اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب للبحث في أزمة القدس.(أرشيف)
اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب للبحث في أزمة القدس.(أرشيف)
الأحد 17 ديسمبر 2017 / 12:32

أزمة القدس ألهبت المنطقة...أين السفراء الأمريكيون؟

أدى قرار إدارة ترامب إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، إلى زيادة التركيز على الجهود الديبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط، وخاصة عندما يتعلق الأمر بدور السفارات الأمريكية ووزارة الخارجية في تنفيذ السياسة الخارجية.

زغم الجهود الجارية للتوصل إلى السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، ولاحتواء النفوذ الإيراني وتحقيق أهداف عسكرية في كل من سوريا واليمن، لم يقم بعد الرئيس ترامب بتعيين سفراء في عدد من الدول الكبرى في الشرق الأوسط

ويشير مات ريسينر، مشارك في برنامج لدى مركز تابع لمؤسسة ناشونال إنتريست، إلى أنه بالرغم من الجهود الجارية للتوصل إلى السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، ولاحتواء النفوذ الإيراني وتحقيق أهداف عسكرية في كل من سوريا واليمن، لم يقم بعد الرئيس ترامب بتعيين سفراء في عدد من الدول الكبرى في الشرق الأوسط.

تأجيل ضار
ويرى الباحث أن تأجيل ترامب لتلك التعيينات الهامة يضر كثيراً بالجهود الديبلوماسية الأمريكية، فيما يقلل من احتمال تحقيق الولايات المتحدة لأهدافها في السياسة الخارجية.

وفيما قام ترامب بتعيين سفراء لدى إسرائيل ولبنان والبحرين والكويت، ما زالت دول هامة مثل السعودية وتركيا ومصر والأردن وقطر دون سفير أمريكي، مع قرب انضمام الإمارات العربية المتحدة للقائمة، عندما يشغر منصب السفيرة باربارا ليف هذا الشهر.

قنوات اتصال
ويقول ريسينر إن غياب سفير أمريكي عن منصبه ليس حالة عادية في الشؤون الديبلوماسية، وهو إجراء يتخذ عادة عند قطع العلاقات الديبلوماسية الأمريكية مع دول معينة، كما جرى مع سوريا وإيران. وعند وجود سفراء لأمريكا، فهم يلعبون دوراً رئيسياً في تقوية علاقات ثابتة عبر فتح قنوات اتصال بين زعماء دول معنية، فضلاً عن تطوير علاقات عمل مع قيادات البلاد التي يعملون فيها.

لاعب هام
وبرأي الباحث، إن غياب سفراء في الشرق الأوسط يصبح مفاجئاً أكثر عندما تؤخذ في الاعتبار أهمية الدول التي لا وجود فيها لسفراء. فمصر والأردن من بين الدول التي تتلقى أكبر المساعدات الخارجية من الولايات المتحدة، وتعتبر من بين أبرز الحلفاء العسكريين في المنطقة. وتعد السعودية من أكبر مصدري النفط للولايات المتحدة، وهي قوة إقليمية رئيسية في المنطقة، ولها دور هام في تحقيق توازن ضد تمدد النفوذ الإيراني باتجاه الشرق.

تجاهل تركيا
ووفقاً للكاتب، يفترض تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، حليف قديم لأمريكا وكان لها دور كبير داعم للسياسة الأمريكية في الأزمة السورية، وخاصة بعد التوترات الأخيرة بين السفير الأمريكي في أنقرة، جون باس، والحكومة التركية.

ويرى ريسينر أن غياب سفراء أمريكيين عن دول حليفة للولايات المتحدة، كانت له نتائج ديبلوماسية عكسية مؤسفة. ومن أبرز التطورات، والتي كان لها تداعيات مؤسفة، قرار ترامب المثير للجدل بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والذي أثار موجة شجب واسعة من قبل حلفاء أمريكا، ومخاوف في العالم العربي من تهميش الإدارة الأمريكية للمصالح العربية.

هواجس
ويلفت الباحث إلى أن تلك الهواجس حيال تهميش الإدارة الأمريكية للعالم العربي قد تضاعف بسبب تأخر تعيين سفراء لدول هامة في المنطقة، وخاصة بعد قرار ترامب الأخير حيال القدس. وفيما ليس هناك من سبب للظن أن تعيين سفراء جدد في جميع دول الشرق الأوسط سيغير قرار ترامب، لكن إتمام تلك التعيينات سيكون بمثابة إجراء جاء في وقت مناسب لتحسين قدرة الولايات المتحدة على معالجة تداعيات هذا القرار بكفاءة وفعالية أوسع.
ويختم الباحث بالإشارة لتحديات كبرى ستواجهها إدارة ترامب، في سعيها لتحقيق أي من أهداف سياستها الخارجية في الشرق الأوسط، في حال بقي سفراؤها غائبين عن دول هامة في المنطقة.