المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.(أرشيف)
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.(أرشيف)
الإثنين 18 يونيو 2018 / 11:39

معركة الهجرة تهدد سلطة أنجيلا ميركل

استطاعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الصمود في معارك حول الهجرة اجتاحت القارة الأوروبية، وكان آخرها في إيطاليا. ولكن خلافات داخل تحالفها الحاكم، تُهدد بتقويض حكومتها التي شكلتها قبل ثلاثة أشهر فقط.

تخشى المستشارة الألمانية أنها لو أغلقت أبوابها، فإن دولاً أوروبية أخرى سوف تحذو حذوها، وهو احتمال قد يهدد بتسريع انهيار نظام الحدود المفتوحة

وعلقت ياسمين سرحان، محررة لدى مجلة "أتلانتيك" الأمريكية، قائلةً إن الحزب الديمقراطي الاشتراكي، حزب يمين الوسط في ولاية بافاريا الألمانية المتحالف مع حزب ميركل، أشعل آخر جولة من الخلافات.

فقد ابتكر زعيم الحزب، وزير الداخلية هورست سيهوفر، خطة حول الهجرة ستمكن ألمانيا من إعادة لاجئين وصلوا إلى حدودها، في حال قدموا سابقاً طلباً للجوء في بلد آخر من دول الاتحاد الأوروبي. ورفضت ميركل تطبيق الخطة، ولكن سيهوفر ماضٍ في تحدي قرارها.

خلاف قديم
وحسب سرحان، يعود الخلاف إلى 2015 و 2016، حينما وصلت أزمة اللاجئين إلى ذروتها في أوروبا، وكان قرار ميركل التاريخي بفتح حدود ألمانيا أمام موجة لاجئين قدموا من سوريا التي مزقتها حرب أهلية. وما زالت الخطوة ثابتة بالنسبة لألمانيا التي تبقي على سياسة الباب المفتوح، حتى في ظل تحرك بعض الدول المجاورة لإغلاق أبوابهم أمام لاجئين.
  
حل أوروبي
وقبل بضعة أيام، قالت ميركل لصحفيين: "أرى أن الهجرة غير الشرعية تمثل أحد التحديات الكبرى أمام الاتحاد الأوروبي، ولا يفترض أن نعمل بشكل فردي، أي دون مشاورات، وعلى حساب طرف ثالث". ولكن زملاءها في الحزب الديمقراطي الاشتراكي، لا ينظرون للقضية بتلك الطريقة.

وفي مواجهة انتخابات في بافاريا، في أكتوبر(تشرين الأول)، يود الحزب أن يثبت لناخبيه أنه يأخذ مسألة الهجرة بجدية، وأنه يمثل خياراً أفضل من حزب البديل لألمانيا اليميني المتطرف، والمعادي للهجرة والذي برز منافساً رئيسياً له في الولاية التي تعتبر معقلاً قديماً له.

وقال ماركوس سودر، نائب عن الحزب ورئيس وزراء ولاية بافاريا: "يجب أن نحمي حدودنا بفعالية، ولا يمكن لألمانيا أن تنتظر أوروبا إلى ما لا نهاية. يجب أن نعمل بشكل مستقل".

الحدود المفتوحة

وتلفت كاتبة المقال إلى أن المشاركة في تحمل المسؤولية عن المهاجرين لم تكن العامل الوحيد في حسابات ميركل، بل تخشى المستشارة الألمانية أنها لو أغلقت أبوابها، فإن دولاً أوروبية أخرى ستحذو حذوها، وهو احتمال يُهدد بتسريع انهيار نظام الحدود المفتوحة بين دول الاتحاد الأوروبي، أي حرية التحرك بين دول الاتحاد.

اللعب على الوقت
وحسب سرحان، تلعب ميركل على الوقت على أمل طرح قضية الهجرة، وأن تصمد حكومتها حتى التوصل إلى اتفاقات بين دول الاتحاد الأوروبي عند اجتماع قمة الكتلة في نهاية الشهر الحالي.

وحتى حينه، أكد أعضاء حزب ميركل تعهدهم بدعم المستشارة، لكن من جانب آخر، هدد سيهوفر بتحدي ميركل والمضي قدماً في سياسته حول الهجرة.

شعبية كبيرة
وفي رأي كاتبة المقال، من شأن تحدي سلطة ميركل أن يدفعها للانصياع للخطة، وهو سيناريو غير مرجح لأنه سيوجه ضربة لسلطتها، أو أن ترفضها وتقيل صاحبها، وهي خطوة قد تسقط بالتأكيد حكومتها، وتستدعي انتخابات جديدة.

في هذا السياق، قال مارسيل ديرسوس، عالم سياسي لدى جامعة كيل: "يحاول حزب الديمقراطي الاشتراكي اتخاذ خط متشدد حيال الهجرة لاستمالة الناخبين، ولديه دافع قوي لذلك. لكنه لا يستطيع خلع مستشارته، خاصةً لأنها ما زالت تتمتع بشعبية كبيرة".