مقاتلان من قوات سوريا الديمقراطية.(أرشيف)
مقاتلان من قوات سوريا الديمقراطية.(أرشيف)
الأحد 4 فبراير 2018 / 13:15

أمريكا في سوريا...مخاوف من سيناريوات كارثية

في نهاية الأسبوع الثاني من العملية التركية "غصن الزيتون" في عفرين السورية والهادفة إلى محاربة وحدات حماية الشعب (YPG)، التي تعتبرها أنقره امتداداً لحزب العمال الكردستاني (PKK) المحظور، يتواصل التوتر بين الأتراك والأمريكيين ولكن بصورة منضبطة.

يسود البنتاغون قلق من احتمال بدء سحب قوات YPG، الغاضبة من عدم معارضة الولايات المتحدة للتدخل التركي في عفرين، مزيداً من مقاتليها في حربها ضد داعش

ولفتت كانسو جامليبيل، كاتبة سياسية في صحيفة "حريت" التركية، إلى إدراك الولايات المتحدة أن فرصها في إقناع الأتراك بوقف هجومهم على عفرين دون تقديم بعض التنازلات، ضعيفة إن لم تكن معدومة.

أولوية وحيدة

وفيما تسعى أمريكا لمحاربة النفوذ الروسي والإيراني على المسرح السوري، ليست واشنطن مستعدة للتخلي عن حلفاء الفوز بالحرب، قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، المكون الرئيسي لمقاتلي YPG. ولهذا السبب تتركز أولوية واشنطن الوحيدة، في الوقت الحالي، في منع سيناريوات قد تفضي لمواجهة بين جنود أمريكيين وأتراك.

تعديل جديد
وتشير جامليبيل لتوافق مشترك في العاصمة الأمريكية على أن الجيش التركي لن يستكمل هجومه قبل الصيف المقبل. ويعتقد كثيرون أن الرئيس رجب طيب أردوغان قد يجري استعداداته للدعوة لانتخابات مبكرة في الذكرى الثانية للمحاولة الانقلابية في 15 يوليو(تموز) 2016، والتي تأتي في يوم أحد هذا العام. ويتطلب هذا السيناريو تعديلاً دستورياً جديداً من أجل تغيير موعد الانتخابات، نظراً لأن الانتخابات العامة يجب أن تجرى في نفس يوم الانتخابات الرئاسية.

احتمالات
وبحسب الكاتبة، لربما يعتقد الأمريكيون أن كل شيء ممكن عندما يتعلق الأمر بتركيا. ويعتقد مراقبون للأوضاع في تركيا أن سيناريو انتخابات مبكرة أكثر ترجيحاً لأنه يتماشى مع الرواية القائلة إن "عملية غصن الزيتون" القصد منها تنفيذ أجندة سياسية لحشد الناخبين القوميين خلف الرئيس أردوغان، ولا تستند لرؤية استراتيجية بعيدة المدى. وإذا كانت انتخابات مبكرة هي حقيقة ما وضعه أردوغان في حسابه، فإن الأمريكيين يعتقدون أيضاً باحتمال تنفيذ عمل عسكري تركي في مدينة منبج في الربيع، حيث تواصل قوات خاصة أمريكية حراسة المنطقة.

سيناريو كارثي
وترى جامليبيل أن الأمريكيين ينظرون إلى هجوم تركي ضد قوات قسد المسيطرة على منبج باعتباره سيناريو كارثياً. كما يتخوفون من هزيمة الأكراد في حربهم ضد داعش. وقد نجحت واشنطن في منع مواجهة، حتى مع موسكو، رغم تسجيل عدد من الحالات أوشكت فيها مقاتلات أمريكية على خوض مواجهات خطيرة مع طائرات روسية. وبالنسبة إلى حليفين ضمن الناتو، مثل تركيا والولايات المتحدة، تبقى آليات عدم التصادم أساسية وسليمة، وقد طبقت تلك الآليات منذ بداية "عملية غصن الزيتون".

قلق
ولكن، يسود البنتاغون قلق من احتمال بدء سحب قوات YPG، الغاضبة من عدم معارضة الولايات المتحدة للتدخل التركي في عفرين، مزيداً من مقاتليها في حربها ضد داعش، من أجل مقاومة هجمات الجيش التركي. وتتخوف أجهزة أمنية في واشنطن من أن يخرب ذلك استراتيجيتها للسنوات الأربع الماضية في سوريا، وحيث أنقذ استعداد الأكراد لقتال الجهاديين أمريكا، من نشر عشرات الآلاف من قواتها البرية هناك. وبحسب البنتاغون، ينطوي ذلك السيناريو الكارثي على مخاطر جمة، منها عزل الولايات المتحدة في المنطقة، فضلاً عن تهيئة الفرصة للأكراد للميل نحو موسكو، كما فعل لاعبون كبار في سوريا.

تركيز
وفيما يركز البنتاغون حالياً على نتائج هجوم تركي محتمل على مدينة منبج، فإن لوزارة الخارجية الأمريكية مخاوفها الأكبر. فقد حذر ديبلوماسيون يعملون على الملف التركي، من سيناريو كارثي يتصوره البنتاغون سيؤدي لفشل الاستراتيجية الأمريكية في حربها ضد داعش في سوريا، وعندها تتحمل تركيا مسؤولية مصير الحرب الأمريكية هناك. وسيكون الوضع أشبه بما كان عليه في 2003، عندما رفض البرلمان التركي السماح لقوات أمريكية باستخدام أراضي بلاده لفتح جبهة شمالية ضد العراق.