد القوات العراقية السيطرة على الموصل بما ألحق أضراراً جسيمة بأكبر مدينة في شمال العراق.

وقال ستال، إن الحكومة الأمريكية قدمت مساعدات إنسانية للعراق بقيمة نحو 1.7 مليار دولار منذ أن سيطر تنظيم داعش على الشمال في 2014.

دعم الأقليات
يشمل ذلك مجموعة من المنح بلغ إجماليها 265 مليون دولار لصندوق تمويل الاستقرار في العراق التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في 2016 و2017. وقال ستال، الذي اجتمع مع قادة مسيحيين ويزيديين خلال زيارة للعراق مدتها 5 أيام، إن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية طلبت من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي التركيز على مناطق الأقليات.

وأضاف ستال، الذي التقى أيضاً مع فتاتين باعهما مقاتلو تنظيم داعش كسبايا، "كان المطلب الرئيسي من الجميع هو الأمن".

وفي 2014، قتل تنظيم داعش أكثر من ثلاثة آلاف يزيدي فيما وصفته الأمم المتحدة بحملة إبادة جماعية. وتم بيع آخرين للاستعباد الجنسي أو إجبارهم على القتال.

وأضاف ستال، أن العراق مستثنى من سياسة ترامب الخاصة بخفض المساعدات بسبب "المحنة الفظيعة" التي عاشها ضحايا تنظيم داعش على نحو خاص مشيراً إلى أن هذه السياسة تطبق على المدى القصير.

وتابع: "الحل في الأجل الطويل هو أن تقدم الحكومة العراقية الخدمات للمواطنين بطريقة أكثر فاعلية وكفاءة".

وأشار إلى أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تعمل بشكل مباشر مع وزارات عراقية لتدريب العمالة وتحسين الكفاءة، مضيفاً أن إصلاح نظام المشتريات يأتي بين الموضوعات التي تتصدر جدول الأعمال.

ويستشري الفساد في جميع أروقة الحكومة بالعراق الذي جرى تصنيفه في 2016 في المركز 166 بين 176 دولة على مؤشر الفساد لمنظمة الشفافية الدولية.

وقال العبادي مراراً إنه فور هزيمة تنظيم داعش سيبدأ في التركيز على مكافحة الفساد.