الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الأربعاء 17 يناير 2018 / 13:39

ديبلوماسية تركية متعثرة.. ماذا يحصل بين أنقرة والغرب؟

قبل سنوات، كانت محاولات إعادة ترتيب تركيا لسياستها الخارجية الموالية تقليدياً للولايات المتحدة، محور نقاشات وتوقعات لدى الأوساط السياسية في الغرب.

وعندما تنصح الولايات المتحدة مواطنيها بعدم السفر إلى تركيا، يكون لذلك آثار حقيقية على قطاع السياحة التركية

ويبدو أن سلسلة السجالات الأخيرة بين إدارتي دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان (رجلان لا يترددان في خوض مواجهات) قد أضافت بعداً جديداً إلى تلك المخاوف. لذا يسأل ناثانييل هاندي، كاتب وأكاديمي مؤلف كتاب "علاقات تركيا المتغيرة مع جيرانها"، عن تفسير لما يجري بين الغرب وتركيا.

ردود سريعة
ولفت هاندي في موقع "فير أوبزرفر" إلى وجود توتر في العلاقات بين حليفين قديمين. فقد حصلت، خلال الأشهر الأخيرة، سجالات بشأن تعليق الولايات المتحدة خدمات منح تأشيرات زيارة في سفارتها وقنصلياتها في تركيا، رداً على اعتقال أحد العاملين الأتراك في قنصليتها في إسطنبول، وبسبب تكرار انتقادات تركية لأمريكا لمساعدتها ميلشيا واي بي جي الكردية.

تحرك أبعد
وبحسب الكاتب، يمكن النظر إلى تلك الانتقادات الأخيرة من باب تحرك أبعد نطاقاً عن الدعم اللامشروط الذي تقدمه تركيا إلى الولايات المتحدة. ويعود ذلك في جذوره لانتقال السلطة من أيدي نخبة تقليدية ليبرالية – علمانية إلى نخبة دينية محافظة. وكان من بين أبرز المؤشرات على ذلك التحول، رفض البرلمان التركي السماح للولايات المتحدة باستخدام قاعدة إنجيرليك الجوية في جنوب شرق تركيا في الحرب العراقية لعام 2003.

ديبلوماسية متعترة
ويرى هاندي في قرار تركيا بنصح مواطنيها بعدم السفر إلى الولايات المتحدة بأنه قرار يندرج في إطار موقف ديبلوماسي – أو غير ديبلوماسي- عوضاً عن أن يكون كرد على تهديد فعلي. فقد جاءت النصيحة التركية فوراً بعد نصيحة أصدرتها الولايات المتحدة لأمريكيين بعدم التوجه إلى تركيا بسبب" مخاطر أمنية متصاعدة ووقوع عمليات إرهابية واعتقالات عشوائية"، بحسب ما جاء في رسالة وزارة الخارجية الأمريكية.

تباين
ورغم ذلك، تفضل تركيا النظر لذلك السجال الديبلوماسي من نفس الزاوية التي ينظر إليها في سياق التشابكات الأمريكية- الروسية. لكن هناك تباين كبير بين الحالتين. فالوقائع تشير إلى أن العلاقات الأمريكية – التركية عميقة وأن الولايات المتحدة قوة دولية عظمى وتركيا دولة حليفة لها. وعندما تنصح الولايات المتحدة مواطنيها بعدم السفر إلى تركيا، يكون لذلك آثار حقيقية على قطاع السياحة التركية.

من جانب آخر، يقول الكاتب إن النصيحة التركية ليست سوى استعراض ديبلوماسي، ولن تؤثر على الولايات المتحدة ولا على اقتصادها. ورغم أن الرئيس التركي، أردوغان، يود أن ينظر لها من ذلك المنظار، فإن الهدف الرئيسي من ورائّها كان توجيه رسالة إلى الرئيس ترامب. ولكن المشكلة تكمن في أنه عندما يكون الشريك ضعيفاً في علاقة غير متكافئة، فإن تلك التصرفات قد يجعل الدولة الأضعف تظهر في صورة الدولة المشاكسة، لا الدولة المهددة أو المحذرة.

إعادة توجيه للسياسات
وقد يقول بعضهم إن تلك المواقف تحمل في طياتها خطر تخلي تركيا عن حلفائها في الغرب. ولكن لا بد من التساؤل عن السبب الذي قد يدفع تركيا للإقدام على خطوة كهذه. ويشير الكاتب لنظريات بشأن إعادة توجيه السياسة الخارجية التركية نحو الشرق الأوسط والصين، وحتى تجاه روسيا بقيادة فلاديمير بوتين، والتي تلبي معظم احتياجات تركيا من الطاقة. ولكن ليس أي من تلك البدائل مقنعاً بحد ذاته، بل ما زالت تركيا بحاجة للبقاء داخل المدار الأمريكي والغربي عموماً.