د. علي بن تميم محاضراً عن العلاقات السعودية الإماراتية في الرياض.(أرشيف)
د. علي بن تميم محاضراً عن العلاقات السعودية الإماراتية في الرياض.(أرشيف)
الأحد 4 فبراير 2018 / 19:49

السعودية والإمارات والشراكة التاريخية

تشرفت يوم الجمعة بتلبية دعوة كريمة من ندوة الشيخ سعود المريبض، لحضور محاضرة تحمل عنوان "السعودية والإمارات .. شراكة تاريخية".

دول الجزيرة العربية رقم صعب لا يمكن تجاوزه بجرّة قلم وها ونحن اليوم في زمن اللحظة الخليجية، فالحلف السعودي- الإماراتي هو الذي سيعيد للعرب وحدتهم وقوتهم

ولم يكن ضيف المحاضرة إلا رجل الفكر والأدب الصديق العزيز وأستاذ الإعلام والصحافة د. علي بن تميم. بالنسبة لنا في السعودية، مثل هذه الزيارة هو خبر سعيد لأننا نحب أن نرى إخوتنا الإماراتيين وهم يزورون بلادنا ويتحدثون عن تجربة الإمارات العظيمة مع النجاح.

هذا ما حدث بالفعل، فقد تجلّى د. بن تميم وهو يتحدث عن الشراكة التاريخية بين الإمارات والسعودية التي تمتد لسنة تأسيس الاتحاد في 1971 ومع الملك فيصل والشيخ زايد اللذين ضربا أروع الأمثال في تجسيد شخصية الحاكم العربي العظيم، ذلك النوع الذي جمع بين الأصالة والمعاصرة وقبل مواجهة كل أنواع التحديات.

وتحدث د. بن تميم عن توجه الإمارات لتسمية هذا العام 2018 بعام الشيخ زايد وكانت الكلمات تتدفق من نبع المحبة الذي يحمله د. بن تميم لحكيم العرب زايد بن نهيان.

عندما نكتب لنتحدث عن الحلف الإماراتي- السعودي، فإننا نكتب عن الحلف الواقعي العقلاني الذي يصنع الفرق، فهو حلف سياسي عسكري اقتصادي استراتيجي، وفوق كل هذا هو حلف يقوم على المحبة الصادقة بين دولتين عربيتين شقيقتين، محبة على صعيد القيادة وعلى صعيد الشعب.

مثل هذا الحلف لا يمكن أن ينتهي أبداً، خصوصاً أن القيادة العليا في البلدين على مستوى من الوعي العميق بالتحديات التي تواجه المنطقة ولدى القادة القدرة على الجلوس مع بعضهم لدعم استمرار هذا التحالف وتقوية أركانه باستمرار.

لقد تصدعت كل التحالفات العربية في الماضي ولعل السبب في تصدعها، هو سعي السياسة العربية في ما مضى إلى إقامة أحلاف عربية تستبعد جزيرة العرب وقياداتها التاريخية من تلك الأحلاف. دول الجزيرة العربية رقم صعب لا يمكن تجاوزه بجرّة قلم وها ونحن اليوم في زمن اللحظة الخليجية، فالحلف السعودي- الإماراتي هو الذي سيعيد للعرب وحدتهم وقوتهم، فالسعودية والإمارات هما محور الاعتدال في العالم العربي وهما تبذلان الغالي والنفيس لإعادة التوازن والسلم الاجتماعي للعالم العربي بعد عاصفة الثورات التي مزقت الممزق وفتّتت المفتت.

الحلف الإماراتي- السعودي يقوم على العقل والعاطفة معاً، يقوم على المحبة والمصلحة أيضاً، فهناك أحاديث لم تصبح رسمية بعد، عن تقارب لم يشهد له العالم العربي مثيلاً يشمل توحيد عملة البلدين وما سيترتب على هذا الإجراء من مصالح اقتصادية عظيمة.

عندما يكون التحالف قائماً على مصالح يمكن ملاحظتها على الأرض فإن هذا من شأنه تعزيز جانب العاطفة التي لا يمكن التقليل من قيمتها بأي حال.

لقد أبهجتنا جداً زيارة د. علي بن تميم لمدينة الرياض ومحاضرته في ندوة سعود المريبض، وأتمنى من كل رجالات الثقافة والإعلام في الإمارات الشقيقة أن يخطوا بخطوات مشابهة، وأن يقوموا بقبول دعوات صوالين الثقافة السعودية وحضور مثل هذه الندوات التي تقرّب بين الأشقاء، وتجعلهم يرون عن كثب نقاط الالتقاء الكثيرة والتحديات التي تواجه هذا الاتحاد وبالتالي تكون الصورة المنقولة أوضح وأدق وهذا من شأنه توطيد وتعميق هذه العلاقة.