حفريات إسرائيلية في القدس.(أرشيف)
حفريات إسرائيلية في القدس.(أرشيف)
الجمعة 2 فبراير 2018 / 14:47

تقرير أوروبي يفضح إسرائيل...تستخدم السياحة في تشريع المستوطنات

24- زياد الأشقر

كتب أوليفر هولمز في صحيفة "غارديان" البريطانية أن إسرائيل تطور مواقع أثرية وسياحية لإضفاء الشرعية على المستوطنات في الاحياء الفلسطينية بالقدس، بحسب تقرير أعده ديبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي.

المشاريع في أجزاء من القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، تُستخدم "كأداة سياسية لتعديل الرواية التاريخية ولدعم المستوطنات وتشريعها وتوسيعها

وقال إن تقريراً مسرباً حصلت عليه الصحيفة أفاد أن المشاريع في أجزاء من القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، تُستخدم "كأداة سياسية لتعديل الرواية التاريخية ولدعم المستوطنات وتشريعها وتوسيعها". وحدد التقرير مواقع الحفر التي يديرها المستوطنون في قلب المناطق ذات الغالبية العربية، فضلاً عن مشروع للسيارات التي تسير بواسطة الكابل مع محطات في الأراضي المصادرة، وتحديد المناطق المدنية المبنية كمنتزهات وطنية. وأفاد التقرير أن "القدس الشرقية هي المكان الوحيد التي تقام فيه منتزهات وطنية في أحياء سكنية".

صورة قاتمة
وأشار هولمز إلى أن هذه الوثيقة، التي هي عبارة عن تقرير سنوي يعده رؤساء البعثات الديبلوماسية للاتحاد الأوروبي في القدس، رسمت صورة قاتمة، وقالت إن الوضع بشكل عام في المدينة واحتمالات السلام قد تراجعت، وأن تهميش الفلسطينيين، الذين يشكلون 37 في المئة من سكان المدينة، لا يزال مستمراً، مع تدمير 130 منزلاً وتشريد 228 شخصاً. ولفتت إلى أنه مع رقم قياسي في خطط بناء المستوطنات والعزلة المادية للفلسطينيين بموجب وثائق إقامات مشددة، فإن "المدينة توقفت عن أن تكون إلى حد كبير، مركزاً اقتصادياً وحضرياً وتجارياً بالنسبة إلى الفلسطينيين". وقالت إن التنمية الأثرية والسياحية التي تقوم بها المؤسسات الحكومية وكذلك منظمات المستوطنين المستقلة تؤسس "سردية مستندة إلى استمرارية الوجود اليهودي في منطقة على حساب أديان وثقافات أخرى". ولفتت إلى أنه على رأس قائمة هذه المشاريع "مدينة داوود" التي هي عبارة عن حديقة أثرية تمولها الحكومة في ضاحية سلوان العربية. ويدير هذا المكان منظمة استيطانية "تروج لسردية يهودية حصرية، بينما تفصل المكان عن محيطه الفلسطيني".
 
مستوطنات سياحية   
وتحدث التقرير عن وجود 450 مستوطناً في ظل حماية مشددة في سيلوان التي يقيم فيها عشرة آلاف فلسطيني. وحذر من أن عمليات الطرد المستمرة والوجود الأمني الإسرائيلي المتزايد، قد أديا إلى توتر في المنطقة. ووافقت الحكومة الإسرائيلية في مايو (أيار) على مشروع سيارات تسير بالكابل للربط بين القدس الغربية والمدينة القديمة التي لا تزال تعتبر دولياً أراضي محتلة". ومع توقعات بأن يتم تشغيل الخط عام 2020 لنقل أكثر من ثلاثة آلاف شخص في الساعة، فإن التقرير حذر من خطة "مثيرة للجدل" سيكون من شأنها تعزيز "المستوطنات السياحية". كما يهدف المشروع في مرحلته الثانية التي لم تجرِ الموافقة عليها بعد، إلى التمدد في عمق القدس الشرقية. وأشار إلى أن "المنتقدين وصفوا المشروع بأنه يحول القدس المصنفة على لائحة التراث العالمي إلى حديقة تجارية بينما السكان الفلسطينيين المحليين غائبون عن السردية التي يجري ترويجها بين الزائرين".
 
تدهور الوضع الأمني
وإلى ذلك، حذر الديبلوماسيون من أن مشروع سيارات الكابل، يمكن أن تؤدي إلى تدهور الوضع الأمني، كونه لا يبعد أكثر من 130 متراً مجمع الحرم القدسي الشريف الذي يقول اليهود إن جبل الهيكل يقع تحته. والصيف الماضي، قتل مسلحون شرطيين إسرائيليين عند مدخل المكان، وأدى قيام إسرائيل بنصب آلات كشف معدني عند أبواب المجمع إلى مزيد من الصدامات.