سوريون يعيشون في الأردن يدوسون على صور للرئيس السوري بشار الأسد ووالده الرئيس الراحل حافظ الأسد.(أرشيف)
سوريون يعيشون في الأردن يدوسون على صور للرئيس السوري بشار الأسد ووالده الرئيس الراحل حافظ الأسد.(أرشيف)
الخميس 19 أبريل 2018 / 11:33

هل ينقلب العلويون على الأسد بعدما ضحوا بكل شيء من أجله؟

24- زياد الأشقر

منذ اتهام القوات الموالية للنظام السوري بشن هجوم بالأسلحة الكيماوية على مدينة دوما في الغوطة الشرقية لدمشق، انتظر الجميع بقلق الرد الأمريكي. وتحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رد سريع وتوجه بكلام قاسٍ إلى بشار الأسد وراعيته روسيا. وبعد ذلك، صار أكثر حذراً في كلامه ليقول إن الرد على الهجوم قد يأتي "قريباً جداً أو لا يكون قريباً أبداً". ومع ذلك، فإن ترامب نفذ تهديداته رداً على أحدث هجوم كيماوي واسع النطاق في سوريا.

ثمة استياء واسع في أوساط العائلات العلوية التي كانت تنتظر أن يكون أبناؤها من بين السجناء الذين يحتفظ بهم جيش الإسلام

وكتب سام داغر في مجلة "أتلانتيك" الأمريكية، أنه نظراً إلى العواقب المحتملة الأكبر التي قد يواجهها الأسد وحلفاؤه، لم يكن واضحاً سبب مخاطرة الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية، خصوصاً عندما أعلن نظامه النصر فعلاً في هجومه المدعوم من روسيا على الغوطة الشرقية، آخر منطقة رئيسية يسيطر عليها الثوار قرب دمشق ومن بينها دوما. وقُدمت نظريات كثيرة، بما في ذلك حاجة الأسد إلى مزيد من الترويع لإخضاع شعبه، وكذلك رغبة في التجرؤ على إذلال غرب عاجز.

الضغط العلوي
وأوضح داغر أن أحد التفسيرات الذي يمكن التمعن فيها يكمن في الضغط الذي يواجهه من العلويين، الأقلية المرتبطة بالمذهب الشيعي والتي ينتمي إليها الأسد. ويعتقد الكثير من العلويين أن فصيل جيش الإسلام المعارض كان يحتجز ما يصل إلى 7500 سجين علوي في دوما وحولها، بينهم جنرالات وجنود ومدنيون-تم اختطافهم أو أسرهم على أيدي الثوار على مدى سنوات في محاولة للحصول على تنازلات من النظام. وعلى رغم أن العلويين يمثلون جزءاً صغيراً من البلاد، فإنهم يتقلدون مناصب رئيسية، ويهيمنون على الشرطة، ويوفرون القوى الرئيسية المقاتلة التي تدافع عن النظام منذ 2011. وافتقدت الكثير من عائلاتهم أحبة لا يمكن للأسد أن يعيدهم، حتى في الوقت الذي يطلب منهم تقديم المزيد من أبنائهم للقتال.

إعادة مخطوفين
ورأى أن قدرة الأسد على إعادتهم أمر حيوي للحفاظ على شرعيته في نظر هذه الدائرة المهمة، وهي حقيقة تدركها إيران وروسيا، ورعاته أيضاً. وقال الأسد خلال اجتماع مع عائلات علوية الثلاثاء: "لن نتخلى عن أي شخص مفقود أو مختطف وسنفعل كل ما في وسعنا لإطلاق سراحه إذا كان لا يزال على قيد الحياة". وبالنسبة إلى الأسد، فإن تضامنه مع مجتمعه قد يكون مصدر قلق أكبر من أي تداعيات من استخدامه للسلاح الكيماوي.

ونظراً إلى سجل الغرب غير المستقر في الرد على الهجمات السابقة، وتصميم الحلفاء على حمايته، ورغبته الخاصة في تبرير أي مجزرة والكذب في شأنها والإفلات من العقاب، ثمة منطق وحشي في تفكيره-إن نظامه بني ليبقى، خصوصاً مع تصاعد الإرباك حول ما إذا كانت الولايات المتحدة سترد. ومع ذلك، فإنه في المسار الذي أدى إلى الهجوم الكيماوي المشتبه فيه في دوما، بات واضحاً أن الأسد يحتاج إلى إظهار لطائفته القلقة من الحرب مدى استعدده لتحرير سجنائها. ويفهم هذا الديكتاتور غريزياً كيف أن الأشياء من حوله قابلة للتداعي بسرعة في حال إنقلب العلويون ضده.

استياء واسع
وقال داغر إنه خلال الحرب السورية المستمرة منذ سبعة أعوام، تحدث مع الكثير من العلويين الذين يشعرون بأنهم ضحوا بكل شيء للحفاظ على ما يقرب من خمسة عقود من حكم عائلة الأسد.

وأشار إلى حالة الاستياء التي سادت في أوساط العائلات العلوية التي كانت تنتظر أن يكون أبناؤها من بين السجناء الذين يحتفظ بهم جيش الإسلام. لكن تبين أن جيش الإسلام كان يحتفظ فقط ب200 سجين علوي، مما جعل الكثير من العلويين يحتجون في شوارع دمشق ولا سيما أمام السفارة الروسية، كون أن ضباطاً روساً هم من تولى التفاوض مع جيش الإسلام للخروج من دوما. وتدخلت قوى الأمن وشخصيات لإقناع أهالي المخطوفين للخروج من الشارع.