السفير القطري في إيطاليا عبد العزيز بن أحمد المالكي (أرشيف)
السفير القطري في إيطاليا عبد العزيز بن أحمد المالكي (أرشيف)
الخميس 22 مارس 2018 / 13:36

بين الرواية القطرية والرواية الدولية.. على إيطاليا الاختيار

حضت الكاتبة سعاد سباي في مقال لها ضمن موقع "لا نووفا بوسولا كوتيديانا" الإيطالي (البوصلة الجديدة) سلطات بلادها على اتّخاذ موقف واضح من قطر ودورها في دعم المجموعات المتطرفة.

كيف يعلم المتحدثان القطريان أنّ إيطاليا لا تصدق الاتهامات (المكالة)، عملياً، من العالم العربي بأكمله؟

وأشارت في المقال الذي ترجمته صحيفة "المغربية" الإيطالية عبر نسختها الإنجليزية إلى كلمتين ألقاهما السفير القطري في إيطاليا عبد العزيز بن أحمد المالكي والموفد الخاص لوزارة الخارجية القطرية لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية النزاعات مطلق بن ماجد القحطاني في وقت سابق من هذا الشهر.

قالت سباي إنّ الكلمتين اللتين ألقاهما المسؤولان القطريان في كلية الدراسات العليا للشرطة ومقرها روما تثيران القلق. وكتبت أنّ السفير القطري قال إنّه بين إيطاليا وقطر "هناك رؤية استراتيجية حول الصراع ضد الإرهاب وهنالك أيضاً روح تعاون وصداقة وثقة". أمّا الموفد الخاص فأكد أنّ "المجتمع الدولي لم يصدّق الاتهامات ضد قطر عن تمويل الجهاد والإرهاب العالمي. لم تصدقها إيطاليا لأنّ قطر تتخذ خطوات صلبة لمحاربة الإرهاب ويمكنها أن تثبت ذلك".

استنتاجات قطرية مزاجية
بالنسبة إلى الكاتبة، لا يزال للبيانات العامة في السياسة والديبلوماسية أهميتها الخاصة ولذلك تطرقت إلى كلمتي المسؤولين القطريين. ففي المحاضرة، شدد ممثلا الحكومة القطرية على أنّ إيطاليا لا تصدق الاتهامات الموجهة ضدّ قطر لأنها خاطئة بحسب رأيهما. وهنا تسأل الكاتبة عمّا إذا كان هنالك مسؤولون قطريون قد تباحثوا مع إيطاليا حول هذه الاتهامات، قبل الخروج بهكذا استنتاج. وأضافت: "كيف يعلم المتحدثان أنّ إيطاليا لا تصدق الاتهامات (المكالة)، عملياً، من العالم العربي بأكمله؟ وأكدت أيضاً وجوب أن تتكلم إيطاليا وتعلن موقفها لأنّ هذا النوع من الكلمات خطير سياسياً وجيوسياسياً أيضاً. بمعنى آخر، ووفقاً لما أدلى به كل من المالكي والقحطاني، فإن إيطاليا لا تؤيّد الاتهامات العالمية ضدّ قطر حول تمويلها للإرهاب الجهادي المرتبط بتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي.

التقارير الاستخبارية والبحثية واضحة
إنّ المشكلة السياسية خطيرة. تضيف سباي، إنّ صحافيين، سياسيين، خبراء وكالات استخبارية ومسؤولين حكوميين يتحدثون عن دعم قطر للإرهاب. إضافة إلى هؤلاء، هنالك منظمات غير حكومية أيضاً درست السلوك القطري في هذا المجال مثل تقرير "قطر وتمويل الإرهاب" الذي أصدرته مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات الأمريكية، و"الإرهاب القطري ولعبة اللوم" للمركز الدولي لدراسة التطرف العنيف. تنتقد جميع هذه الجهات في تقاريرها ومقالاتها الصحافية علاقة قطر الخطيرة مع تطرف الإخوان المسلمين. لكن وفقاً للمحاضرة، هي جميعها على خطأ. ولذلك، تسأل الكاتبة الحكومة الإيطالية إذا كانت مستعدة لتحمل مسؤولية مناهضة أقوال هذه الأطراف كلها.

خطورة إصغاء إيطاليا للدوحة
قال المسؤولان القطريان إنّ بلادهما تتخذ خطوات صلبة في مكافحة الإرهاب. لكنّ الكاتبة تشدد على أنّ هذين الديبلوماسيين تحدثا عما تفعله الدوحة "ضدّ" لكنّهما لم يتحدثا عما تفعله الدوحة "لصالح" الإرهاب. وتساءلت سباي عمّا إذا كانت إيطاليا ستعلن عن رأيها في مسألة تمويل قطر للإرهاب الدولي. فمن المنصف بالنسبة إلى المواطنين الإيطاليين أن يعلموا الخطوات التي قد يتخذها مسؤولوهم في هذا الإطار خصوصاً أنّ قطر توقع عقود شراء كثيرة مع دولتهم، في مجالات الطيران والاستشفاء والمناطق السياحية ذات القيمة المرتفعة. وأوضحت أنّه إذا أرادت السلطات الإيطالية أن تأخذ بالاعتبار النسخة القطرية بالنسبة إلى تمويل الإرهاب وأن تسقط نسخة المجتمع الدولي، فعليها أن تتحمّل المسؤوليات كافة عن هذه الخطوة