الرئيس التركي رجب طيب أردوغان(أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان(أرشيف)
الأحد 6 مايو 2018 / 14:46

مئات الملايين ضمن تصنيف أردوغان للإرهاب.. بمن فيهم نصف شعبه

كتب الباحث التركي بوراك بكديل في مقاله ضمن معهد غايت ستون الأمريكي أنّ العديد من المستبدين في الشرق الأوسط وصفوا دول العالم الحر بالإرهابية. فبالنسبة إلى حماس والإخوان المسلمين مثلاً، الحضارة الغربية بأكملها، آلة إرهابية مبرمجة لإراقة الدم المسلم. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يشكل استثناء هنا.

في 25 أبريل (نيسان)، حكمت محكمة تركية على 14 صحافياً في صحيفة حرييت المعارضة بالسجن بناء على تهم "الإرهاب" وقد تراوحت فترات السجن بين سنتين ونصف إلى سبع سنوات ونصف

في 7 أبريل (نيسان) اتهم أردوغان فرنسا بالتواطؤ مع الإرهابيين عبر "استضافتهم" في قصر الإليزيه، وسط خلاف بين حليفي الناتو تركيا وفرنسا، حول دعم باريس لقوات سوريا الديموقراطية المتحالفة مع الأمريكيين أيضاً والتي استعادت مناطق واسعة من تنظيم داعش في سوريا.

باريس وواشنطن
قال أردوغان: "أنتِ، فرنسا، لن تكوني قادرة على شرح هذا. لن تكوني قادرة على أن تخلّصي نفسك من عبء الإرهاب .. طالما أنّ الغرب يغذي هؤلاء الإرهابيين، ستغرقين".

بعد ذلك، هنالك الولايات المتّحدة التي "تعمل مع الإرهابيين". في فبراير (شباط) الماضي، حذرت تركيا الجنود الأمريكيين في سوريا من احتمال التعامل معهم كإرهابيين إذا استمروا في دعم المقاتلين الأكراد.

وهدد نائب رئيس الوزراء التركي بكير بوزداغ القوات الأمريكية بأنها قد تواجه خطر الوقوع وسط الصدامات وأن القوات التركية قد لا تميز الأمريكيين لو ظهروا مرتدين بزات كردية.

القارة الأوروبية بأكملها تقريباً
يوضح الكاتب أنه في نظر الحكومة التركية إلى العالم، فإن القارة الأوروبية بأكملها تقريباً دول إرهابية. ضمن خطاب ألقاه في 25 أبريل، اتهم رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الدول الأوروبية، باستثناء إسبانيا، بدعم المنظمات الإرهابية.

وقبل ذلك بأسابيع قليلة، حذّر يلدريم البوسنة، دولة صديقة لتركيا، من أنّها قد تصبح هدفاً لأنقرة إذا دعمت منظمة الداعية التركي فتح الله غولن، التي تتهمها تركيا بالإرهاب.

الطلاب أيضاً
أي شخص يفكر بحرية، في الداخل أو في الخارج، وينظر إلى حكم أردوغان على أنه حكم الرجل الواحد يمكن أن يوصف بالإرهابي.

في 24 مارس (آذار) انتقد أردوغان طلاباً داخل جامعة بوغازيتشي، واحدة من أفضل الجامعات التركية، لأنّهم مناهضون للحرب. ووصف بعض هؤلاء بالإرهابيين بعد صراع انفجر في مجمعها إثر مظاهرات ضد الحرب التركية في عفرين، قائلاً إن الطلاب المتظاهرين: "شبان خونة وشيوعيون" يواجهون "شباناً محليين، قوميين ومتدينين". واعتقل "الشبان الشيوعيون الخونة" بشكل سريع.

الصحافة لم تنجُ من التصنيف
في 25 أبريل (نيسان)، حكمت محكمة تركية على 14 صحافياً في صحيفة حرييت المعارضة بالسجن بناءً على تهم "الإرهاب" وتراوحت فترات السجن بين سنتين ونصف إلى سبع سنوات ونصف. و

كان هنالك متهم آخر في القضية، لم يكن موظفاً في الصحيفة، لكن حُكم عليه بسبب نشاطاته على تويتر بالسجن عشر سنوات. وقالت ميلينا بيوم، ناشطة تركية في منظمة العفو الدولية إن الصحافة نفسها كانت موجودة في قفص الاتهام مضيفة أنّ الحكم يتحدى المنطق ويسيء إلى العدالة.

ورأت أنّ هذه العقوبات تمت بدوافع السياسة وتهدف بشكل واضح إلى زرع الخوف وإسكات أي شكل من أشكال المعارضة.

"الإرهاب" و "النبل" لدى أردوغان

"كل هذا جنون" يتابع بكديل مضيفاً أنه حين لا يكون أدروغان في صراع مع مئات الملايين من "الإرهابيين" بمن في ذلك القارة الأوروبية بأكملها تقريباً والولايات المتحدة ونصف شعبه على الأرجح، يكون منشغلاً في تعميق صلاته مع دول مثل روسيا وإيران.

وهو يعمل مع هاتين الدولتين اللتين تدعمان الديكتاتور السوري بشار الأسد من أجل "جلب السلام إلى سوريا" فيما يجتاح إقليم عفرين الكردي في شمال البلاد.

في تقسيم أردوغان الأيديولوجي، يتألف العالم من دول "إرهابية" مثل القارة الأوروبية بأكملها باستثناء إسبانيا، يُضاف إليها الولايات المتحدة، و نصف بلده، وهي تقابل دولاً "نبيلة" مثل روسيا وإيران.