توزيع مساعدات إنسانية إماراتية للسوريين في الأردن (وام)
توزيع مساعدات إنسانية إماراتية للسوريين في الأردن (وام)
الثلاثاء 6 مارس 2018 / 11:53

على العالم أن يعرف.. الإمارات من أكثر المانحين الدوليين سخاءً

كتب بيتر هيليير مقال رأي في صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية يوضح فيه ضرورة بذل مزيد من الجهد في مجال الإضاءة على المساعدات الإنسانية والتنموية التي تقدمها الإمارات العربية المتحدة.

هنالك حاجة لدى الإمارات من أجل بذل مزيد من الجهد، في جيرسي وبريطانيا وأمكنة أخرى، لشرح ما تقوم به في ما يرتبط بالمساعدات الخارجية

ويذكر هيليير، المستشار المتخصص في الشؤون الثقافية والتاريخية للإمارات، أنّه منذ حوالي السنتين والنصف كتب مقالاً في الصحيفة نفسها انتقد فيه قيام بعض وسائل الإعلام الأجنبيّة في تقديم صورة غير متوازنة عن الإمارات. فقد تغاضى هذا البعض عن النقاط الإيجابية للسياسات الإماراتية التنموية في البنية التحتية والتعليم والتسامح الثقافي والديني وغيرها من الجوانب المهمة.

وأضاف هيليير أنّ هذا الأمر يعود غالباً إلى واقع أنّ الإماراتيين ليسوا بارعين في إطلاع العالم على المزايا التي يتمتعون بها. لكنّ حوادث أخرى حصلت مع الكاتب خلال الأشهر القليلة الماضية دفعته إلى إعادة تسليط الضوء على هذا الواقع.

مئات الآلاف يستفيدون من دعمها
يشير هيليير إلى أنّ غالبية الناس في الإمارات على دراية جيدة بأنّ لدولتها سجلاً مهماً على مستوى مَنح المساعدات الإنسانية. ويتم تأمين الكثير من هذه المساعدات من خلال استجابة طارئة لكوارث طبيعية أو بشرية الصنع، إضافة إلى الكثير من القروض الميسرة والمِنح المقدمة لمشاريع التنمية. ومع مرور السنوات، ساهمت الإمارات بمبالغ طائلة استفاد مئات الآلاف منها في كثير من الدول. إنّ هيئات مثل الأمم المتحدة تعرّف الإمارات بكونها واحدة من أكثر المانحين سخاء حول العالم على مستوى المساعدات المقدمة للفرد الواحد كل سنة. إنّ الإعلام الإماراتي يذكر ذلك، إضافة إلى الخطابات السياسيّة الداخلية. يشرح هيليير ذلك كاتباً: "إنّه جزء ممّا نحن عليه كدولة".

دهشة

على الرغم مما سبق، لا يخفي الكاتب دهشته من وجود معرفة محدودة بهذا الأمر بين أفراد منخرطين في مجال المساعدات الدولية. في الصيف الماضي وخلال زيارة إلى جزيرة جيرسي البريطانية الواقعة في القنال الإنكليزي، إلتقى هيليير برئيسة مجلس إدارة وكالة المساعدات الأجنبيّة التابعة لتلك الجزيرة. واقترح عليها أن يقوم أيّ وزير من جيرسي، خلال سفر مستقبلي إلى الإمارات، بطلب عقد لقاء مع وزيرة التعاون الدولي لمعرفة ما إذا كان هنالك من مجال للتعاون على مستوى مشاريع المساعدات - في الأردن مثلاً- حيث أنّ الإمارات وجيرسي تؤمّنان المساعدات للاجئين السوريّين. غير أنّ الكاتب أعرب عن دهشته لأنّ رئيسة مجلس الإدارة لم تكن على علم مطلقاً بمشاريع المساعدات المكثفة للإمارات، مشيراً إلى أنه عاد وأرسل لها قاعدة بيانات ضخمة تؤكد ذلك.

ضرورة التمتع بمعرفة الحدّ الأدنى

خلال الشهر الماضي، زار وفد من النواب البريطانيين الإمارات للقيام بجولة تعارفية. من بين الوفد نائب في لجنة مجلس العموم للتنمية الدولية وهي اللجنة البرلمانية التي تشرف على عمل الوزارة البريطانية في شؤون التنمية الدولية. وسألت تلك النائب خلال اجتماع مع وزيرة التعاون الدولي ريم الهاشمي ما إذا كان الإمارات فعلت أي شيء في ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية حول العالم. ولهذا السبب يمكن للمرء أن يتخيّل دهشة الوزيرة ودهشة المراقبين من قلة معرفة مسؤولة بريطانية منخرطة في المساعدات الخارجية بهذا الموضوع، خصوصاً أنّ بريطانيا والإمارات تتعاونان غالباً خلال الكوراث في المجال الإنساني. طبعاً كان يجب على النائب المعنية أن يكون لديها معرفة الحد الأدنى بما تفعله الإمارات حتى ولو كان تركيزها الأساسيّ منصبّاً على السجل الخاص بالمملكة المتحدة في هذا المجال.

لبذل مزيد من الجهد

في الوقت نفسه، من الواضح أن هنالك حاجة لدى الإمارات من أجل بذل مزيد من الجهد، في جيرسي وبريطانيا وأمكنة أخرى، لشرح ما تقوم به في ما يرتبط بالمساعدات الخارجية. وبينما ينخرط الإماراتيون مع الحكومات الأجنبية ووكالات الإغاثة، لا تصل الرسالة من وراء البرامج الإماراتية للمساعدات الإنسانية إلى الجماهير التي يجب أن تكون مهتمة بهذا الموضوع. ويضيف الكاتب أنّ هنالك حاجة أكبر بكثير لكي تضمن الإمارات أن يصبح سجلّها الموثق في المساعدات الإنسانية والتنموية معروفاً ومفهوماً على نطاق عالمي أوسع.