منتخب تونس (أرشيف)
منتخب تونس (أرشيف)
الخميس 22 مارس 2018 / 19:38

رغم الانتقادات.. لاعبون لا يتحدثون العربية في "نسور قرطاج"

"عدّي (مرر)"، "باس (تمريرة بالفرنسية)".. على هذا النحو، يتنقل مدرب المنتخب التونسي لكرة القدم نبيل معلول بين لغة وأخرى خلال تدريبات المنتخب استعداداً لمونديال 2018، بتشكيلة نشأ ربعها في فرنسا، وانضم إليها أخيراً 4 لاعبين من حاملي الجنسيتين التونسية والفرنسية.

نشأ كل من إلياس السخيري (مونبلييه الفرنسي) ومعز حسن (شاتورو)، وسيف الدين خاوي (تروا)، وحتى يوهان بن علوان (ليستر سيتي الإنجليزي)، في فرنسا، وتمت دعوتهم للدفاع عن ألوان "نسور قرطاج" للمرة الأولى، خلال معسكر يسبق مباراتين وديتين يخوضهما المنتخب ضد إيران الجمعة، وكوستاريكا الثلاثاء المقبل.

وبعد بلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة والأولى منذ 2006، بذل الجهاز الفني للمنتخب جهداً لاستقطاب لاعبين من حملة الجنسية التونسية اكتسبوا مهارات كرة القدم في الملاعب الفرنسية، الهدف؟ تعزيز حظوظ المنتخب لتخطي الدور الأول في مجموعة سابعة صعبة في المونديال الروسي تضم إنجلترا وبلجيكا وبنما.

ولقيت دعوة هؤلاء اللاعبين انتقادات في تونس، ما دفع الاتحاد المحلي لكرة القدم للتأكيد أنه يبذل "كل الجهود لتوفير كل ظروف النجاح"، على أن يكون الهدف خلال المشاركة في المونديال "المواءمة بين لاعبي البطولة التونسية وبين لاعبي الجيل الثاني الناشئين في أوروبا".

ويؤكد قائد نادي مونبيلييه إلياس السخيري أن عملية التأقلم مع المنتخب "كانت مريحة جداً، إنها متعة كبيرة".

ويضيف لاعب الوسط الهجومي البالغ من العمر 22 عاماً: "الكل استقبلني بطريقة حسنة، لم يكن هناك أي داع للقلق، صحيح أنني لا أتقن العربية ولكن آمل في أن أتعلمها في أسرع وقت، وهذا ما سيساعدني على التأقلم".

ومن الواضح أن تنمية علاقة وثيقة بين لاعبي المنتخب تشكل ملفاً أولوياً لدى الجهاز الفني، ويظهر ذلك من خلال نشر مقاطع فيديو تظهر اجتماعهم حول مائدة الفطور والتعاون خلال الحصص التدريبية، لوضع حد لأي انتقادات حول صعوبة تأقلم الوافدين الجدد مع مجموعة من اللاعبين اختبرت تجربة اللعب معاً منذ التصفيات الأفريقية المؤهلة للمونديال.

ويبرر حارس المرمى معز حسن، تردده للالتحاق بالمنتخب، لانتظاره ان يصبح أساسياً في فريقه الفرنسي.

ورداً على سؤال حول المقارنة بين قرار لاعبين يحملون الجنسية المزدوجة بالانضمام إلى منتخب تونس، على عكس ما قام به "مواطنهم" وسام بن يدر الذي رفض الدعوة التونسية وتم استدعاؤه إلى المنتخب الفرنسي، أكد معز حسن أنه غير نادم على قرار الالتحاق بنسور قرطاج.

ويقول: "لعبت للمنتخب الفرنسي للناشئين، كانت أفضل تنشئة يمكن أن أحصل عليها"، مضيفاً: "لكن تثبيت نفسي في تونس هو سعادة أكبر".

وأضاف: "كان خياراً من القلب، والدي من تونس، وأنا أزور تونس أحياناً، من الحتمي أن أوقع هنا".

ويبدي حسن فخره باللعب إلى جانب الحارس التاريخي للمنتخب التونسي أيمن المثلوثي، بالقول: "عندما كنت صغيراً كان بمثابة مثالي الأعلى، واللعب إلى جانبه حالياً هو خبرة وسعادة".

وأسال ملف لاعب نادي إشبيلية الإسباني بن يدر الكثير من الحبر، لاسيما لجهة احتمال انضمامه إلى المنتخب، إلا أن اللاعب الذي تمكن بهدفيه من تأهيل ناديه الأندلسي إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا على حساب مانشستر يونايتد الإنجليزي، تلقى دعوة أولى للانضمام إلى المنتخب الفرنسي من قبل المدرب ديدييه ديشان، ما وضع حداً للآمال التونسية.

ولم يبد بن يدر من البداية استعداده للانضمام إلى المنتخب التونسي، لاسيما أن اسمه كان يتردد منذ فترة كأحد المرشحين لنيل الاستدعاء الفرنسي، وقال عنه ديشان الأسبوع الماضي إنه "فعال للغاية، له شخصية مختلفة، إنه حيوي ويتحرك كثيراً"، مشدداً على أن هدفيه في مرمى يونايتد لم يكونا السبب الرئيسي لاستدعائه، بل ما يقدمه خلال المواسم الأخيرة.

وكحال بن يدر، لم يتجاوب لاعب نادي أوغسبورغ الألماني راني خضيرة، شقيق سامي لاعب يوفنتوس الإيطالي، مع الدعوة التونسية، مشيراً إلى أن تحدثه اللغة الألمانية فقط أثر بشكل كبير على قراره، نظراً لما ستشكله اللغة من عائق في حال انضم إلى التشكيلة التونسية.

وبحسب الصحافي الرياضي فاروق عبدو: "تم الاتصال بالعديد من اللاعبين وهم لا يزالون يافعين، ويترددون، هذه خيارات صعبة في بداية الاحتراف".

ويؤكد عبدو أن "معز حسن الذي ينضم إلى مجموعة يصعب أن يكون فيها أساسياً في مواجهة البلبولي (المثلوثي)، جاء ليحضر مستقبله".

أما بن علوان فقد قبل الانضمام بعد دعوته مراراً، وبعد موسم جيد مع ليستر سيتي، وإضافة للأربعة الجدد القادمين من أوروبا، تضم تشكيلة معلول المؤلفة من 28 لاعباً، العديد من لاعبي الجيل الثاني الذين نشأوا في فرنسا، ومنهم وهبي الخزري (رين الفرنسي)، ونعيم السليتي (ديغون) وأنيس البدري (الترجي الرياضي التونسي)، وكذلك صيام بن يوسف (كاسيمباسا).

وبحسب فاروق عبدو، ظهر "خلال السنوات الماضية ضعف في القاعدة المحلية بسبب عدم التأهل في مناسبتين لكأس العالم، إضافة لمشاكل مالية تواجه النوادي الكبرى وقصور في التشكيلة".

ويرى أن استدعاء اللاعبين من حاملي الجنسية المزدوجة "هو انتداب هادف لتعزيز مجموعة محلية قوية".