الملك الأردني عبدالله الثاني بن الحسين ونائب الرئيس الأمريكي مايك بنس.(أف ب)
الملك الأردني عبدالله الثاني بن الحسين ونائب الرئيس الأمريكي مايك بنس.(أف ب)
الثلاثاء 23 يناير 2018 / 15:18

بنس في الشرق الأوسط.. الرجل الخطأ في التوقيت الأسوأ

قام نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس بجولة في المنطقة شملت مصر والأردن وإسرائيل، لدعم جهود إدارة الرئيس دونالد ترامب على صعيد "الاتفاق النهائي" للسلام إلى الشرق الأوسط.

بنس هو أكثر مسؤول في الإدارة الأمريكية ضغط لاتخاذ قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل انسجاماً مع قاعدته الإنجيلية التي تهتم جداً بالمسألة

وقال الصحافي إيلان غولدنبرغ  في مجلة "فورين بوليسي" إنه في مراجعته للزيارات الخارجية للمسؤولين الأمريكيين الكبار، رأى إنه كان على بنس أن يلغي جولته.

فبعد قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، أقر المسؤولون في البيت الأبيض بأن الفلسطينيين في حاجة إلى "فترة تبريد" قبل أن يكون في امكانهم العودة إلى نقاشات بناءة. لكن عوض الانتظار بصبر أن يبرد غضب الفلسطينيون، تصب الإدارة الأمريكية الوقود على النار، و زيارة بنس هي حلقة في سلسلة من الخطوات التصعيدية.

بيان تصعيدي
وكان بنس أعلن عن زيارته منذ شهر مما جعل الرئيس الفلسطيني محمود عباس يسارع إلى القول إنه لن يستقبله. ورد مكتب بنس ببيان تصعيدي اتهم فيه الفلسطينيين بتفويت فرصة أخرى للتوصل إلى السلام. ومذذاك تواصل إدارة ترامب البناء على ذلك. وغرد ترامب مهدداً بقطع المساعدات عن الفلسطينيين إذا لم ينضموا إلى المفاوضات. وعلقت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة السفيرة نيكي هايلي مساهمة بلادها في موازنة وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم "الأونروا"، حتى يوافق الفلسطينيون على العودة إلى المفاوضات.

بنس في أسوأ توقيت
ولاحظ غولدنبرغ أنه في وسط هذا المناخ أتت خطوة بنس- الذي يعتبر من أسوأ مسؤولي إدارة ترامب الذين يمكن إرسالهم إلى إسرائيل في مثل هذا التوقيت. فبنس هو أكثر مسؤول في الإدارة الأمريكية ضغط لاتخاذ قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل انسجاماً مع قاعدته الإنجيلية التي تهتم جداً بالمسألة. وبنس قريب كثيراً من هؤلاء الذين يعتبرون الداعم الأساسي لإدارة ترامب. وفي الواقع كان بنس المسؤول الوحيد الذي ظهر مع ترامب خلال إعلان الأخير عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وليس مستغرباً أن يرفض الفلسطينيون مقابلته.

حائط المبكى
ورأى أنه من أجل جعل الأمور أسوأ، ذهب بنس إلى حائط المبكى، المكان الأكثر حساسية في القدس بعد شهر من العاصفة التي أثارها قرار ترامب حول وضع المدينة، وهي استفزاز غير ضروري. ولحسن الحظ أن قرار القدس لم يؤد إلى انفجار العنف. لكن لماذا المخاطرة بتفجير من خلال مثل هذه الزيارة العالية المستوى. والتصريحات التي أدلى بها بنس في الكنيست زادت من غضب الفلسطينيين. إن صورة بنس يتحدث في الكنيست ولا يلتقي بأي مسؤول فلسطيني لن يكون لها وقع جيد في العالم العربي أو في أي مكان آخر خارج إسرائيل.

ولفت إلى أنه ببساطة لم يكن ملحاً أن يقوم بنس بجولته في الشرق الأوسط في عطلة نهاية الأسبوع. والانعكاسات السلبية للزيارة واضحة ولن يكون في امكانه تحقيق شيء سوى تأجيج وضع سيئ أصلاً. كان يجب أن يبقى في الولايات المتحدة.