سوريون عند معبر على الحدود التركية (أرشيف)
سوريون عند معبر على الحدود التركية (أرشيف)
الأحد 11 فبراير 2018 / 15:16

إذا تُرك أردوغان يوسّع عملياته في سوريا.. قد ينجو داعش

ذكر الكاتب السياسي روفي ليبور بأن تركيا تخوض حملتها العسكرية ضدّ عفرين في وقت يقود فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بلاده إلى انتصار تاريخي على إرهابيي داعش.

خدمت تركيا طويلاً كبوابة عبور لمقاتلي داعش الأجانب للدخول إلى سوريا، عبر غض النظر أو حتى ختم جوازات سفرهم. هذا التقاطع بين تركيا وداعش يناسب نمطاً من الدعم العلني أو السري من قبل أنقرة للمجموعات الجهادية بما فيها أحرار الشام وحماس

وكتب في موقع أمريكان ثينكر أنّه حين أوشكت الولايات المتحدة على تحقيق النصر الكامل، أمر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشن حملة جوية وبرية واسعة ضد وحدات حماية الشعب ومجموعات كردية أخرى حليفة لأمريكا في الحرب على الإرهاب.

وفي خطاب حال الاتحاد، تحدث ترامب عن التقدم الكبير الذي أحرزته بلاده في هذا المجال بعد سنة على تسلمه الرئاسة الأمريكية، مشيراً أيضاً إلى وجود مزيد من العمل لكي يتمّ إنجازه.

ومع ذلك، يبدي الكاتب أسفه لأنّ العديد من هذه المكاسب معرضة للخطر بسبب نية أردوغان في تدمير القوة الأساسية التي تحارب ضدّ داعش وهي قوات سوريا الديموقراطية "قسد" والتي تشكلت سنة 2015 والتي تتراوح نسبة الأكراد فيها ما بين 40 إلى 70%.

وقادت هذه القوات معركة تحرير الرقة العاصمة المزعومة للتنظيم الإرهابي. وأشار الرئيس الأمريكي إلى أنه من الضروري لهذه القوات أن تؤدي دوراً مركزياً في الانتقال إلى مرحلة سلمية ومستقرة تعقب الحرب في سوريا.

لا عدو لتركيا إلا الأكراد

شنت تركيا هجوماً ضدّ أكراد عفرين داعمة أيضاً فصائل من الجيش الحر وحركة أحرار الشام، ما أسفر عن قتل وجرح حوالي 500 شخص.

ونقل الكاتب عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إشارته إلى أنّ العدو الحقيقي الوحيد بالنسبة لتركيا في سوريا هم الأكراد وأنّها تدعم أيّ شيء يضر بمصلحة الأكراد.

ورفضت قوات سوريا الديموقراطية فكرة وجود عناصر من داعش في عفرين وقال المسؤول البارز فيها ريدور خليل إنّ "العالم بأسره يعلم أنّ داعش ليس موجوداً في عفرين".

وكان أردوغان توعد أيضاً بتوسيع الهجوم ليشمل منبج إضافةً إلى تأمين الحدود حتى العراق.

تعامل تركيا مع داعش
يشير ليبور إلى أن تركيا هي شريك غير موثوق به في الحرب ضدّ داعش كما أنّ حربها على القوى الكردية قد تساعد داعش على سرقة الانتصار بعدما شارف على النهاية بطريقة تؤذي مصالح الأمن القومي الأمريكي. لقد كانت بطيئة في الالتزام بالحرب على داعش، حتى أنّ ضرباتها المتفرقة ضدّ التنظيم جاءت بمعظمها رداً على اعتداءات داعش.

وأظهرت تقارير متعددة وكذلك صور الأقمار الاصطناعية أن نفط داعش ينقل من سوريا إلى تركيا. وخلال هجوم للوحدات الأمريكية الخاصة في مايو (أيار) 2015 ضدّ إرهابيّ داعشيّ تولى مهمة تهريب النفط من شرق سوريا يدعى "أبو سياف"، جمعت أدلة صلبة تثبت التعامل المباشر بين مسؤولين الأتراك ومسؤولين داعشيّين في تجارة النفط.

وقال مسؤول غربي إن الصلات واضحة لدرجة أنّ الأمر قد ينتهي بتأثيرات سياسية كبيرة على العلاقة بين واشنطن وأنقرة. وفي تقرير لشبكة أن بي سي الأمريكية في الشهر نفسه، أوضحت أنّ مبيعات النفط والغاز عبر تركيا تشكل ثاني أكبر مصدر لتمويل داعش.

وخدمت تركيا طويلاً كبوابة عبور لمقاتلي داعش الأجانب للدخول إلى سوريا، عبر غض النظر أو حتى ختم جوازات سفرهم. هذا التقاطع بين تركيا وداعش يناسب نمطاً من الدعم العلني أو السري من قبل أنقرة للمجموعات الجهادية بما فيها أحرار الشام وحماس.

لفرض عقوبات على أنقرة
وأضاف الكاتب أنّ اندفاع تركيا إلى ضرب قوات سوريا الديمقراطية سيكون اعتداءاً غير مسبوق من عضو في الناتو على عضو آخر. وسلّط الضوء على الحاجة الاستراتيجية لحماية الأكراد بما أنّهم حلفاء أمريكا، منتقداً التقارير التي تحدّثت عن أنّ مستشار ترامب لشؤون الأمن القومي أتش آر ماكماستر طمأن الأتراك بأنّ واشنطن لن تؤمّن سلاحاً للوحدات.

ووصف هذه السياسة بالمقلقة لأنها تظهر ضعفاً أمريكياً. وعلى الولايات المتحدة والناتو الطلب من تركيا تعليق عملياتها تحت طائلة مواجهة عواقب خطيرة، بما فيها العقوبات واستخدام القوة لحماية الجنود الأمريكيين وحلفائهم والتهديد بطردها من حلف شمال الأطلسي.

ويضيف الكاتب أنّ هنالك في الأساس أسباباً لفرض عقوبات على تركيا. فهي قد اشترت أنظمة أس 400 الدفاعية من روسيا وخرقت العقوبات الأمريكية على إيران. وطالب باستمرار أمريكا في تأمين الدعم العسكري الكامل لقوات سوريا الديموقراطية والوحدات نظراً إلى دوريهما في وقت الحرب والسلم على حدّ سواء.

وشدّد على أنّ هزيمة داعش يجب أن تتحقق لأسباب أخلاقية وأمنيّة، لكن إذا تُرك أردوغان يحقق مبتغاه، فقد تخسر قوات سوريا الديموقراطية وينجو داعش، من الضروري أن يدعم ترامب بالكامل "قسد" والوحدات ويعرض القوة الأمريكية.