رسم تعبيري.(أرشيف)
رسم تعبيري.(أرشيف)
الأحد 8 أبريل 2018 / 19:58

في الشأن الصحي

الرقي الذي وصلته البشرية وإيلاء الإنسان الاهتمام الذي يستحقه، جعل من المهم أن يطرح موضوع التغطية الصحية الشاملة على الطاولة، ويصبح مطلباً مهماً للأفراد والتزاماً ملحاً على الحكومات

السابع من إبريل (نيسان) كان يوم الصحة العالمي، ومن بين خضم الأجندة العالمية المكتظة بالأيام، فضلاً عن الأيام الإقليمية والمناسبات المحلية، فإني لا يمكن أن أخفي إعجابي بما يتحقق في اليوم العالمي للصحة. ففي حين أن كثيراً من هذه الأيام يبقى مجرد مناسبة احتفائية، أو ذكرى مرتبطة بيوم أو وسم، يبرز يوم الصحة العالمي مثالاً على ما يمكن أن يتحقق من منجز دائم انطلاقاً من مناسبة محدودة الساعات.

قُدِّر لي أن أزور في جنيف مقر منظمة الصحة العالمية، واستعدت هناك ذكرى اختيار يوم السابع من إبريل يوماً عالمياً للصحة إحياء لتأسيس المنظمة عام 1948. واكتشفت حينها أن اليوم وإن كان مرتبطاً بالمناسبة إلا أنه كان يمثل في كل مرة، ومرة بعد مرة، منطلقاً لقضية صحية كبرى. كما يمثل في الوقت ذاته منجزاً لعمل دؤوب على مدار سنة يبدأ من السابع من إبريل، لينتهي عنده.

هذا العام كانت القضية الكبرى ليوم الصحة العالمي هي التغطية الصحية الشاملة، وكان الإعلان عنها بكلمات في غاية الإيجاز: الصحة حق من حقوق الإنسان. حان الوقت ليتمتع الجميع وفي كل مكان بالتغطية الصحية الشاملة". فالرقي الذي وصلته البشرية وإيلاء الإنسان الاهتمام الذي يستحقه، جعل من المهم أن يطرح موضوع التغطية الصحية الشاملة على الطاولة، ويصبح مطلباً مهماً للأفراد والتزاماً ملحاً على الحكومات.

يأتي هذا العنوان العريض بعدما أنجزت منظمة الصحة العالمية وعلى مدار سنوات طويلة العمل على معالجة قضايا صحية جوهرية مثل: شلل الأطفال، والأمراض المعدية، وسلامة الدم، والمستشفيات الآمنة في عالم الحروب، وحماية الصحة من تغير المناخ، ومقاومة المكروبات.
كما أن اليوم العالمي للصحة يستشرف موضوعات مستقبلية ويدعم توجهات الدول في تطوير خدماتها الاقتصادية والاجتماعية من خلال طرح موضوعات مثل: المدن الصحية، والأمومة الآمنة، والعناية بالمسنين، والصحة النفسية، وأهمية الحركة والنمط الصحي في الحياة المعاصرة من حيث: الغذاء والحركة.

ثمة موضوعات تشكل أرقاً للمجتمعات مثل: السكري والكآبة. كان لها نصيب في آخر عامين، ففي عام 2016 كان شعار اليوم العالمي للصحة:  "مرض السكري"، وفي 2017 كان الشعار: "الكآبة .. دعنا نتحدث".
الصحة شأن عام. وأرى أنه حري بمن ينظر للمستقبل أن يقف عند السابع من إبريل.