قافلة أمريكية في ضواحي منبج. (أ ف ب)
قافلة أمريكية في ضواحي منبج. (أ ف ب)
الأربعاء 18 أبريل 2018 / 14:16

وكلاء إيران في سوريا.. عيونهم على القوات الأمريكية

24- زياد الأشقر

مع الوضع التراجعي لداعش وخسارة المناهضين للنظام السوري لمزيد من المناطق، كتب الباحث بورزو دراغاهي في مجلة "فورين بوليسي" أن المجموعات الموالية لإيران في سوريا تحول تركيزها نحو القوات الأمريكية البرية. وطالما قال مسؤولون عسكريون غربيون ومحللون مستقلون، إنها مسألة وقت فقط قبل أن يصير الجنود الأمريكيون في سوريا هدفاً للميليشيات. وبعد الهجمات التي قادتها الولايات المتحدة في عطلة نهاية الأسبوع على منشآت مفترضة للأسلحة الكيماوية، فإن هذا التطور قد يسرع الهجمات على القوات الأمريكية.

بعد ساعات من الضربات الغربية على المواقع السورية، طوق مقاتلون من الميليشيات المدعومة من إيران قاعدة جوية أمريكية في غرب بغداد، متحدين أوامر قياداتهم

وينقل عن الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى فيليب سميث أن الميليشيات "كانت دائماً لديها لهجة معادية لأمريكا، لكن عندما توجه تهديداً تلو التهديد، يتأكد انها تريد أن تبعث برسالة خاصة". وهذا الشهر، أعلن "لواء باقر"، إحدى الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا في صفحتها على فيس بوك، أنه سيبدأ في شن هجمات على الجنود الأمريكيين. وجاء في بيان أصدره في 6 أبريل (نيسان): "نحن في قيادة لواء باقر نعلن أنباءً سارة تتعلق بشن عمليات عسكرية وجهادية ضد المحتل الأمريكي وكل المتعاونين معه في سوريا". ويبدو أن فيس بوك قد أغلق صفحة الميليشيا.

الجهاد
وفي تقرير نُشر الأسبوع الماضي، سجل سميث تزايد عداء الميليشيات حيال القوات الأمريكية في شمال سوريا إلى ما يتجاوز القدح العادي. ولاحظ أن إعلان "لواء باقر" يذهب إلى ما هو أبعد من البيان ليدعو إلى الجهاد، موضحاً أن "هذه الجماعة لا تستطيع لوحدها إعلان الجهاد- لا بد أن الدعوة صادرة من مراجع إيرانية أعلى".

وبحسب المحلل العسكري في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية في إسطنبول نوار أوليفر، فإن الإعلان الصادر عن لواء باقر هو بمثابة "أمر ضخم". وأضاف أن "الإعلان ليس مزحة. وفي نهاية المطاف سنرى أفعالاً".

تصعيد
ودمرت الغارات الجوية المحدودة ليل الجمعة مواقع يقول مسؤولون غربيون إنها منشآت لإنتاج الأسلحة الكيماوية، رداً على هجوم كيماوي نفذه النظام في مدينة دوما بالغوطة الشرقية لدمشق في 7 أبريل (نيسان). لكن يبدو أن الضربات الغربية قد حشدت مؤيدي الأسد الذين نزلوا إلى الشوارع احتجاجاً. وصعدت المجموعات المسلحة في سوريا التي لها علاقة مباشرة بطهران، لهجتها حول عزمها على استهداف القوات الأمريكية في سوريا.

الدفاع عن النفس

 وسبق للميليشيات الموالية لإيران في أنحاء المنطقة أن نقلت تركيزها من قتال داعش إلى واشنطن وحلفائها. وينقل عن ريناد منصور الباحث في مركز "تشاتهام هاوس" أنه "بعد القتال ضد داعش، تقول(الميليشيات الموالية لإيران) تقول بوضوح إن الأمريكيين هم الآن أعداؤها... وبعبارات حازمة، يعلنون أن الأمريكيين هم الأعداء. وإذا ما نشب صراع بين الولايات المتحدة وإيران، فإن هذه الميليشيات هي الوكيل عن طهران".

وكشف انه بعد ساعات من الضربات الغربية على المواقع السورية، طوق مقاتلون من الميليشيات المدعومة من إيران قاعدة جوية أمريكية في غرب بغداد، متحدين أوامر قياداتهم وفق صحيفة الديار اللبنانية. ورفض مسؤولون أمريكيون تأكيد الخبر أو نفيه، لكنهم حذروا من أن القوات العراقية بما فيها الميليشيات يجب أن تطيع الحكومة المركزية. وقال الكولونيل الأمريكي ريان ديلون "إن قوات التحالف تملك حق الدفاع عن النفس وعن شركائنا العراقيين".

وذكّر بأن جنديين أمريكي وبريطاني قتلا في سوريا في انفجار عبوة ناسفة زرعت إلى جانب الطريق لدى مرور عربتهما في 30 مارس (آذار). ويرى رامي علاء الدين الباحث في مركز بروكينغز الدوحة: "كلما تراجع النزاع بين الثوار ونظام الأسد، كلما تحفزت إيران ووكلائها على إثارة مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة... يمكن الولايات المتحدة إلحاق ضررٍ فادح من الجو، لكن ألفي جندي أمريكي منتشرون في شرق سوريا لا يجارون عشرات الألاف من وكلاء إيران الجاهزين".