الإيرانية التي خلعت حجابها في شارع الثورة في ديسمبر (أرشيف)
الإيرانية التي خلعت حجابها في شارع الثورة في ديسمبر (أرشيف)
الأربعاء 31 يناير 2018 / 15:10

إيرانيات يخلعن الحجاب لتحدي النظام.. رغم الاعتقالات

24- زياد الأشقر

كتبت كريستينا مازا في مجلة "نيوزويك" أن الشابات في إيران، جزء من جيل جديد من الناشطات اللواتي يعترضن على القيود الصارمة في اللباس الشرعي، وعلى خطى امرأة باتت رمزاً للاحتجاج الشعبي في ديسمبر (كانون الأول)، فإن شابات آخريات يقفن الآن على صناديق الهواتف في الشوارع ويعمدن إلى نزع الحجاب عن رؤوسهن.

النساء يمكن أن يواجهن الاعتقال والسجن بسبب خلعهن الحجاب في الأماكن العامة، لكن النساء يظهرن التحدي بشجاعة، مشيرين إلى أن الجيل الجديد لا يجب أن يبقى صامتاً

وظهرت ست نساء على الأقل على وسائل التواصل الاجتماعي يخلعن الحجاب علناً الاثنين.

وحقق هاشتاغ عن دور النساء في التغيير الاجتماعي بعنوان "فتاة شارع الثورة" رواجاً واسعاً على موقع تويتر.

وهذه الصور هي جزء من الحركة الاجتماعية التي يطلق عليها اسم "الأربعاء الأبيض"، حيث تقوم نساء بنشر صورهن على وسائل التواصل الاجتماعي مرتديات الحجاب الأبيض أو قطعة ثياب بيضاء تعبيراً عن الاحتجاج.

وقال بعض الخبراء إن الاحتجاجات نجحت في الضغط على الحكومة لإبداء المرونة حيال تطبيق قانون وضع الحجاب.

وفي أواخر ديسمبر (كانون الأول)، أعلنت الحكومة أن النساء في العاصمة طهران لن يعتقلن إذا شوهدن حاسرات الرأس.

خطوة إلى الأمام
ونقلت عن المحامية في شؤون حقوق الإنسان التي تتعاطى في الشأن الإيراني غيسو نيا التي تتخذ لوس أنجليس مقراً لها أن "هذا المسار كان خطوة مهمة إلى الأمام، لكنها تعكس الحقيقة على الأرض في العاصمة حيث هناك تخفيف متزايد للحجاب في بعض الأحياء".

وأشارت الكاتبة إلى أن النساء اللواتي ينتهكن اللباس الشرعي سيُرسلن إلى مدارس مختصة بالقيم الإسلامية عوض اعتقالهن.

وفيما يقول بعض المنتقدين إن احتجاجات "الأربعاء الابيض" قد تحمل السلطات على التشدد في ارتداء الحجاب مجدداً، فإن نيا تجادل بأن المثابرة على النشاطات أجبرت السلطات على تخفيف قبضتها في تطبيق قانون ارتداء الزي الإسلامي.

وأضافت :"حصل ذلك بفضل المثابرة. إن أية مكاسب في هذا المجال تعود للثبات والتحديات المرئية لهذه القوانين".

الشجاعة
وقالت إن المرأة التي تحولت إلى أيقونة للاحتجاجات، بعدما انتشرت صورتها وهي تخلع الحجاب، أُطلقت الإثنين بعد شهر من اعتقالها.

وتعتقد جماعات حقوق الإنسان أن السلطات أفرجت عنها لتهدئ من احتجاجات "الأربعاء الأبيض".

ومع ذلك فإن امرأة ثانية قالت جماعات حقوق الإنسان إنها تدعى نرجس حسيني، اعتقلت الإثنين لمشاركتها في الاحتجاج.

 وقال المحلل الإيراني أوميد ميماريان للنيوزويك إن "العصيان المدني مكلف، وإن النساء يمكن أن يواجهن الاعتقال والسجن بسبب خلعهن الحجاب في الأماكن العامة، لكن النساء يظهرن التحدي بشجاعة، ويُشرن إلى أن الجيل الجديد لا يجب أن يبقى صامتاً".

احتجاجات متفرقة
وذكًرت كريستينا مازا بأن الاحتجاجات المتفرقة ضد فرض الحجاب بالإكراه كانت تحصل بشكل عشوائي منذ 1983، منذ أقر مجلس الشورى الإيراني قانوناً يجعل ارتداء الحجاب إلزامياً.

البعض يقول إن هذه التحركات تعود إلى ما قبل الثورة الإيرانية وخلع الشاه في 1979، الذي فر من البلاد بعد أربعة عقود في السلطة.

وبعد أسبوعين عاد الخميني من المنفى ليحكم سيطرته على إيران.

ويقول خبراء إنه في تلك الفترات من الإضطراب السياسي، حاولت النساء أن يحتفظن ببعض السيطرة على طريقة لباسهن.