عناصر اللجان النوعية الإخوانية المسلحة (أرشيفية)
عناصر اللجان النوعية الإخوانية المسلحة (أرشيفية)
الخميس 21 يونيو 2018 / 01:31

"الإخوان" الإرهابية.. من التنظيم الخاص إلى اللجان النوعية المسلحة

24 - القاهرة - أحمد فهمي

على مدار تاريخ تنظيم الإخوان كان اللجوء للعنف والإرهاب سمة أساسية في الجماعة منذ تأسست على يد المرشد الأول حسن البنا، إذ عُهد حينها إلى التنظيم الخاص بتنفيذ العمليات الإرهابية كإغتيال القاضي الخازندار في مارس(آذار) 1948، واغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي في ديسمبر(كانون الأول) من العام نفسه عقاباً على قراره بحل الجماعة، وغيرها من الحوادث التي تركت أثرا غائرا في ذاكرة التاريخ المصري.

ورغم الإدعاءات المتكررة للجماعة بأنها تخلت عن العنف والإرهاب وطلقته إلى غير رجعة، إلا أن الوقائع العديدة على مدار التاريخ الإخواني تكشف عن أن الإيمان بالعنف المسلح والعمل السري لم يفارق قادة الجماعة ومنتسبيها يوما من الأيام.

وقد شهدت ربوع مصر العديد من الحوادث الإرهابية المروعة على يد المجموعات المسلحة التابعة للجماعة مثل حركة "لواء الثورة"، وحركة "حسم"، منذ تم إقصائها عن الحكم في 3 يوليو(تموز) 2013، مما ينفي تماماً مزاعم سلمية الجماعة التي يرفعها قادتها.

وقد توصلت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا المصرية خلال الساعات الماضية، إلى أن المجموعات التابعة لحركتي "لواء الثورة" و"حسم"، تورطت في تنفيذ العمليات الإرهابية وشراء الأسلحة والمواد التي تستخدم في تصنيع العبوات المتفجرة و توفير وسائل الإنتقال من السيارات والدرجات الآلية للمساعدة في شن الهجمات على أجهزة الدولة.

وتم الكشف عن 21 وكراً تابعاً لتلك المجموعات في محافظات الشرقية ودمياط، والقاهرة، والجيزة، والإسكندرية، والقليوبية وأسيوط، والبحيرة، والمنوفية، والفيوم، إذ أعد المتهمون مقرات سرية لإقامة العناصر الهاربة والتخطيط لشن الهجمات المسلحة واستعمالها كمخازن للأسلحة والمتفجرات.

وأمر النائب العام المصري المستشار نبيل أحمد صادق، بإحالة 278 متهماً للمثول أمام القضاء العسكري بعد الكشف عن ارتكاب المتهمين لـ 12 جريمة إرهابية، وانضمامهم إلى الجماعتين المذكورتين.

وكشفت اعترافات المتهمين عن أن البناء التنظيمي للجماعتين الإرهابيتين ينقسم إلى مجموعات نوعية تضطلع بمهام مختلفة، أولها: مجموعة "التدريب والتصنيع"، والتي تتولى مهمة تدريب عناصر التنظيم على استخدام الأسلحة المختلفة وأساليب إعداد العبوات الناسفة، وتسليمها لمجموعات التنفيذ لاستخدامها في تنفيذ الاغتيالات والعمليات.

وثانيها: مجموعة "الرصد"، التي تراقب الشخصيات المستهدفة والأماكن الحيوية وتحدد خطوط سير الشخصيات المهمة، ورفع نتائج الرصد لقيادات التنظيم لتقييمها وإصدار التكليفات لعناصر التنظيم بتنفيذ العمليات.

وثالثها: مجموعة 00.
 "النقل والدعم اللوجيستي" المسئولة عن مهام التمويل وتوفير المستلزمات لأعضاء التنظيم.

وشكلت مجموعة الإعداد الفكري أخطر الخلايا التابعة للجماعة؛ فهي المسئولة عن إعداد العناصر الإنتحارية عبر الشحن الفكري والنفسي للأفراد الذين نجحوا في تجنيدهم.

وأدلى عدد من المتهمين باعترافات تفصيلية حول تورطهم بتنفيذ أعمال هجومية ضد العاملين بالقوات المسلحة والشرطة وأعضاء الهيئات القضائية ورجال الإعلام ومنشآتهم الاقتصادية والحيوية والمنشآت العامة على مدار السنوات الماضية؛ بغرض إسقاط النظام المصري.

وأفادت تحقيقات النيابة المصرية، أن المتهمين تلقوا تدريبات ودورات تقنية على كيفية استخدام الأسلحة النارية بكافة أنواعها، وكيفية زرع العبوات المفرقعة وتوصيل الدوائر الإلكترونية لها، وبالإضافة إلى الإعداد العسكري، وتلقي عناصر التنظيمين عددا من الدورات التدريبية والفكرية تستهدف ترسيخ شرعية قتال أفراد الأمن، واستهداف المنشآت الحكومية، كما تعلموا الاحتياطات الأمنية واستخدموا التطبيقات الإلكترونية المشفرة مثل تيليجرام ولاين وثيرما، للتخفي بعيدا عن مراقبة أجهزة الأمن وهو الأمر الذي لم يمنع من سقوطهم في قبضة الشرطة في النهاية.

وتبنى الإرهابيون المنتمون للتنظيم هدف إسقاط الدولة المصرية بعد خسارة الإخوان للسلطة، عبر محاور عدّة، في مقدمتها استهداف مؤسسات الاقتصاد المصري، واستهداف البعثات الدبلوماسية بما يفقد الثقة في الدولة المصرية من قبل الدول الأجنبية، وضرب الأماكن والمؤسسات الحيوية للدولة لاستهداف أمن واستقرار البلاد.

وأدى القبض على عدد كبير من أبناء التنظيمين لانحسار أنشطة العمليات المسلحة في كافة ربوع البلاد، وتراجع أنشطة تمويل تلك المجموعات على وقع الضربات الأمنية.