صواريخ إيرانية في عرض عسكري (أرشيف)
صواريخ إيرانية في عرض عسكري (أرشيف)
الإثنين 23 أبريل 2018 / 15:26

لماذا تحتاج إيران إلى صواريخ باليستية؟

كانت إيران، خلال السنوات العشر الأخيرة، في صلب الاهتمام الدولي بسبب تركيزها الشديد على برنامجها النووي. ويقول سيروس أميريان، مساعد بارز لدى مركز الدفاع والدراسات الأمنية في جامعة ماسي في نيوزيلندا، إنه عند وضع تلك القضية جانباً، وعلى الأقل مؤقتاً، قد نظن أن الاتفاقية النووية التي وقعت قبل ثلاث سنوات قد أفقدت إيران مكانتها في اهتمامات العالم، لكن ذلك لم يحدث.

قد يكون أفضل وصف لوضع القوات المسلحة الإيرانية بأنها متحف متنقل. وينطبق هذا الوصف على فروعها العسكرية الثلاثة

وبعدما وصف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاتفاق النووي بأنه عبارة عن صفقة كارثية وتعهد بتمزيقه حال تسلمه السلطة، حاول ترامب الاستمرار في الضغط على إيران.

وفضلاً عن القضية النووية، يشكل الوجود الإيراني في سوريا، وترسانتها من الصواريخ الباليستية تهديدات كبرى للأمن الإقليمي والدولي.

وسيلة دفاعية وهجومية
ويتابع كاتب المقال في الإشارة لامتلاك إيران ترسانة كبيرة ومعقدة من الصواريخ الباليستية، ومنها صواريخ قصيرة المدى مثل "زلزال" وأخرى أطول مدى وأثقل مثل "شهاب -3" أو "سجيل"، والتي يمكن أن يصل مداها لـ 2000 كيلومتر، وتأتي في عدة نماذج كتلك المدفوعة بسوائل أو بمواد صلبة.

وتمثل الصواريخ وسيلة دفاعية أساسية بالنسبة لإيران فضلاً عن أنها أداة هجومية، وخصصت طهران وقتاً طويلاً، وعدداً من الخبراء وأموالاً، لتطويرها وتحسينها. ولذا يتوقع ألا تتخلى إيران عن تلك الصواريخ تحت ضغط من أمريكا أو أوروبا.

متحف متنقل
وبالتوازي مع وجود إيران وسط عدد من الدول الثرية الساعية لتطوير قدراتها الدفاعية والعسكرية، تعتبر إمكانياتها العسكرية ضعيفة بل وهشة.

وقد يكون أفضل وصف لوضع القوات المسلحة الإيرانية بأنها متحف متنقل، وينطبق هذا الوصف على فروعها العسكرية الثلاثة.

ويلفت كاتب المقال لاعتماد القوات الجوية في إيران بشكل رئيسي على مقاتلات أمريكية بنيت قبل 40 و 50 عاماً مثل F-14 و F-15 وعلى عدد أصغر من المقاتلات السوفيتية الصنع مثل ميغ 29A وسوخوي 24، التي اشترتها طهران قبل قرابة عشرين أو ثلاثين عاماً.

مزاح

وعند مقارنة تلك المقاتلات بأحدث ما تملكه السعودية والإمارات من الطائرات مثل يورو فايتر تايفونس، ومقاتلات ميراج و F-16s مع الطراز الأحدث من مقاتلات F-35s، أو ما تملكه إسرائيل، والتي تأتي بأعداد كبيرة، ومسلحة بأحدث الرادارات وصواريخ مدعومة بنظام أواكس، تبدو قدرات القوات الجوية الإيرانية أشبه بمزحة أو نكتة.

ويقول كاتب المقال إن حال القوات البرية والبحرية الإيرانية لا يختلف عن وضع قواتها الجوية. فعدد من الكتائب الآلية مسلح بدبابات سوفيتية من طراز T-72S، وبجيل أقدم من الدبابات السوفيتية التي فشلت، قبل ثلاثين عاماً إبان حرب الخليج، في التصدي لدبابات غربية متطورة.

وقد تحقق بعض التقدم بتحديث دبابات قديمة بمعدات ومدرعات أحدث، ولكنها كانت بطيئة، ولم تستطع طهران تحديث أنظمتها التي عفا عليها الزمن.

فقدان القدرة
ونتيجة لكل ما سبق ذكره، يخلص كاتب المقال إلى افتقار إيران إلى القدرة على شن هجوم ضد أي من دول المنطقة، باستثناء أفغانستان ربما، أو أطراف أضعف عدة وعتاداً.

ويقول آميريان إنه يبقى لدى إيران قوتها الصاروخية الباليستية، وأنظمتها أرض- جو، ولكن لا يرجح أن تستخدمها إيران حتى في حال شنها هجوماً، خاصةً لأنها تقليدية وليست مسلحة برؤوس ذرية. ومن هنا لن تستخدم طهران أياً من تلك الأسلحة خشية أن يكون رد عدوها، وخاصة أمريكا وإسرائيل، أشد انتقاماً، ما قد يقضي على النظام برمته.

وحسب كاتب المقال، ربما يكره آيات الله في طهران الإسرائيليين والسعوديين، ولكن تلك الكراهية أقل قوة من حبهم للسلطة، وهم يتمسكون بالصواريخ الباليستية من باب استعراض القوة وممارسة قوة ردع لا أكثر.