وزير الخارجية الأمريكي ريك تيلرسون.(أرشيف)
وزير الخارجية الأمريكي ريك تيلرسون.(أرشيف)
الثلاثاء 6 فبراير 2018 / 13:01

تيلرسون آخِر من يعلَم بما يحصل في واشنطن

24- زياد الأشقر

قبل عام، وقف ريك تيلرسون في المكتب البيضوي وأدى اليمين بصفته وزير الخارجية ال69 للولايات المتحدة. ومذذاك، يدور الحديث عن الموعد الذي سيترك فيه المنصب.

على رغم الاعجاب الشخصي الذي يكنه الديبلوماسيون الأجانب لتيلرسون- يقال إنه محاور ذكي وثابت- فإن قليلين يعتقدون أن وزارته هي المكان الذي يجب أن يذهب إليه المرء لمعرفة ما يحدث حقاً أو من أجل اتخاذ قرارات كبيرة

 كانت لتيلرسون أسوأ بداية لوزير خارجية في التاريخ الحديث-بدءاً بمنصب لم يكن يرغب فيه إلى رئيس لم يلتقِ به من قبل- وصيغت حوله روايات كثيرة من افتقاره إلى الإدارة، إلى المشاكل مع فريق الموظفين المحترفين، إلى التجويف البيروقراطي، والتوتر مع البيت الأبيض. وعلى رغم اعتباره في إحدى الفترات واحداً من الراشدين في الإدارة الذين سيلقى على عاتقهم تعديل الميول الغرائزية للرئيس، فإن ورقة نعيه جاهزة في البيت الأبيض منذ فترة.

ملء الشواغر وإطلالات إعلامية

مع ذلك، كتب ديريك تشوليت في مجلة "فورين بوليسي"، لا يزال تيلرسون في منصبه. وعوض الاستقالة (كما سرت شائعات على نطاق واسع الصيف الماضي)، أو إعفائه وتعيين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي أي إي" جورج بومبيو خلفاً له (وفق ما تردد عن وجود خطة لدى البيت الأبيض جاهزة في هذا الخصوص)، فإن تيلرسون لا يزال وزيراً للخارجية. وفي الآونة الأخيرة، ملأ الشواغر في المناصب العليا في الوزارة، الأمر الذي كان تسبب له بتوترات مع البيت الأبيض. وهو يحاول المضي في طريقه، عبر الإنخراط البناء مع الحلفاء حول مشاكل ديبلوماسية شائكة مثل كوريا الشمالية وإيران. ويكثر من إطلالاته العلنية، ليتحدث إلى الصحافة ويلقي خطابات مثلما هو متوقع من وزير للخارجية.

عناصر النجاح مفقودة
ويقول تشوليت: "كل هذا جيد. لكن يجب ألا نستنتج أن تيلرسون قد تحول إلى دين أتشيسون (أو حتى دين راسك). ليس بعد. إن التعيينات، وممارسة الديبلوماسية، وإلقاء خطابات عن السياسة الأمريكية هي الواجبات الأساسية لوزير الخارجية. ولكن عناصر النجاح- وهي الثقة عند التحدث مع الرئيس، والحصول على معلومات موثوقة، وموظفون يثقون بالمهمة التي يقوم بها الوزير، والقدرة على التحدث في القضايا السياسية الشائكة، وكسب الاحترام في الكابيتول هيل- لا يزال يفتقر إليها تيلرسون. وفوق كل ذلك، على رغم الاعجاب الشخصي الذي يكنه الديبلوماسيون الأجانب لتيلرسون- يقال إنه محاور ذكي وثابت- فإن قليلين يعتقدون أن وزارته هي المكان الذي يجب أن يذهب إليه المرء لمعرفة ما يحدث حقاً أو من أجل اتخاذ قرارات كبيرة".

 تجنب الدراما 
      
وأشار إلى أن البيت الأبيض لا يحبذ على ما يبدو الدراما التي ستنجم عن إعفاء تيلرسون من منصبه، والتي من شأنها أن تعطي الشعور بالأزمة. وقد لا يكون هو الشخصية المرشحة للمغادرة- هناك الكثير اليوم يقال عن مستشار الأمن القومي إتش آ. ماكماستر، الذي سيترك منصبه فور اتفاق الجيش على المكان الذي سيذهب إليه. وقد تكون أحد الاقتراحات المثيرة أن يتولى مسؤولية القوات البرية في كوريا.

وخلص إلى أن إنجازات تيلرسون قليلة، وربما إنجازه الأكبر أنه لم يُعف من منصبه أو يقدم استقالته. لكن لا يزال أمامه خمسة أشهر ليترك منصبه بحيث يكون وزير الخارجية الذي يمضي أقصر مدة في الوزارة، منذ ألكسندر هيغ في عهد الرئيس الراحل رونالد ريغن في الثمانينات من القرن الماضي.