عراقيون يحتفلون بفوز تحالف"سائرون" بزعامة مقتدى الصدر في الانتخابات (أرشيف)
عراقيون يحتفلون بفوز تحالف"سائرون" بزعامة مقتدى الصدر في الانتخابات (أرشيف)
الثلاثاء 19 يونيو 2018 / 13:22

الصدر الذي قاتل أمريكا صار أفضل أمل للعراق

24- زياد الأشقر

كتب الكولونيل الأمريكي المتقاعد مايكل د. سوليفان الذي زار العراق خمس مرات بين 2004 و2018 في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أنه قاتل ضد الميليشيا الشيعية التي كان يقودها مقتدى الصدر، وواجه خطر صواريخ أطلقها جيش المهدي وفقد أصدقاء بعبوات ناسفة زرعتها كتيبة "اليوم الموعود"، ولكنه استدرك قائلاً إن مقتدى الصدر في 2018 الذي تصدر تحالفه "سائرون" نتائج الإنتخابات البرلمانية الأخيرة، ليس مقتدى الصدر في 2004.

الصدر الذي رأيته يقود تحالف سائرون في 2018، ليس مؤيداً للولايات المتحدة، لكنه في الوقت نفسه مؤيد للعراق ومناهض لإيران. وهذه نقلة كبرى عن 2004

فالرجل الذي قاد ميليشيا جيش المهدي لقتال القوات الأمريكية في النجف وبغداد، تغير للأفضل.

كان الصدر يتصرف ضد مصالح الولايات المتحدة في الماضي، لكنه صار أكثر انسجاماً مع المحاولات الغربية للسيطرة على النفوذ الإيراني والتطرف السنّي. كان الصدر، وفق وجهة نظره، دائماً براغماتياً.
لكن توجهه البراغماتي تحول من محاولة تغيير الوضع في العراق بالعنف المادي من 2003 و2008 إلى فهم قوة السياسة والنشاطات المدنيةمن 2011 إلى 2018.

واليوم، بات الصدر يدرك الحاجة إلى دعم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لتعزيز القوات الأمنية العراقية، وبالتالي منع انهيار آخر، يسمح لمجموعة متطرفة مثل داعش بالظهور.

"ألم نقاتل هذا الفتى؟"

وأوضح سوليفان أنه قرأ مقالات مليئة بالكآبة، وتلقى بواسطة البريد الإلكتروني رسائل مذعورة ورسائل عبر فايس بوك وتطبيق الواتساب من أصدقاء خدموا في العراق، وجميعهم يتساءلون "هل هذا هو الصدر فعلاً؟ ألم نقاتل هذا الفتى لسنوات؟ كيف يمكن أن يحدث هذا؟" وهؤلاء أيضاً فقدوا أعزاء في القتال ضد ميليشيا الصدر في النجف وحي الدورا في بغداد وعلى طول الطريق ذي السمعة السيئة من المنطقة الخضراء في بغداد إلى المطار.

وقال: "أتفهم مخاوفهم لأنني شاركتهم مرة القلق نفسه. ورغم ذلك، فإن رحلات قتالية عدة إلى العراق وخلال الإنتخابات البرلمانية التي أجريت الشهر الماضي، كونت لدي رأياً أكثر إيجابية مما كنت أتخيل عن هذا البلد. فالصدر الذي رأيته يقود تحالف سائرون في 2018، ليس مؤيداً للولايات المتحدة، لكنه في الوقت نفسه مؤيد للعراق ومناهض لإيران. وهذه نقلة كبرى عن 2004".

وهذه المرة الأولى التي تجرى فيها انتخابات منذ هزيمة داعش والخامسة منذ خلع صدام حسين.

وكان سوليفان في العراق في انتخابات 2010، ويتذكر التقارير التي كانت تتوالى عن عبوات ناسفة وصواريخ وإطلاق نار وسقوط إصابات في مراكز الإقتراع، أما هذه السنة فلم يسجل أي تقارير من هذا النوع، لا تفجيرات ولا سقوط صواريخ ولا سيارات مفخخة.

بغداد هادئة
وأشار إلى أن قوات الأمن العراقية وشركاءها في التحالف الدولي، من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا ومن 80 دولة أخرى، وفرت أمناً صلباً للسكان. وبينما كانت هناك تقارير عن حوادث بالحد الأدنى في مناطق متفرقة، فإن بغداد كانت هادئة في يوم الانتخاب.

 وخلافاً لـ 2010 عندما هيمن إئتلافان شيعيان على غالبية الأصوات، بينما في 2018 توزعت الأصوات على أحزاب شيعية وسنية وكردية. وفي مثل هذا المناخ حقق الصدريون أداءً قوياً بعدما كانوا بالكاد يحصلون على ما بين 30 و40 مقعداً في الإنتخابات السابقة.