جنود إسرائيليون عند السياج الشائك في الجولان (أرشيف)
جنود إسرائيليون عند السياج الشائك في الجولان (أرشيف)
الخميس 12 أبريل 2018 / 12:27

إسرائيل لن تقبل بواقع إيراني في سوريا

في زيارتها الأخيرة إلى بيروت كتبت روبن رايت، كاتبة سياسية في مجلة "ذا نيويوركر"، وزميلة في مركز وودرو ويلسون الدولي للأبحاث، أنها وقفت أمام مدفن جهاد مغنية تحت نفس اللوحة الرخامية السوداء التي تحمل اسم أبيه، عماد مغنية، ضمن جبانة خاصة أقامها حزب الله "لشهدائه" في سوريا.

يبقى هدف إسرائيل منع إيران وحزب الله من تجاوز خطوطها الحمراء، حيث لا يكون لهم وجود بالقرب من حدودها مع سوريا، ولا يكون لهم نشاطات تضر بمصالح إسرائيل

وتقول رايت أنها انكبت يومها على إحصاء عدد المدافن في تلك الجبانة التي تمثل مقياساً للثمن الذي دفعه حزب الله، وما زال، من أجل دعم النظام السوري.

حملة متصاعدة
وبرأي رايت، يكشف ضريح مغنية أيضاً أثر الحملة الإسرائيلية الهادئة، ولكن المتصاعدة، والرامية إلى تحدي وجود حزب الله وإيران في سوريا.
وقد بدأ نجم مغنية الابن يسطع بين صفوف حزب الله، برعاية الحرس الثوري الإيراني، عقب مقتل أبيه. وقتل جهاد، في عام 2015 في سوريا بأثر في غارة جوية إسرائيلية، مع خمسة من مقاتلي حزب الله وجنرال من الحرس الثوري الإيراني، عند اقتراب مدرعتهم من قرية القنيطرة، في مرتفعات الجولان.

مائة عملية
وفي سياق الحرب الأهلية السورية، تلفت كاتبة المقال لتنفيذ إسرائيل ما لا يقل عن مائة عملية عسكرية في سوريا. وفيما لم يعلن أحد مسؤوليته عن تلك العمليات، يعلم الجميع من أين جاءت. وقد تصاعدت الحملة في الأشهر الأخيرة مع اقتراب الحرب الأهلية من نهايتها. فقد ضربت إسرائيل مجدداً، قبل فجر يوم الاثنين الأخير، قاعدة T-4 ( تيفور) العسكرية، بالقرب من حمص، في وسط سوريا، مما أدى إلى مقتل 14 شخصاً، منهم أربعة مقاتلين إيرانيين.

تعديل استراتيجي
وقال ايتامار رابينوفيتش، رئيس المعهد الإسرائيلي، وسفير إسرائيل الأسبق لدى الولايات المتحدة، وهو مفاوض إسرائيلي سابق مع سوريا: "مع إدراكنا أن نهاية الحرب السورية أصبحت وشيكة، وأن المنتصرين فيها هم روسيا وإيران وحزب الله، عدلت إسرائيل استراتيجيتها. فقد أصبحت إيران وحزب الله متواجدين حالياً داخل قواعد في سوريا، وغدوا أكثر جرأة".

ضربة وقائية

وقال آموس جلعاد، جنرال إسرائيلي متقاعد يرأس حالياً معهد السياسة والاستراتيجية في حيفا: "نواجه اليوم تصميماً من إيران على الاستفادة من الفراغ في سوريا، والانتصار المقبل للأسد وهزيمة داعش، من أجل توسيع انتشار حزب الله في لبنان، على حساب الأراضي السورية، وخاصة في مرتفعات الجولان. ويمثل هذا تهديداً استراتيجياً لنا. إنها خطة لا يمكننا القبول بها، ونعمل على توجيه ضربة وقائية لحماية أمن إسرائيل".

خطوط حمراء
وقال شلومو بروم، جنرال متقاعد ومدير سابق للتخطيط الاستراتيجي لصالح القوات العسكرية الإسرائيلية: "يمكن القول إن حرباً هادئة لم تعد هادئة. ويبقى هدف إسرائيل منع إيران وحزب الله من تجاوز خطوطها الحمراء، حيث لا يكون لهم وجود بالقرب من حدودها مع سوريا، ولا يكون لهم نشاطات تضر بمصالح إسرائيل".

نتاج ثانوي
وترى رايت أن الحسابات الإسرائيلية الأخيرة جاءت كنتاج ثانوي لاتفاق تم بين أمريكا وروسيا لإنشاء "مناطق خفض تصعيد" نشر فيها الجانبان قوات برية، ويطالبان بحماية مجال جوي لصالح حلفائهم في سوريا. ولذا شعرت إسرائيل بأنها أصبحت مكشوفة.

وفي هذا السياق، قال إفراييم سنيه، جنرال إسرائيلي متقاعد، وعضو سابق في الكنيست: "كان الاتفاق بمثابة تقاسم للأراضي السورية بين روسيا وإيران، بمعنى أنه شرع الوجود الإيراني كأحد الشركاء في سوريا". وأضاف: "لا يمكن لأية حكومة في القدس، أياً كان رئيس الوزراء، أن تقبل بواقع أفرزته نهاية الحرب في سوريا".