الأربعاء 24 يناير 2018 / 09:03

إمارات التسامح والتعايش

ابن الديرة- الخليج

الترحيب الذي لقيه غبطة يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، منذ أن وطأت قدماه أرض الإمارات المباركة، ولقاءاته مع كبار المسؤولين في الدولة، هو انعكاس لنهج إنساني أصيل تبنته دولة الإمارات العربية المتحدة مع اللحظات الأولى لإعلان قيامها في أوائل سبعينات القرن الماضي، بحكمة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

هذا النهج في التسامح والتعايش مع الآخرين والتعاون المشترك، واحترام حقوق الدول والأفراد، وقبولهم كما هم بلا صراع ولا محاولة التأثير على أفكارهم ومعتقداتهم، كان يستند إلى القيم الخالدة وتعاليم الدين الحنيف، وموروث الشعب عن الآباء والأجداد الذين أعلوا قيم العيش المشترك الآمن لصالح الجميع.

سياسة الدولة في التسامح والتعاون والعيش المشترك مع الآخرين وحرية العبادات والمعتقدات، تؤكدها القيادة الحكيمة للبلاد بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، في كل مناسبة، والعيش المشترك لنحو 200 جنسية على أرض الإمارات، يؤدون طقوسهم وعباداتهم كاملة بلا عوائق، يعتبر بمثابة شهادة عز وفخر للبلد الأصيل الذي لايسمح فقط بحرية العبادات، ولكنه يشجع عليها، والمساعدة في بناء الكنائس، موقف إماراتي مشهود تستحق عليه أرفع وسام دولي في التعايش السلمي بين الأمم والدول.

وجزء أساسي من خطابات قيادة الدولة، يؤكد على سياسة التسامح وقبول الآخرين، ونبذ العنف والكراهية وازدراء الأديان وحبس الأفكار والمعتقدات، ودائماً ما تكون المواقف تعبيراً عن واقع الحال ولا تسبقه.

لقد أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في كل المناسبات، أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو رئيس الدولة، تؤكد أهمية نهج التعاون المشترك، والاحترام المتبادل، والتسامح، واحترام حقوق الآخرين في حرية المعتقدات والعيش الآمن بين الجميع، وهو النهج الذي رفع رصيد الإمارات على المستوى الدولي، فباتت تحظى باحترام الجميع.

هذه السياسة لم تقتصر على الدولة ومؤسساتها، لأن إنسان الإمارات هو أيضاً مع قيادته على الطريق نفسه، يحترم الآخرين ويستوعبهم ويتعايش معهم، ويفتح بلاده للجميع للعمل والعيش الملتزم باحترام الغير بما يسمح له بممارسة حياته الخاصة بحرية تامة، في إطار القانون الذي يطبق على الجميع سواسية بلا أي استثناءات.

القيم الإنسانية الجميلة التي تتبناها الإمارات سياسة دولة وسلوك شعب، يجب أن يحافظ الجميع عليها ويعمل على تطويرها باستمرار، وتستمر جزءاً أساسياً في مناهجنا الدراسية والتربوية للصغار في دور الحضانة وحتى رجالنا الشباب في مختلف مؤسسات التعليم العالي، ومواقع العمل.