اعتقالات في تركيا.(أرشيف)
اعتقالات في تركيا.(أرشيف)
الأحد 27 مايو 2018 / 13:21

المجتمع الدولي لا ينتقد أردوغان وقطر.. راديكالية من النوع الأسوأ

تطرقت الصحافية الإيطالية سعاد سباعي إلى حملة الاعتقالات التي تشنّها حكومة أنقرة ذاكرة أنّ تركيا شهدت اعتقال 768 شخصاً في أسبوع واحد. وضمن مقالها في صحيفة "المغربية" الإيطالية، أشارت إلى أنّ هؤلاء الأشخاص متهمون بالإرهاب، وبدقة أكثر، مرتبطون بالداعية التركي فتح الله غولن.

الحرية في أنقرة وفي سائر أنحاء البلاد دُفنت تحت أنقاض قمع أردوغان الديكتاتور

 تضيف سباعي أنّ هذه التهمة تساوي في نظام السلطان أردوغان تقويض سلطته. علاوة على ذلك، حُكم على 104 آخرين بالسجن لمدى الحياة، لأنّهم بحسب ما تقول أنقرة، متورطون بتنظيم انقلاب في يوليو (تموز) 2016.
بحسب الكاتبة، هذه إعادة غزو نيو عثمانية تتمدد بتعجرف في أي منطقة يقرر أردوغان التصرف في إطارها. ففي البوسنة على سبيل المثال، حيث أعطى السلطان المحاضرة الوحيدة في حملته الانتخابيّة خلف البوسفور، توجّه أردوغان إلى الحضور بالكلمات التالية: "أوروبا لا تريدكم، نحن نريدكم". هذه أكثر من دعوة، بما أنّها تحمل معها تهديداً دعوياً نشطاً في جزء مهم من أوروبا. لم ينكر أردوغان مطلقاً إرادته في استعادة هذه المناطق لتجسيد حلمه بإعادة بناء سلطنة نيو عثمانية.

قيادي إخواني مزعج
هذا هو الوضع في تركيا اليوم، دولة يسيطر عليها رجل مزعج هو واحد من قادة تنظيم الإخوان المسلمين. لقد كان الأتراك معتادين على كمال أتاتورك حيث القيم المدنية والحرية لكنهم يجدون أنفسهم اليوم بين أيدي أوتوقراطي قاسٍ يحوّل تركيا إلى سجن كبير. بالمقارنة مع أساليب أردوغان، تتضاءل أهمية الغيستابو (الشرطة النازية السرية) وستاسي (جهاز الاستخبارات في ألمانيا الشرقية). يمكن أن يُعتقل ويُسجن أي شخص من دون محاكمة عادلة ومن دون أن يكون قادراً على الدفاع عن نفسه، بحيث لم تعد حقوق الإنسان موجودة في تركيا.

تضيف سباعي أنّ الحرية في أنقرة وفي سائر أنحاء البلاد دُفنت تحت أنقاض قمع أردوغان الديكتاتور. إنّ السلطان يخوض معركة الترشح إلى الانتخابات الرئاسية الوشيكة، "ويمكننا أن نراهن على أنّه سينجح في التلاعب بنتائجها: نعلم بشأن التأثير الكبير الذي يحتفظ به هو نفسه وجيشه على الشعب، في الداخل والخارج معاً".

على الرغم من هذا، هنالك خيارات بديلة من أجل إعطاء مستقبل إلى تركيا. على سبيل المثال، برزت ميرال أكشينار التي تحدت أردوغان بشجاعة وتصميم. وهذا تحد صعب بالنسبة إليها وإلى آخرين، إن لم يكن مستحيلاً، ويعود ذلك بشكل أساسي لأنّ الجميع ضدهم، بدءاً من المجتمع الدولي الذي لا يدين أردوغان. كما لا يدين هذا المجتمع العديد من الدول المارقة مثل قطر التي تستثمر كميات هائلة من الأموال للنشاط الدعوي من النمط السياسي المتطرف. وتختم سباعي مقالها بالإشارة إلى أنّ هذا هو الطريق إلى دولة راديكالية من النوع الأسوأ.