مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا (أرشيف)
مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا (أرشيف)
الجمعة 15 ديسمبر 2017 / 08:22

النظام السوري يُفشل مفاوضات جنيف

فشلت أحدث جولة من مفاوضات السلام السورية بوساطة الأمم المتحدة في جنيف في أن تحرز أي تقدم مع إلقاء المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا المسؤولية على الوفد الحكومي السوري لرفضه أي حوار مع المعارضة.

وقال دي ميستورا للصحفيين في جنيف في نهاية الجولة الثامنة من المباحثات الخميس: "لم أر أن الحكومة تتطلع حقيقة إلى ايجاد طريق للحوار أو التفاوض خلال هذه الجولة".

وأضاف دي ميستورا أنه بينما لم تضع المعارضة أي شروط مسبقة، طالب الوفد الحكومي بأن تسحب المعارضة بياناً سابقاً يدعو إلى استقالة الرئيس بشار الأسد.

وأوضح الوسيط الأممي أن مبعوثي الأسد لم تكن لديهم حتى الرغبة في التواصل مع المعارضة بشكل غير مباشر من خلال وسطاء الأمم المتحدة.

ونتيجة لذلك، عقد دي ميستورا وفريقه، فقط اجتماعات منفصلة مع كلا الطرفين.

ووفقاً لدي ميستورا، أبدت المعارضة استعداداً للحديث عن دستور سوري جديد وإجراء انتخابات برعاية الأمم المتحدة، في حين أراد الوفد الحكومي فقط الحديث عن الإرهاب في بلاده وعدم التطرق إلى التغيير السياسي.

وقال: "لم نجر مفاوضات حقيقية وتم تفويت فرصة ذهبية".

ويخطط دي ميستورا لإجراء جولة جديدة من المفاوضات في يناير (كانون الثاني)، لكنه قال إنه سيتعين عليه العمل على أفكار جديدة لتحريك عملية السلام قدما في المرة القادمة مثل تقديم خطوط عريضة فيما يتعلق بدستور وانتخابات.

كما اتهم يحيى العريضي، المتحدث باسم المعارضة، وفد الحكومة السورية بتعطيل المفاوضات.

وقال العريضي من جنيف: "إنهم ببساطة يتبعون قاعدة: إما أن نحكم أو ندمر سوريا".

وقال نصر الحريري رئيس فريق التفاوض للمعارضة إن عملية جنيف "في خطر كبير" وأن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مسؤولان عن حمايتها.

وأضاف الحريري في تصريحات للصحفيين في جنيف: "النظام السوري يتحدى ويقوض المجتمع الدولي بعرقلة" سبل إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.

وأكد الحريري أن مفاوضات السلام تحتاج إلى طرفين وأن وفد النظام السوري رفض إجراء أي محادثات مباشرة.

من جانبه، قال رئيس الوفد الحكومي السوري بشار الجعفري إن فريقه لن يدخل في أي حوار مع المعارضة ما لم تقم بإلغاء بيانهم الأخير الصادر في السعودية الذي يصر مرة أخرى على رحيل الأسد.

واتهم بعض الدول بدعم المعارضة "لتخريب" هذه الجولة من المفاوضات لأنهم "لا يريدون عملية جنيف أن تنجح كحل سياسي".

كان دي ميستورا صرح يوم الأربعاء بأن روسيا يجب أن تحث دمشق للعمل على التوصل لاتفاق سلام.

وفي الأشهر القليلة الماضية، حققت القوات الحكومة بدعم من حلفائها الروس مكاسب كبيرة على الأرض ضد مقاتلي المعارضة المدعومين من الغرب وكذلك الميليشيات بما في ذلك تنظيم داعش.

وفي وقت سابق من يوم الخميس، أحبطت القوات الحكومية هجوماً انتحارياً كان يستهدف مبنى للاستخبارات بالقرب من العاصمة دمشق، حسبما أفادت مصادر أمنية ووسائل إعلام حكومية.

وأضافت المصادر أن مركبة دورية أمنية طاردت سيارة مشبوهة في الضواحي الجنوبية للعاصمة حيث كان يعتزم السائق تفجيرها بالقرب من مرآب المبنى.

وقالوا إن الانفجار أسفر عن مقتل الشخص الذي كان ينوي التفجير دون وقوع خسائر أخرى.

كانت انفجارات مشابهة قد تعرضت لها دمشق خلال الأشهر الماضية. وفي أكتوبر (تشرين الأول)، أسفرت سلسلة هجمات انتحارية متزامنة في مقتل خمسة أشخاص على الأقل في وسط المدينة.