وزير الخارجية الأمريكي ريك تيلرسون (أرشيف)
وزير الخارجية الأمريكي ريك تيلرسون (أرشيف)
الأربعاء 14 فبراير 2018 / 13:58

إحباط ديبلوماسي أمريكي من أسوأ قرار اتخذه تيلرسون

24- زياد الأشقر

كتب روبي غرامر ودان دي لوس في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أنه من بين كل القرارات التي اتخذها وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون على مدى عام من توليه المنصب، قرار واحد تسبب باستياء واسع في صفوف الديبلوماسيين في الخارج، ألا وهو التجميد الذي فرضه على تعيين أفراد من أُسر الموظفين، الأمر الذي أعاق العمل اليومي في السفارات، التي تعتمد بشكل أساسي على أفراد من عائلات الموظفين في مروحة من المهام، وقوّض معنويات العاملين في الخدمة الخارجية.

تخلى الوزير عن فكرة الإصلاح الشامل داخل الوزارة. وما جرى تقديمه في يوم من الأيام على أساس أنه عملية ترقى إلى "إعادة التصميم"، يسير اليوم نحو مقاربة أكثر تواضعاً

وأشار الصحافيان إلى أنه بعد 12 شهراً، تراجع تيلرسون عن التجميد، إلا أن مسؤولين حاليين وسابقين يقولون إن التعليق والاضطراب الذي تسبب بهما، قد أسفرا عن ضرر دائم.

تراجع
وعند اتخاذه قرار التجميد، رأى تيلرسون وقتها أن الإجراء ضروري ليعيد تنظيم الوزارة. لكن بعد سنة، تراجع الوزير عن الكثير من الأفكار التي روج لها مساعدوه في بداية مسعاه لاعادة التنظيم، ومن بينها دمج وكالة يو إس أيد بوزارة الخارجية. وعوض ذلك، ها هو يروج لتعديلات بسيطة مثل الحوسبة، وتوسيع نطاق العمل عن بعد، وإلغاء بعض مواقع المبعوثين الخاصين.

"تأثير المبادرة"
 ويتساءل المنتقدون داخل الوزارة وخارجها اليوم لماذا كان التجميد ضرورياً بالدرجة الأولى، إذا ما تم الأخذ في الاعتبار النطاق الضيق لطبيعة اعادة التنظيم. لقد تخلى الوزير عن فكرة الإصلاح الشامل داخل الوزارة. وما جرى تقديمه في يوم من الأيام على أساس أنه عملية ترقى إلى "إعادة التصميم"، يسير اليوم نحو مقاربة أكثر تواضعاً يطلق عليها "تأثير المبادرة".

تشويش وإحباط
وعلى الصعيد الداخلي، يصوّر مساعدو ترامب رفع التجميد بصفته مكسباً. لكن بعض الديبلوماسيين غير مقتنعين بهذه الفكرة. وقال ديبلوماسي سابق تقاعد مؤخراً أن هذه الخطوة تترك الإدارة أسوأ مما كانت عليه قبل تجميد التوظيف".

ورأى أنه "لا يمكنك وصف المعالجة الجزئية لجرح تسببت به لنفسك، بأنه مكسب".

وكان تيلرسون أعلن أول الأمر عزمه رفع قرار تجميد تعيين أُسر الموظفين في 12 ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي وسط عاصفة من التصفيق.

لكن في ما بات رمزاً لجهود تيلرسون في مجال إصلاح الوزارة، لم يحصل لاحقاً أي اتصال بالموظفين لرفع تجميد التوظيف، ما ساهم في زرع التشويش والإحباط.

وقال مسؤول في الوزارة اشترط حجب هويته :"لقد مضى على ذلك أشهر ولا أحد يفهم ماذا يجري".

خطوات ملموسة
وأضاف الصحافيان أن الاضطراب قد ينجلي قريباً بخطوات ملموسة من المتوقع أن يتخذها تيلرسون هذا الشهر. وقد أجاز الوزير 2449 وظيفة إضافية على جدول رواتب الوزارة، ليرفع فعلياً التجميد الأولي على التوظيف، حسب متحدث باسم  الوزارة. وهو يخطط لزيادة عدد الوظائف لأفراد ذوي تعليم عالٍ من عائلات الموظفين، في ما يعرف ب"برنامج الشركاء المهنيين الموسع"، من 200 إلى 400 وظيفة.

واستناداً إلى المتحدث باسم الوزارة: "هذا يعيدنا إلى مستويات التوظيف العادية". ولكن رغم ذلك قال المسؤول إن تجميد التوظيف في وزارة الخارجية يبقى سارياً.